«أم ناصر حميد».. صمود لا ينتهي على أنقاض الهدم المتواصل

بعد هدم للمرة الخامسة.. «أم ناصر» صاحبة البيت الذي لا يُبنى حتى يُهدم

“هم يهدمون بيتي، لكنهم لا يهدمونني،هذه أرضنا وهذا منزلنا، وما دام هناك احتلال سنقاومه، وسنعيد بناء منزلنا، الحجارة ليست أغلى من الأبناء والشهداء”.

كلمات قليلة تلخص فيها أم ناصر أبو حميد من مخيم الأمعري بمدينة رام الله فصول حكايتها الطويلة والمؤلمة مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يهدم منزلها للمرة الخامسة على التوالي ويشردها منه من جديد بزعم أن أرضها مصادرة.

الأم المثالية الصابرة

وتضرب لطيفة ناجي، أو كما تحب أن ينادى عليها “أم ناصر”، نسبة لابنها ناصر، قائد كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية، والقابع في سجون الاحتلال يقضي حكما بـ (225 عاما)، مثالا في الصبر والثبات والتحدي، رغم كثرة الألم والوجع واستمرار مسلسل الهدم لمنزلها، الذي عاشت فيه لسنوات طويلة، ربما أطول من عمر الاحتلال، وتعبر عن صمودها وشموخها بالقول “هم يهدمون بيتي، لكنهم لا يهدمونني”.

هدم مستمر وصمود متواصل

وتقول أم ناصر، المرأة السبعينية بصوت خافت لا يخلو من نبرة التحدي لامرأة مؤمنة بقدرها ودورها في مواجهة المحتلين الغزاة، إن أحد ضباط الاحتلال اتصل بها هاتفيا، وقرأ لها قرارا يقضي بهدم منزل عائلتها، الذي جرى هدمه نهاية العام الماضي، وطلب منها الاعتراض خلال أسبوع ضد قرار الهدم، لكنها رفضت ذلك كون أن محاكم الاحتلال صورية وظالمة، وبعد أيام من الاتصال نفذ المحتلون قرار الهدم.

وتضيف أن الاحتلال هدم منزلها للمرة الخامسة، بحجة أن أرض المنزل مصادرة، ولا يجوز أن يعاد البناء عليه من جديد، متسائلة بنبرة فيها الكثير من الواقع المر الذي تعيشه: “أرضي مصادرة؟ لم أكن أعلم مسبقا بهذا الشيء، أنا أسكن في هذه الأرض منذ عشرات السنوات، لماذا صودرت وكيف ومتى؟ ولماذا أنا دون كل بيوت المخيم؟ هذا المحتل يستهدفني بعد أن عجز عن استهداف أبنائي”.

فراق وملاحقة

وأوضحت أم ناصر، أن أول عملية هدم تعرض له المنزل كان في عام 94، ثم تلا ذلك في أعوام (2003، 2018، 2019)، وكان آخر عملية هدم للمنزل في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، بعد أن “اتهمت قوات الاحتلال أحد أبنائها (إسلام أبو حميد) بقتل جندي من وحدة الدوفدوفان في مايو/ أيار الماضي بإلقاء حجر كبير عليه من بناية عالية في المخيم”.

وقالت، منذ 20 عاما وأسرتها لم تجتمع ولو مرة واحدة على مائدة الإفطار أو أي مناسبة عائلية، وكيف يحدث ذلك وهم داخل المعتقلات الإسرائيلية يترددون عليها واحد تلو الآخر أو جماعات، ويتنقلون بين زنازينها وأقبية تحقيقها.

معتقلون وشهداء

وتضيف بحسرة، أبنائي الستة معتقلون في سجون الاحتلال، ولدي ابن سابع شهيد، وحفيد معتقل ومعهم حفيد معتقل إداريا منذ أشهر، وزوجي توفى في عام 2014 بعد أن أجهز عليه المرض بسبب حزنه على أبنائه وما يتعرضون له من ملاحقة وقتل وتعذيب وسجن، ولا يسكن معي أي من أبنائي الثلاثة المتبقين خارج السجن، فماذا يريد الاحتلال من هدم منزل أم تعيش وحدها، هذا يعني أنني أنا المستهدفة من هذا الهدم.

حلم الأمن والاستقرار

وتحلم أم ناصر، حالها كحال الأمهات الفلسطينيات، أن تعيش بأمن وسلام واستقرار، بعيدا عن ملاحقة الاحتلال وجرائمه وعمليات القتل والتهجير، التي يقوم بها.

وتضيف “يكفينا لجوء وتنقل من مكان لآخر، فقد عشنا مرارة اللجوء في عام 48 عندما طردنا المحتلون من أرضنا “أم شوشة” قرب الرملة وعايشنا مرارة النكسة وغيرها من النكبات التي مرت على الشعب الفلسطيني، ولا يزال يلاحقنا من مكان إلى آخر، ويقتل أبناءنا وأطفالنا ونساءنا ويهدم بيوتنا”.

يذكر أن 6 من أبناء عائلة أبو حميد معتقلون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، منهم أربعة يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد مرات عدة منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، وهم: ناصر أبو حميد محكوم مؤبد لسبع مرات و50 عاما، ونصر محكوم مؤبد لخمس مرات، وشريف محكوم مؤبد لأربع مرات، ومحمد محكوم مؤبد لمرتين و30 عاما، وإسلام حكم عليه العام الماضي مؤبد، بالإضافة إلى  جهاد معتقل إداري دون تهمة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]