أمم أفريقيا.. رحلة الوصول للمربع الذهبي
حجزت كل من الجزائر وتونس ونيجيريا والسنغال مكانها بالمربع الذهبي لبطولة الأمم الأفريقية، التي تستضيفها مصر في نسختها الـ32.
وتتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة، لا سيما جماهير المنتخبات العربية، إلى استاد القاهرة الدولي يوم الأحد المقبل 14 يوليو، حيث مباريات ما قبل النهائي، وستكون الجزائر على موعد مع نيجيريا، بينما تواجه تونس السنغال.
الجزائر
تأهل المنتخب الجزائري إلى نصف نهائي كأس أمم أفريقيا 2019 عقب فوزه على كوت ديفوار بركلات الترجيح 4-3.
وفرض الجزائريون أنفسهم كأبرز مرشح، حتى قبل خروج كبار آخرين في ثمن النهائي مثل مصر المضيفة وحاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب القارية (7)، والمغرب، والكاميرون حاملة اللقب.
وقدم المنتخب الأخضر أداء صلبا بثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات في الدور الأول، أبرزها ضد السنغال (1-صفر)، أفضل منتخبات القارة حسب تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، ووضعت تلك المباراة في الجولة الثانية للمجموعة الثالثة، الجزائر بشكل لا لبس فيه على قائمة الكبار في بطولة يؤكد متابعوها أنها طوت صفحة “المنتخبات الصغيرة” في القارة السمراء.
وارتكز مدرب الجزائر جمال بلماضي على ثوابت منها الحارس رايس مبلوحي، الذي تلقى مرماه هدفا وحيدا في 5 مباريات، والقائد رياض محرز الآتي من تتويج بلقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي، وبغداد بونجاح، ويوسف بلايلي، وإسماعيل بن ناصر.
ويصعب الفصل بين لاعبين نجوم و”عاديين” في تشكيلة بلماضي، حتى المباراة الوحيدة التي خاضها بتغييرات واسعة (ضد تنزانيا في الجولة الثالثة)، فاز بها بثلاثية نظيفة، كل لاعب برز في مركزه، ومنهم الظهير الأيمن يوسف عطال، “النقطة السوداء” الوحيدة في الفوز على ساحل العاج بعد إصابة في الكتف يتوقع أن تبعده عن البطولة.
تونس
فازت تونس على منتخب مدغشقر بثلاثة أهداف نظيفة لتحجز مقعدا في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى لها منذ عام 2004.
وحاصرت الانتقادات مدرب تونس الفرنسي ألان جيريس، بعدما تأهل إلى ثمن النهائي دون أي فوز، مكتفيا بثلاثة تعادلات وضعته ثانيا في المجموعة الخامسة، وفي ثمن النهائي ضد غانا فشل أيضا، على رغم أن تعادله بنهاية الوقت الأصلي 1-1 أتى بالنيران الصديقة لرامي بدوي، قبل أن يعبر بركلات الترجيح 5-4.
وانتظرت تونس ربع النهائي لتفرض نفسها بثلاثية نظيفة على حساب مدغشقر، المنتخب الذي وإن كان متواضعا على الورق، لكنه شكل مفاجأة البطولة التي خاض غمارها للمرة الأولى.
وببرودة أعصاب وثقة، يواجه جيريس بعد كل مباراة أسئلة الصحفيين التونسيين عن الأداء، لم يبدل الفوز الكبير الخميس من أمر كان مفعولا، لكن جيريس بدا أكثر حزما وثقة “لن أرد على الانتقادات”.
وتابع “نحن في نصف النهائي، أعتقد أن ثمة منتخبات أخرى كبيرة، مصر، المغرب، الكاميرون، كانت لترغب في أن تكون مكاننا، نحن هنا، لم نسرق هذا الأمر من أحد، استحقينا ذلك”، مضيفا “نحن راضون جدا لأن هذا (الفوز) يؤهلنا الى الدور نصف النهائي” للمرة الأولى منذ 2004، يوم توج نسور قرطاج على أرضهم بلقبهم الوحيد في البطولة.
