«أم محمد» و«المدام» و«الجماعة»، و«الحاجة» و«الولية» و«أم العيال».. كلها ألقاب تطلق على المرأة في مجتمعات العرب دون الإفصاح عن هويتها الحقيقية، وفقا للعادات والتقاليد، التي ترى أن اسم المرأة واحد من عوراتها لا يمكن كشفه وإلا تصبح «الفضيحة».
وتعاني السيدات في بعض الطبقات الاجتماعية العربية من التهميش ليقترب الأمر من الرغبة في محو وجودهن تماما، ويدرج في بعض المجتمعات العربية المتشددة أن ذكر اسم الأم أو الأخت أو الزوجة هو أمر معيب، وربما البعض يتعامل معه على أنه حرام.
قد يصادفك أن تتلقى بطاقة دعوة لزفاف، تحتوي اسم العريس دون العروس مع الاكتفاء بمنح الفتاة لقب «كريمة فلان» نسبة لوالدها.
ويتسبب سؤال «ما اسم أمك» في حرج شديد للرجل الشرقي ومشكلات قد تصل إلى وصمة العار وتلويث الشرف والسمعة وإثارة العداءات والخصومة، ويتعدى الأمر اسم الأم، فمعظم النساء في الشرق، وفقا للعادات والتقاليد، لا يمكن مناداتهن بأسمائهن الحقيقية، ففي الخليج عندما يريد الزوج أن ينادي زوجته على مسمع من الآخرين فيقول «يا بنت أو يا مره»، خجلا من ذكر اسمها.
ومن الغريب أن الشعوب العربية، التي تمتنع عن ذكر أسماء محارمهن أمام الناس هي نفسها الشعوب التي تقدس الأوامر الإلهية وتتبع السنة النبوية والقرآن الكريم، وقد ورد ذكر السيدة مريم في القرآن، وورد عن النبي محمد حكايات عديدة عن زوجاته وأمهات المؤمنين لم يكن يخجل فيها من ذكر أسمائهن.
وفي محاولة لكسر أبرز المعتقدات الاجتماعية، التي فرضتها الأعراف والتقاليد الذكورية، والتي تمنع ذكر اسم الأم أو الأنثى أمام آخرين، أطلق المغردون السعوديون اليوم وسم #شسم_امك عبر موقع التغريدات القصيرة «تويتر»؛ للتغريد بأسماء أمهاتهم منتقدين فيها حرج المجتمع من ذكر اسم الأم، وللتعبير عن حبهم وامتنانهم لهن، وحظى الوسم بتفاعل كبير لإنصاف المرأة.
وسبق أن ناقشت الدراما السعودية مشكلة اسم الأم، ولم يبالغ مسلسل «طاش ما طاش» الكوميدي عندما عرض في أحد حلقاته فكرة إشهار اسم الأم كما حدث في حلقة «ولد منيرة» والتي جسدها أبطال المسلسل في قالب كوميدي اجتماعي.
في بعض مناطق مصر أيضا، خصوصا في الصعيد، وبعض مناطق الأرياف، يصبح عيبا ذكر اسم الأم، ومن العيب السؤال عن اسم الزوجة والأخت، وبدلا من ذلك يتم النداء على المرأة بأسماء أبنائها أو باسم أحد أشقائها، أو اسم عائلتها، وفي بعض الأحيان يطلق على المرأة اسم شهرة بديلا عن اسمها الحقيقي.
ويخشى العرب الإفصاح عن اسم الأم بشكل خاص، خوفا من أعمال السحر والشعوذة التي تربط غالبا بين اسم الضحية ووالدته.
في أبريل من العام الماضي، أجرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، تقريرا عن الشارع المصري ونشرت فيديو صورته الأمم المتحدة يوم 20 مارس 2015 سألت من خلاله بعض الشباب «ما اسم أمك» لتأتي الإجابات مدهشة لدرجة أثارت استغراب الفرنسيين بسبب رفض المصريين ذكر اسم الأم بحجة «العيب»، وقالت الصحيقة، إن اسم الأم في مصر هو واحد من التابوهات.
في وقت سابق، كانت الروائيات والشاعرات في الوطن العربي يستخدمن أسماء مستعارة للتخفي وراءها بسبب القيود المجتمعية، وخوفا من فضح أمرهن، حيث يتم التلصص على المرأة من خلال كتابتها، وبرزت كاتبات كثيرات بأسماء مستعارة حققن شهرة كبيرة لم تعرف أسماؤهن الحقيقية، ويعتبر الرجل الشرقي أن ما تكتبه المرأة هو مواقف من سيرة حياتها.
وبرغم العار، الذي يستشعره البعض من ذكر أو معرفة اسم محارمه، يصر فريق آخر على تغيير الموروث ويفخر بالاعتراف وذكر اسم الأم، وهو ما شهده وسم #شسم_امك الذي تصدر تويتر في دول الخليج اليوم الإثنين.
#شسم_امك سوسن الله يحفظها?
— ابو منال (@Abo_manal_) May 16, 2016
#شسم_امك جوهرة وافتخر وربي يحفظها ويطول ف عمرها ويخليها لي يارب??
— دحوم? (@3bood7282) May 16, 2016
العنود ربي يحفظها ? #شسم_امك
— ♠︎ (@Itl248) May 16, 2016
#شسم_امك ثريا❤❤❤❤❤.
— ٓ (@iarch__1) May 16, 2016
