مع استمرار الصراعات العسكرية والسياسية والاقتصادية حول العالم يبرز الصراع الأكبر بين قطبين ثقيلي الوزن، الولايات المتحدة الأمريكية و الصين يشمل كل مجالات الحياة تقريبا، الأمر الذي جعل مجلة فورين أفييرز الأمريكية تتساءل، هل من حرب باردة جديدة بدأت بالفعل بين بكين وواشنطن.. نعم أم لا؟
الصحيفة أجابت بنعم لوجود حرب باردة بينهما، إذا كان المقصود هو التنافس الدولي الشديد طويل الأمد الموجود عبر التاريخ.
لكنها أجابت أيضا بلا، إذا كان المقصود بها الحرب التي مر بها العالم بين واشنطن وموسكو سابقا، وشهدت استقطابا حادا وسباق تسلح ونزاعات أيديولوجية.
أما الرئيس الصيني فقد أكد أن الحرب الباردة لم تعد مثار جدل في إطار التنافس الدولي، وهو ما يعني صراحة أن هذه الحرب قائمة بالفعل.
ووفق فورين أفييرز – فإن جغرافيا الصين لن تتغير، إذ إنها قوة برية كبيرة، ومحاولة التوسع من جانبها ستغضب دولا مناوئة، وهي دول كثيرة.
وفي المقابل، هناك ميزات جغرافية تستفيد منها واشنطن، حيث تتمتع بالهيمنة على قارة كاملة، كما يمكنها الوصول إلى محيطين شاسعين دون عوائق.
ورغم تأكيد بكين وواشنطن وجود تنافس شديد على مستوى العالم، لكن لا أحد يعرف موعدا للزلزال الجيوسياسي الجديد، وهنا يكمن الاختبار التاريخي الأهم للرئيسين الصيني والأمريكي، و هو القدرة على منع وقوع ذلك الزلزال.
مدار الغد ناقش هذا الملف من خلال آدم روزفلت الباحث في القضايا الأمنية والدولية من واشنطن، ومن بكين نادر رونج هوان، الكاتب الصحفي، ومن موسكو أندريه مورتازين الباحث في العلاقات الدولية.
صراع القوى العظمى
من واشنطن يرى آدم روزفلت الباحث في القضايا الأمنية والدولية أن الحرب الباردة بدأت بالفعل بين واشنطن وبكين، وإن كانت اقتصاديا.
وذكر روزفلت أن مصطلح الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة هو المصطلح نفسه بين أمريكا والصين.
وأكد أن ثمة وجود توتر كبير عسكري وسياسي بين بكين وواشنطن، مشيرا إلى أن هذا الصراع غرضه هو السيطرة الاقتصادية الذي يمثل صراع القوى العظمى.
بكين تبحث عن تعاون رغم الخلافات
ومن بكين استبعد نادر رونج هوان، الكاتب الصحفي قيام او وجود حرب باردة من جانبه بلاده، مشيرا إل أأن العالم لم يعد أحادي الأقطاب أو قطبين، كما كان في الحرب الباردة الماضية.
وأكد نادر رونج هوان خلال استضافته في مدار الغد إلى أن االعالم بات يعتمد على أنظمة متعددة الأطراف وأن الصين لم تعد كما كانت قبل 40 عاما، مؤكدا أن بكين هدفها البحث عن إيجاد تعاون مشترك مع واشنطن رغم وجود خلافات.
الهيمنة الاقتصادية
ومن موسكو قال أندريه مورتازين، الباحث في العلاقات الدولية إنه رغم استمرار النظام الشيوعي والاشتراكي في روسيا والصين، فإن الأخيرة الصين لا تفرض أفكارها كدول أخرى.
وأكد أندريه في تصريحاته لمدار الغد أن الصين تعتمد في مواجهتها مع أمريكا على قدراتها الاقتصادية وليست العسكرية.
وأشار إلى أن الصين تتتخذ من القوة الناعمة منحى للتمدد اقتصاديا في أفريقيا ودول آسيا وغيرها القارات، لافتا إلى أنها أصبحت دولة قوية جدا اقتصاديا.
وذكر أن الحرب الباردة كان هدفها تمجيد التاريج للآليات العسكرية، ولا توجد حرب باردة حاليا، والمنافسة تكمن اقتصاديا فقط وهناك محاولات لإيجاد تعاون، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ترغب في الهيمنة الاقتصادية والسياسية وتحاول أن تمثل الشرطى الأعلى دوليا.
