أمريكا والصين.. مواجهة عسكرية مجهولة العواقب

تراقب الدوائر العسكرية في واشنطن، تطورات الأوضاع «الساخنة» مع الصين، على خلفية تصريحات بكين الرسمية، اليوم الثلاثاء: « مستعدون للمواجهة مع الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي»، واتهام الولايات المتحدة بأن لها «دوافع خفية» وراء إرسال حاملات الطائرات إلى بحر الصين الجنوبي وعسكرته.

عسكرة بحر الصين الجنوبي

ويرى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، أن «الولايات المتحدة أرسلت عمدا قطعا بحرية عسكرية لإجراء تدريبات واسعة النطاق في بحر الصين الجنوبي، بهدف إظهار عضلاتها.. نعتقد أن لديهم دوافع خفية، فالولايات المتحدة تخلق انقساما بين دول المنطقة، وهي تقوم بعسكرة بحر الصين الجنوبي».

وتأتي الخطوة الأمريكية بعد أيام من بدء الصين تدريبات عسكرية أطلقتها الأربعاء الماضي، وتستمر حتى الأحد المقبل بالقرب من جزر باراسيل المتنازع عليها.

وتعتبر التدريبات التي تنفذها البحرية الأمريكية من أكبر التدريبات خلال السنوات الأخيرة، ومن النادر أن تجري التدريبات العسكرية الأمريكية والصينية الرئيسية في المنطقة الوقت ذاته.. بينما يستبعد الأدميرال الأمريكي، جيمس كيرك، تصاعد أهداف التدريبات  في بحر الصين الجنوبي، قائلا: «لقد رأونا ورأيناهم..الاتصالات مع السفن الصينية كانت بدون حوادث، ونتوقع أنه سيكون لدينا دائما اتصالات احترافية وآمنة، ونحن نعمل في بعض المياه المزدحمة للغاية، والكثير من حركة النقل البحري من جميع الأنواع».

هل تغير الصين استراتيجيتها والدخول في مواجهة مباشرة مع أمريكا؟

غير أن وتيرة التدهور في العلاقات بين العملاقين باتت مقلقة، خاصة وأن التموقع ضد الصين صار محددا أساسيا في الخطاب السياسي الأمريكي سواء لدى الجمهوريين أو الديموقراطيين، مما يستدعي  تغيير الصين استراتيجيتها والدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، بحسب تقديرات مدير الشؤون العلمية بنادي Valdai، فيدور لوكيانوف.

ويشير «لوكيانوف» إلى أن الصين، وحتى وقت قريب لم تكن تميل إلى الانخراط في نزال مباشر مع الولايات المتحدة. فلطالما كان النهج الصيني يتجنب ذلك بطريقة ما، ويتحايل، ولا ينخرط في مواجهة مباشرة، مثلما تجيد روسيا، على سبيل المثال، فعل ذلك. ولكن الصينيين سيضطرون على ما يبدو إلى إعادة النظر في نهجهم التقليدي.

الصين باتت قوة عسكرية ذات مصداقية

واحتمالات المواجهة، أو مجرد التلويح بها، ارتبطت بتقديرات التفوق العسكري لكل من الدولتين «الصين والولايات المتحدة»، ورغم أن ليس بإمكان الصين تحدي القوة الأمريكية على المستوى العالمي، إلا أنها باتت قوة عسكرية ذات مصداقية وتأثير في محيطها الإقليمي.. ويتناول  تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام «سيبري»، والصادر يوم (27 أبريل / نيسان 2020) تقدم الولايات المتحدة على الصين، إذ زادت نفقاتها العسكرية بنسبة 5.3٪ إلى 732 مليار دولار مقارنة بعام 2018، وهو ما يمثل 38٪ من مجموع الإنفاق العالمي. تتبعها الصين بـ 261 مليار دولار، بزيادة قدرها 5.1٪ على أساس سنوي.

وأوضح  الباحث في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، نان تيان، أن الصين «أعلنت بشكل معلن سعيها للتنافس مع الولايات المتحدة كقوة عسكرية عظمى. لكن النفقات الأمريكية لا تزال هي الأعلى في العالم وتوازي تقريبا مجموع نفقات الدول التالية (الصين، السعودية، الهند، فرنسا، روسيا، بريطانيا، ألمانيا واليابان).

