أمريكا تصدر تأشيرتي دخول لروحاني وظريف لحضور اجتماعات الأمم المتحدة

أعرب الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي عن دعمه للمحادثات بين إيران وست قوى عالمية لإحياء الاتفاق النووي،
لكنه رفض بوضوح الاجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن حتى لو رفعت واشنطن جميع العقوبات.

وفي أول مؤتمر صحفي منذ انتخابه، قال رئيسي إن الأولوية في السياسة الخارجية لبلاده ستكون لتحسين العلاقات مع دول الجوار في الخليج.

وفي لقاء شهد حضورا إعلاميا محليا وخارجيا كثيفا، حدد رئيسي (60 عاما) الخطوط العريضة لسياسته لا سيما الخارجية منها، مؤكدا عدم وجود عقبات من جانب إيران تحول دون عودة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية.
وأكد رئيسي الذي تولى رئاسة السلطة القضائية منذ العام 2019 ويعد مقربا من المرشد الأعلى علي خامنئي، أنه لطالما دافع عن حقوق الإنسان، في ردّ على اتهامات موجهة إليه من معارضين في الخارج ومنظمات حقوقية، بأداء دور في إعدامات خلال ثمانينات القرن الماضي.
ومن المقرر أن يتولى رئيسي مهامه في أغسطس/آب خلفا للمعتدل حسن روحاني، بعدما حاز نحو 62% من أصوات المقترعين في الانتخابات التي أجريت الجمعة وشارك فيها 48,8% من إجمالي عدد الناخبين، وفق الأرقام الرسمية.

كشف الخبير في العلاقات الدولية بمركز جنيف للدراسات الدبلوماسية، ناصر زهير، أن هناك 4 أسباب وراء إرجاء المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران حول الاتفاق النووي في فيينا.

وقال زهير، إن السبب الأول هو أن الولايات المتحدة الأمريكية وإيران لم تتوافقا على المحاور الأصعب في المحادثات التي تم إرجاؤها، والسبب الثاني هو انتخاب متشددين إلى سدة الحكم في إشارة إلى إبراهيم رئيسي الذي انتخب رئيسا لإيران خلفا لحسن روحاني.

وأضاف زهير أن السبب الثالث هو عدم الاتفاق على آلية العقوبات التي سيتم رفعها والمحاور الأصعب كسياسات إيران الإقليمية، والضمانات فيما بتعلق بالبرنامج النووي، والأجهزة التي سيتم استخدامها في المفاعلات النووية.

كما أوضح زهير ، “الجولة السابعة إما توقيع اتفاق وتنازل كل الأطراف، أو أن تضع السلطة الجديدة في طهران لمساندتها على أي اتفاق جديد، لافتا إلى أن هناك احتمالا ضعيفا للتوصل إلى اتفاق قبل انتهاء فترة روحاني وهي من 30 إلى 45 يوما “.

كما أشار زهير إلى أن هناك خلافات جوهرية لم يتم التوصل إلى حل بشأنها، ولكن يمكن أن يكون هناك دفع من السلطة لإنهاء الاتفاق النووي وإبرام آخر جديد مع رفع العقوبات الاقتصادية، وكذلك واشنطن لا تريد أن تدخل في تعقيدات مع الرئيس المنتخب.

وأرجئت المحادثات النووية بين إيران والقوى الكبرى، في فيينا، وذلك دون أي إشارة إلى موعد استئناف المحادثات.

وقال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين إن المفاوضات بين إيران والقوى العالمية الست، لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 ستتوقف يوم الأحد لكي يعود المفاوضون إلى عواصمهم لإجراء مشاورات لأنه لا يمكن حل الخلافات الباقية بسهولة.

وقال عباس عراقجي للتليفزيون الإيراني الرسمي من فيينا “نحن الآن أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق لكن الهوة القائمة بيننا وبين الاتفاق لا تزال قائمة وسدها ليس بالمهمة السهلة”. وأضاف “سنعود إلى طهران الليلة”.

وقال الاتحاد الأوروبي يوم السبت إن الأطراف المعنية بالاتفاق ستعقد اجتماعا رسميا في فيينا يوم الأحد بدءا من الساعة 2:30 ظهرا بالتوقيت المحلي (1230 بتوقيت جرينتش).

وكان إبراهيم رئيسي الذي ينتمي إلى غلاة المحافظين قد فاز في انتخابات الرئاسة في إيران التي جرت يوم الجمعة ومن المقرر أن يتولى السلطة رسميا في أوائل أغسطس آب خلفا للرئيس حسن روحاني.

لكن هذا لن يعرقل على الأرجح مساعي إيران في ظل الزعيم علي خامني صاحب القول الفصل في كل مسائل السياسة العليا لإعادة العمل بالاتفاق النووي والخروج من تحت طائلة العقوبات النفطية والمالية الأمريكية.

وتجري المفاوضات في فيينا منذ أبريل نيسان للتوصل إلى خطوات يتعين على إيران والولايات المتحدة اتخاذها فيما يتعلق بالأنشطة النووية والعقوبات للعودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي.

وكانت واشنطن انسحبت من الاتفاق في 2018 وأعادت فرض العقوبات على طهران بعد أن وصفته بأنه مليء بالعيوب ولم يلغ خطر تطوير إيران لقدرات أسلحة نووية.

وخالفت إيران منذ ذلك الحين بنودا صارمة للاتفاق متعلقة بتخصيب اليورانيوم لكنها قالت إن خطواتها يمكن التراجع عنها إذا رفعت الولايات المتحدة كل العقوبات.

وقال عراقجي “سد الفجوات يتطلب قرارات يتعين في الأساس على الطرف الآخر (واشنطن) اتخاذها. أرجو في الجولة المقبلة أن نقطع هذه المسافة القصيرة رغم صعوبتها”.