نيجيريا
ويبحث منتخب نيجيريا عن النجمة الرابعة، بعد لقب أخير في 2013 وغياب عن نسختي العامين 2015 و2017.
بقيادة المدرب الألماني جيرنوت رور، حلت نيجيريا ثانية في المجموعة الثانية، وقدمت مباراة رائعة ضد الكاميرون في ثمن النهائي (3-2)، قبل أن تتخطى جنوب إفريقيا 2-1 في ربع النهائي.
اللاعبون الذين علقوا في بداية البطولة إضرابا على خلفية المكافآت المالية، يجدون أنفسهم حاليا في موقع المستحق للتنويه.
قال مدربهم بعد الفوز الأخير “أعتقد أننا نستحق التأهل لأننا كنا الفريق الأفضل”، مضيفا “نحن سعداء جدا لأننا في نصف النهائي، وتتبقى لنا مبارتان، كان هدفنا بلوغ نصف النهائي، لكن طالما أننا بلغناه، نريد المضي حتى النهائي”.
وتسعى نيجيريا إلى التتويج بلقبها الرابع في البطولة القارية والأول منذ عام 2013، علما بأنها غابت عن النسختين الأخيرتين، في المقابل بلغت جنوب أفريقيا المتوجة باللقب مرة واحدة عام 1996، الدور نصف النهائي للمرة الأخيرة في نسخة عام 2000 (حلت ثالثة).
السنغال
بدأ المنتخب السنغالي البطولة بتواضع مقارنة بالمتوقع من أفضل منتخب قاري في تصنيف الفيفا، مع أسماء من طينة ساديو مانيه المتوج مع فريقه ليفربول الإنجليزي بطلا لأوروبا، والمدافع الصلب لنابولي الإيطالي كاليدو كوليبالي.
وأنهى المنتخب السنغالي الدور الأول ثانيا خلف الجزائر في المجموعة الثالثة، واكتفى بالنتيجة ذاتها (1-صفر) في ثمن وربع النهائي، على أوغندا وبنين تواليا.
طرحت أسئلة عن المنتخب الذي، وعلى رغم الأسماء التي دافعت عن ألوانه، مثل مدربه الحالي آليو سيسيه، لم يتمكن حتى الآن من إحراز اللقب القاري، وكانت أفضل نتيجة له الحلول وصيفا في 2002، التلميحات الناقدة أتت حتى من مدرب كينيا الفرنسي سيباستيان مينييه، قبل لقاء المنتخبين في الجولة الثالثة للمجموعة الثالثة.
في الميدان، رد سيسيه على مينييه بتكبيده خسارة بثلاثية نظيفة، وفي المؤتمر الصحفي، وقف بصرامة في مواجهة أي تشكيك بلاعبيه.
قبل مباراة بنين في ربع النهائي، قال سيسيه “المرشحون الكبار ليسوا هنا، بالتأكيد هذا يعطينا ثقة أكبر لأن نقول أن هذه السنة قد تكون سنتنا” للقب.
بعد بلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2006، قال “تطورنا مستمر هذا العام، السنغال لم تتمكن منذ 13 عاما من بلوغ هذه المرحلة، وغالبية لاعبينا كانوا حينها شبانا، لذا نعم، نحن في تطور وهذا المنتخب يحقق تقدما خطوة بخطوة، أحيانا مع بعض الصعوبات، لكن يتقدم رويدا رويدا”.
المساعدة بالفيديو
ومن المقرر أن تدخل تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم “في إيه آر” منافسات نهائيات كأس الأمم الأفريقية في كرة القدم بدءا من الدور ربع النهائي، الذي ينطلق الأربعاء، بعد تجارب غير مشجعة قاريا آخرها في نهائي دوري الأبطال.
وأكد الأمين العام للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، المغربي معاذ حجي، أن “التجهيزات باتت متوافرة، والتجارب بدأت”، مشددا على أنه “حتى الآن، كل الأمور تسير على ما يرام.