تراجع قوة الجيش الأمريكي في آسيا

غير أن دراسة  صدرت عن «مركز دراسات الولايات المتحدة» في جامعة سيدني الأسترالية، أكدت تراجع قوة الجيش الأمريكي في آسيا، وأنه لم يعد في موقع يسمح له بمواجهة الصين. وكشفت الدراسة، أن الجيش الصيني يمكنه القضاء على القواعد الأمريكية في آسيا بصواريخه في غضون ساعات قليلة.. وذكرت الدراسة ـ التي لقت صدى إعلاميا كبيرا ـ أن الصين أنشأت ترسانة مثيرة من الصواريخ الدقيقة وأنظمة الدفاع الأخرى، مما يقوض الهيمنة العسكرية الأمريكية في المنطقة. وأن جميع المنشآت العسكرية الأمريكية وتلك التابعة لحلفائها في غرب المحيط الهادئ، أصبحت في مرمى الهجمات الصاروخية الصينية الدقيقة خلال الساعات الأولى لأي صراع مسلح.

ينما يرى الخبير والكاتب الأمريكي، ديفيد فيكلنغ، أن إلقاء نظرة على العلاقات المتوترة للصين مع دول أخرى، يظهر أن بكين تعتمد على الواقعية السياسية أكثر مما تركز على «الذات»، مستبعدا بذلك مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة.

اللعبة في واشنطن، تسير في مسار تصادمي

وفي نفس السياق ـ تقريبا ـ يرى «هو شي جين» رئيس تحرير صحيفة «غلوبال تايمز» الشعبية في الصين، أن «خطر المواجهة العسكرية بين الصين والولايات المتحدة يتصاعد رغم أن أيا من الجانبين لا يريد الحرب، وأن الصراع بين واشنطن وبكين ليس حربًا باردة جديدة، كل ما هناك هو أن الصين تستخدم بذكاء ضعف القوة الأمريكية المتذبذبة».

ويقول مدير مركز الدراسات السياسية في موسكو، أندريه فيدوروف، إنه «في عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يسعى دونالد ترامب ليظهر لأمريكا أن خطه دون سواه، تجاه الصين هو الذي يمكن أن يضمن المصالح الوطنية الأمريكية بالشكل الذي يفهمه. لذلك فإن اللعبة في واشنطن، تسير في مسار تصادمي. ففي حين يحاول معارضو ترامب اتهامه بالتواطؤ السري مع بكين، فإن الرئيس نفسه لا يفقد الأمل في تقديم العلاقات مع الصين باعتبارها إنجازا أصيلا من إنجازاته في السياسة الخارجية».

قلق أوروبا

وفي ظل تلك الأجواء الملبدة بغيوم التوتر بين واشنطن وبكين..تنظر أوروبا بقلق كبير لتطور العلاقات بين البلدين.. وتؤكد دراسة لـ «مؤسسة العلوم والسياسة» الألمانية، بأن الأمر يتعلق باستكشاف توازنات جديدة بين القوتين العظميين وإن كانت لكل واحدة منهما رؤيتها الخاصة: هناك مؤشرات تؤكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرى في التفوق، وبالأخص الهيمنة العسكرية، هدفا في حد ذاته، وليس بالضرورة أداة في خدمة مصالح وقيم معينة. فيما يبدو أن الرئيس الصيني تقوده رؤية للنظام العالمي يكون فيها التفوق الصيني هدفا ووسيلة في نفس الأن.

السياسة تختفي تحت مظلة الاقتصاد

من الواضح أن العلاقة بين الصين والولايات المتحدة لم تكن يوما سهلة أصلا، إذ طالما كانت توصف بالعلاقة الحذرة التي لم تصل الى حد العداوة كما أنها لم تصل يوما الى التحالف.. وكانت على ما يبدو علاقة لا بد منها بالنسبة للطرفين، وكانت السياسة تختفي تحت مظلة الاقتصاد وفق حاجة الطرفين الى بعضهما بعض.. وقد شهد تاريخ هذه العلاقة مسارات عدة منها ما برز في وسائل الإعلام فيما الجزء الأكبر منها بقي بعيدا عن الأضواء.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]