فرحة كبيرة وسعادة علت وجه لاعب منتخب فلسطين للدراجات الهوائية، علاء الدالي، بعد عن حصل على المركز الأول في السباق الذي يعد الأول من نوعه على مستوى فلسطين لمبتوري الأطراف بفعل الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف قطاع غزة، سباق رياضي بـ”الدراجات الهوائية” في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع.
اللاعب الدالي والذي أصيب في الثلاثين من مارس 2018 برصاص قناص إسرائيلي في ساقه الأيمن الذي تعرض للبتر، تحطم حمله بأن يركب دراجة هوائية في ذلك الوقت، إلا أن الأمل عاد من جديد للدراج الدالي بعد جهد ومثابرة وتدريب مكثف للمشاركة في سباق مراثون للدراجات الهوائية للأشخاص ذوي الاعاقة من مبتوري الأطراف.
الدالي الذي أبدى سعادة بالغة بفوزه وقدرته من جديد على العودة لركوب الدراجة قال: “هذه رسالة تحدي وإرداة أريد أن أوصلها للجميع، بأن هناك دوما أمل طالما يوجد جهد وتطلع نحو المستقبل، ورسالة أيضا أنه لن تهزمنا رصاصات الاحتلال الإسرائيلي”.
30 دراجا من مبتوري الأطراف
وشارك في السباق الذي نظمته جمعية التأهيل والتدريب الاجتماعي بالتعاون مع جمعية العون الطبي، 30 شابا من مبتوري الأطراف السفلية تحت شعار “أنا أستطيع”، حيث اعتمد المتسابقون على أطرافٍ صناعية في قيادة دراجاتهم وقطعوا مسافة 1000 متر في أحد الشوارع الرئيسية.
هذا السباق الذى نظمته جمعية التأهيل والتدريب الاجتماعي بالتعاون مع جمعية العون الطبي، في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، الهدف منه إيصال رسالة للمجتمع الدولي لتسليط الضوء على معاناتهم، ووقف الحصار المفروض على القطاع منذ 14 عاما.
وقال منسق العلاقات العامة في جمعية التأهيل والتدريب الاجتماعي، حمود الشافعي، “السباق هو مناسبة للاحتفاء باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وهو رسالة تحدي وإصرار من كل من فقد جزء من جسده بأنه صاحب إرداة، وهو جزء من المجتمع الفلسطيني و لا يمكن تهميشه”.
وأوضح الشافعي خلال حديثه لقناة “الغد”،أن السباق استهدف فئة مبتوري الأطراف بفعل الحروب والهجمات الإسرائيلية التى شنت قطاع غزة وكذلك مسيرات العودة وكسر الحصار الحدودية، ويحمل السباق أيضا رسالة اجتماعية وحقوقية ورياضية، لتكريس مطالب وحقوق هذه الفئة، ورفضهم لأي محاولة لتهميشهم وإقصائهم”.
رسالة حقوقية واجتماعية
من جانبه، عبر هيثم السقا ممثل عن جمعية العون الطبي للفلسطينين MAP ، عن سعادتهم بهذا السباق الذي يأتي ضمن أنشطة مشروع مجتمع شامل ومتاح بمرحلته الرابعة، والذي يحمل رسالة قيمية، حقوقية، اجتماعية، ورياضية للأشخاص ذوي الإعاقة.
واعتبر السقا خلال حديثه لقناة “الغد”، أن هذا النشاط يمثل إنطلاقة حقيقية لرياضة الدراجات الهوائية، للأشخاص ذوي الإعاقة ودون الإعاقة، كون مارثون سباق الدراجات الهوائية ( أنا أستطيع – I CAN) للأشخاص ذوي الإعاقة (بتر الاقدام مستخدمي الطرف الصناعي)، يعتبر الأول من نوعه في فلسطين.
من جهته، قال ناجي ناجي، رياضي ومدافع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، “تجربة جديدة وحدث رياضي مميز لمبتوري الأطراف ومستخدي الأطراف الصناعية، وهي تجربة جديدة وشارك بها 30 دراجا، وهي رسالة توجه للجميع أن هذه الفئة جزء فعال من المجتمع الفلسطيني ولها ما لها وعليها ما عليها، وهي رسالة أن الاعاقة لا تحد من قدرة هؤلاء الأشخاص على العطاء وخدمة وطنهم”.
وأوضح ناجي، خلال حديثه لقناة “الغد”، أن أي نشاط هو رسالة توعية بأن هذه الفئة جزء فعال في المجتمع وليس جزء ناقص أو عالة، بل يمكن الاستفادة منهم في الكثير من متطلبات الحياة، وعلى المؤسسات الداعمة لهذه الفئة المزيد من الاهتمام بهم، وتفعيل القوانين الخاصة بدمهجم في المجتمع”.
