جولة مكوكية قام بها وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان في دول شمال أفريقيا، انطلقت من القاهرة، مرورا بتونس، ووصولا إلي الجزائر، تأكيدا على الدعم السعودي الرافض للتدخل الخارجي في الشأن الليبي ونهب خيرات البلاد، ومجابهة الإرهاب هناك، والتأكيد على أن أمن ليبيا من صميم الأمن القومي العربي.
وتدعم جولة الوزير السعودي الممثله لموقف بلاده، الدور المصري وأيضا الرؤية المتعلقه بالقضاء على الإرهاب في ليبيا والتمسك بوحدة البلاد وعدم التدخل الأجنبي الذي تمثل في التواجد التركي عبر نقل العناصر الإرهابية من سوريا.
دعم كامل للموقف المصري
الجولة التي أنطلقت من القاهرة، أكد في بدايتها الوزير السعودي أنه حمل خلال زيارته ولقاءه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالتنسيق الكامل مع مصر بما يخدم مصالح البلدين والمنطقة، معرباً عن ثقته في أن هذا التنسيق سيمكن من الوصول إلى مستويات جديدة في التعاون الثنائي ويدفع سبل الحل للمشكلات العربية من خلال منظومة العمل للعربي المشترك، الذي تمثل المملكة ومصر العمودين الأساسيين فيه.
وأكد “فرحان” على دعم المملكة الكامل للموقف المصري وإعلان القاهرة وعلى موقف المملكة الثابت من أهمية حل الموقف الليبي من خلال المشاورات السياسية السلمية ووقف إطلاق النار واحترام مقومات الأمن القومي المصري، مشددا على ضرورة إبعاد ليبيا عن التدخلات الخارجية بشتى أشكالها، وضرورة التوافق مع الرؤية المصرية في هذا الجانب، وعلى الاستمرار في التنسيق الكثيف لمحاولة إيجاد فرص لتجاوز هذا التحدي.
رؤية متطابقة لرئيس تونس
وفي تونس، التقى الوزير السعودي في قصر قرطاج بالرئيس التونسي قيس سعيد، وثمّن الأمير فيصل بن فرحان ، التطابق في الرؤى بين تونس والمملكة فيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها المنطقة، مشيرا إلى تأكيد الجانبين على أن حل المسألة الليبية لا يمكن أن يكون إلا سلميا في إطار ليبي- ليبي، ودون أي تدخلات أجنبية.
وجدد الرئيس التونسي قيس سعيد، حرص بلاده على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين معربا عن استعداد بلاده المتواصل للمساهمة في إيجاد تسوية سياسية يقبل بها الليبيون، وتضع حدا لهذه الأزمة التي أثرت سلبا على دول الجوار وفي مقدمتها تونس.
حل ليبي – ليبي
وفي الجزائر، استمر الموقف السعودي الداعم للحل السياسي في ليبيا وتطهير البلاد من الإرهاب ومنع الدخل الأجنبي هناك، والتقى الوزير السعودي بالرئيس عبد المجيد تبون، حيث ناقشا التحديات التي تواجهها المنطقة في الوقت الراهن، والتي تتصدرها الأزمة الليبية التي تباحثنا حولها بشكل مكثف.
وأكد الوزير السعودي أن هناك توافق بين البلدين حول هذا الملف وأنه لا بد أن يكون الحل ليبي-ليبي، يفضي إلى تسوية سلمية تنهي الصراع وتحمي ليبيا من الإرهاب ومن التدخلات الخارجية، مشدداً على أهمية ومحورية دور دول الجوار الليبي للوصول إلى هذا الحل.
وأضاف أنه من المهم جداً أن يستمر هذا التنسيق بين المملكة والجزائر، مؤكداً التزام المملكة وسعيها مع دول الجوار كافة للوصول إلى تسوية تحمي ليبيا وتعيد له استقراره.
