أمهات «داعش» يدفعن أبناءهن إلى الموت
أدركت التنظيمات المتطرفة منذ وقت مبكر أهمية تجنيد الأمهات، فالأم صاحبة التأثير الأكبر في نفسية وشخصية أبنائها، وبذلك يضمن التنظيم ولاء الأم وأبنائها أيضا.
تبدأ الأمهات، اللاتي ينتمين لتلك التنظيمات بإغراق أطفالها بأيديولوجيا الموت، ورزع مناهج التطرف والدموية في عقولهم، وذلك بعد أن استطاعت الجماعات المتطرفة بناء مرجعية تاريخية تخدم أغراضها عبر استلهام رمزيات نسوية مختلفة.
وذلك باستثمار الأسماء التاريخية النسوية الموقرة، وكان أشهر من استخدم اسم “الخنساء”، وهي الشاعرة العربية والصحابية التي ازدادت شهرتها بوصيتها لأبنائها الأربعة في أثناء مشاركتهم في قتال الفرس واستشهادهم جميعا.
وتقوم الأمهات الداعشيات بتبديل زي الأطفال المعتاد لمن هم دون الـ7 من عمرهم إلى ثوب قندهاري باللون الأسود وتعلو رأس الطفل الصغير قبعة دائرية سوداء، تخاط من الصوف يطلق عليها “باكول”، ويتم جعل الأطفال يحملون علم داعش إلى جانب مسدساتهم البلاستيكية.
كما يتم تلقينهم الأناشيد الداعشية، ليتم عزلهم تماما عن العالم المحيط والدخول بهم إلى عالم جديد، استعدادا للدخول بهم إلى مرحلة إرهاب الأحزمة الناسفة، وقطع الرؤوس.
يذكر أن الداخلية السعودية كشفت مؤخرا عن سيناريو لأم داعشية سعودية، تدعى خلود الركيبي، والتي بادرت عقب إعلانها عن تأييد “داعش” إلى تجهيز ابنيها لتنفيذ عملية انتحارية والمشاركة في نقل المتفجرات بمشاركة شقيق لها، وقبضت عليهم جميعا أجهزة الأمن السعودية بعد إحباط مخططاتهم ضمن شبكة إرهابية مكونة من 17 شخصا.
خلود الركيبي، يلقبها تنظيم “داعش” بأم محمد، هي في نهاية الأربعينيات من عمرها مستواها التعليمي ابتدائي، وهي متزوجة كما أن لها ست أبناء (أربع ذكور وابنتين)، وبحسب المعلومات المتوارده فإن أحد أبناء، خلود، متواجد حالياً في سوريا يشارك في القتال إلى جانب صفوف التنظيم هناك، وأن اثنين آخرين هما حمد الموسى ونصار الموسى في العشرينيات من عمرهما، تم تجنيدهما للقيام بعمليات داخل السعودية.
وبحسب ما كشفته وزارة الداخلية السعودية، لم يقتصر دور الأم خلود ضمن الخلايا العنقودية على الدعم اللوجستي لتنظيم “داعش”، وإنما جهزت ابنها لتنفيذ عملية انتحارية، والمشاركة في نقل المتفجرات والأحزمة الناسفة بلعب دور التمويه لرجال الأمن، وكذلك توفير الخرائط اللازمة لتنفيذ العمليات الإرهابية، عبر رصد المواقع المستهدفة، والتواصل مع القيادات في الخارج.