أم الصوت الحزين.. شاهندة مقلد نصف قرن من النضال

حياة طويلة من النضال عاشتها المعارضة اليسارية المصرية شاهندة مقلد، التي غيبها الموت مساء أمس، الجمعة، بعد صراع مرير مع المرض، ليحزن على فراقها رفاق نضالها وثورتها منذ الستيتنات وحتى شباب ثورة 25 يناير، ومن شاركوها في 30 يونيو.

ولدت مقلد في قرية «كشميش» بمحافظة المنوفية، عام 1938 لأب ضابط وطني، قربها من والدها، وكثرة ترحالها معه جعلها تشتبك مبكرا مع الصراع الطبقي في المجتمع المصري، فكانت أول معارك حياتها ضد نظام الإقطاع، الذي كان يٌعامل به الفلاحون المصريون قبل ثورة 1953.

وبينما كانت شاهندة تبلغ أشدها، كان يٌذاع صيت صلاح حسين المناضل في السويس وفلسطين، وما لبث أن أعجبت به وتزوجته، واعتقل حسين في حينه لأنه نظّم الفلاحين، و«خصوصاً الطلبة»، ودرّبهم على حمل السلاح لمواجهة عائلة الفقي.

وكانت عائلة الفقي تمتلك القرية بمن فيها من فلاحين، وتذلهم، وتمنعهم من إكمال تعليمهم، أو رفع رؤوسهم عند مرور أحد أفراد العائلة في الشوارع، لذلك لم يكن غريبا أن يقود صلاح حسين أعنف المعارك المسلحة ضدّ الإقطاع (1953)، فيُعتقَل ويُسجَن لعام من قبل نظام عبد الناصر، الذي كان إصلاحياً وليس جذرياً في نزع الأرض من عائلة الفقي.

Shahenda-Maklad

«لم تُنزع الأرض لمصلحة الفلاحين إلا بعد 5 سنوات من الكفاح المسلح، راح ضحيته العشرات، ومع كل هذا لم تنته المعركة بعد مع الإقطاع في القرية»، قالت مقلد هذه الجملة في حوار أجرته معها صحيفة الأخبار اللبنانية قبل 4 سنوات، لتتذكر بعدها لقاءها بالمناضل تشي جيفارا في القرية، الذي جاء إليها زائرًا برفقة الرئيس جمال عبد الناصر.

طلبت من الأخير أن يفك العزل عن القرية فوعدني بذلك، حينها هتفت «‏سنين‏ ‏عزلونا‏ ‏عنك‏ ‏يا‏ ‏جمال، ‏حرب‏ ‏مسعورة‏ ‏شنّوها‏ ‏علينا‏، ‏بالدم‏ ‏غسلنا‏ ‏ذل‏ ‏الإقطاع»، ثم أخذتها ذكرى جيفارا إلي ذكرى زوجها المناضل اليساري صلاح حسين، الذي قٌتل عام 1966 على يد عائلة الفقي في «كشميش»، ثم تقول «لا فرق بينهما عندي، كلاهما ناضل ضد الاستغلال والعبودية».

وفي عام 1971، سُجنت مقلد للمرة الأولى بسبب نضالها، وفي المرة الثانية كانت ضمن مجموعة كبيرة من المثقفين سجنهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1981،  فكتب لها الشاعر أحمد فؤاد نجم آنذاك «النيل عطشان يا صبايا للحب والحنين والشط لا ناي ولا نسمة ولا نور ولا عود ياسمين.. يا شاهندة وخبرينا يا أم الصوت الحزين.. يا أم العيون جناين يرمح فيها الهجين.. إيش لون سجن القناطر وإيش لون السجانين… وإيش لون الصحبة معاكي نوار البساتين.. كل المحابيس يا بهية وعيونك زنازين… وغيطانك الوسيعة ضاقت على الفلاحين».

وعقب اغتيال السادات، استمرت مقلد في مسيرة نضالها ضد نظام مبارك، وشاركت في المظاهرات، التي كانت تنظمها قوى المعارضة وحركة كفاية.

20141227_125003

وفي عام 2006 أصدرت كتابها الأول «من أوراق شاهندة مقلد»، الذي حكت فيه عن طفولتها وحياتها وقريتها، والعائلة الإقطاعية التي كانت تملك قريتها وتم تحريرها منهم «عائلة الفقي»، التي أقامت عقب ذلك دعوى قضائية ضدها بتهمة السب والقذف، وحصلت العائلة على حكم نهائي بتعويض قدره 10 آلاف جنيه.

شاركت مقلد في ثورة 25 يناير، في ميدان التحرير، وقادت مظاهرة «رد الشرف»، في عام 2011، احتجاجا على تعرض متظاهرات لكشوف العذرية، واستمر نضالها بعدما وصلت جماعة الإخوان للحكم، ووصفت هذه المرحلة في أحد حواراتها الصحفية «لحظة اقتناص براغماتية للتاريخ، لعبوا على فقر الناس، ووعيهم المشوه، الشعب سيفيق من غفلته، من الجيّد أن يجرّب الآن أنّهم فارغون، الشعب كلّه يسار، مصر كلّها يسار، ستعود له ويعود إليها، بعد أن يسترد عافيته، وميدان التحرير سيبقى سلاحنا، سيبقى الجمعية العمومية للشعب».

وفي عام 2013 تم تعيين شاهندة مقلد عضوًا في المجلس القومي لحقوق الإنسان.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]