أوباما يتجنب صدام اللحظة الأخيرة مع إسرائيل قبل ترك منصبه رسميا 

استبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بذل أي جهد للضغط على إسرائيل بشأن مفاوضات السلام المتوقفة، ومن المرجح أن يتجنب الرئيس المنتهية ولايته التطرق إلى واحد من آخر مجالات الخلاف مع الحكومة الإسرائيلية، قبل تركه منصبه رسميا، حسبما يرى مسؤولون أمريكيون.

وقبل أكثر من عام، كان أوباما المحبط من عدم وجود تقدم في عملية السلام ينظر في إلقاء خطاب رئيسي يصف فيه رؤيته لمستقبل اتفاق السلام، في خطوة أكثر تقدمية، تدعم قرار الأمم المتحدة طرح معايير لمثل هذا الاتفاق.

ورغم أن الهدف من هذه الخطوة كان إضفاء طابع ملح على عملية السلام المحتضرة، فإنه سينظر إلى أي من الخطوتين بأنه تقييد ليد التفاوض الإسرائيلية وفي نفس الوقت تعزيز لموقف الفلسطينيين على الساحة العالمية.

المناقشات بشأن هذه المناورات المحتملة، والتي كانت تجري قبل الانتخابات الأمريكية، انتهت بفوز دونالد ترامب المفاجئ بسباق الرئاسة، حسبما يقول المسؤولون.

ويضيف هؤلاء المسؤولون الذين تحدثوا شريطة التكتم على هوياتهم لأنهم يناقشون مداولات داخلية أنه بات من المستبعد بشدة أن يوافق أوباما على مثل هذه الخيارات التي سبق أن قدمها له دبلوماسيون أمريكيون.

غير أن المسؤولين تركوا الباب مفتوحا أمام إمكانية أن يعالج أوباما قضية الشرق الأوسط بوسيلة أكثر محدودية، بعيدا من تقييم الخطوط العريضة لاتفاق السلام في المستقبل، قبل تركه المنصب.

البيت الأبيض والسفارة الإسرائيلية في واشنطن من جانبهما رفضا التعليق.

البيت الأبيض

تردد أوباما في تغيير الوضع الراهن خلال أشهر حكمه الأخيرة يعكس جزئيا رغبته في حماية إرثه بشأن دعم الدولة الصهيونية.

ورغم أنه ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختلفا بشدة بشأن المستوطنات الإسرائيلية والاتفاق النووي الإيراني، فإن أوباما وقع مؤخرا اتفاق مساعدات عسكرية غير مسبوق لإسرائيل بقيمة 38 مليار دولار أمريكي على مدى السنوات العشر المقبلة.

تجنب صراع اللحظة الأخيرة سيسمح أيضا لخليفة أوباما (ترامب) بالاقتراب من القضية الفلسطينية دون أن تعرقله أي قيود دبلوماسية سابقة.

توقع فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كليتون بسباق الرئاسة، دفع إدارة أوباما إلى تقييم سبل يستطيع من خلالها أوباما تناول تفاصيل أكثر صراحة بشأن العقبات التي تعترض تحقيق تقدم في عملية السلام، مثل استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية على أراض بالضفة الغربية يطالب بها الفلسطينيون في إطار دولتهم المستقبلية.

كلينتون، التي تعهدت خلال حملتها الانتخابية بدعم قوي لإسرائيل، كانت ستخفف من هذه النبرة إذا ما حسمت الانتخابات لصالحها، من أجل إغراء الجانبين بما يكفي للعودة إلى طاولة المفاوضات.

ترامب رئيسا

انتخاب ترامب رئيسا قلب بشكل كبير كل الحسابات.

ويعارض الحزب الجمهوري والعديد من أنصار ترامب بشدة إجراءات الأمم المتحدة التي تستهدف إسرائيل. لذلك فإن أي اجراء يقوم به أوباما من شأنه أن يضع ترامب في موقف دفاعي، ومن المحتمل أن يغضبه ويجبره على الرد علنا.

هذا الأمر يمكن أن يقود ترامب إلى مراقبة الموقف المتشدد في معارضة أوباما، ما يجعل من الصعب بالنسبة له القيام بلعب دور الحكم المحايد بين الإسرائيليين والفلسطينيين في المستقبل.

وأعرب ترامب عن مصلحته كرئيس أن يحل في نهاية الأمر الصراع في الشرق الأوسط وألمح إلى أن صهره، جاريد كوشنر، يمكن أن يصبح وسيطا في التوصل إلى اتفاق.

ولم يتحدث نتنياهو كثيرا عن فوز ترامب فيما عدا تقديم التهنئة له – ربما في محاولة لتجنب استعداء أوباما حيث لا يزال في منصبه إلى الآن.

وأمر نتنياهو وزراء حكومته بعدم التعليق على نتائج الانتخابات الأمريكية وطالبهم بعدم الحديث مع فريق ترامب الانتقالي.

ولسنوات، عارضت الولايات المتحدة رسميا أي محاولات من قبل الفلسطينيين للحصول على اعتراف بإقامة الدولة أو السماح لمجموعات من البلدان أو للأمم المتحدة بفرض حلول.

دولة فلسطينية

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، في وقت سابق من الأسبوع الجاري “رأينا لم يتغير وهو أننا نؤمن أن المسار الأفضل للفلسطينيين لإقامة دولتهم يمر عبر المفاوضات المباشرة التي من شأنها أن تؤدي إلى سلام عادل ودائم وشامل على أساس حل الدولتين”.

بعد مطلع العام الماضي، بدأ أوباما يجرب إمكانية أن تغير الولايات المتحدة الموقف من خلال دعم الطلب المقدم إلى الأمم المتحدة لإقامة دولة فلسطينية، عاكسا استيائه من افتقار نتنياهو للجدية فيما يتعلق بإحلال السلام.

وكان أوباما ساخطا عندما أعرب نتنياهو، أثناء إعادة انتخابه عام 2015، عن معارضته إقامة دولة فلسطينية على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تراجع عن هذا التصريح في وقت لاحق.

وعلى الرغم من أن أوباما ومساعديه تجنبوا بشكل عام الحديث علنا عن الخيارات الجاري النظر فيها، إلا أنهم لم يستبعدوا القيام بأي شيء.

المستوطنات-الاسرائيلية

بقاء الغموض بشأن ما قد يفعله أوباما يمكنه أن يبقي على النفوذ الذي يملكه الرئيس على الحكومة الإسرائيلية. من ناحية أخرى، فإن زوال التهديد من قيام الولايات المتحدة بإجراء ما، يمكن أن يشجع المتشددين الإسرائيليين ويضخم الدعوات لزيادة البناء في المستوطنات وربما يشجع على ضم أجزاء من الضفة الغربية.

لكن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس، إد رويس، قال إن ثمة مشكلة في عدم القدرة على التنبؤ بما سيقوم به أوباما.

وقال رويس في مقابلة “إذا كنت تشير بوضوح إلى أنك لن تعارض أو تستخدم الفيتو على قرارات مجلس الأمن التي تسعى إلى فرض حلول من جانب واحد، فإن النتيجة هي أن الآخرين سوف يأخذون جانب الإجراء الذي قمت به، وسيكون هناك حافزا، بالنظر إلى المواقف الطبيعية في الأمم المتحدة”.

وينظر أنصار إسرائيل إلى الأمم المتحدة باعتبارها معادية بشدة لإسرائيل بالنظر إلى تاريخ موافقة المنظمة الأممية على القرارات التي تدين إسرائيل.

وأقر مجلس النواب هذا الأسبوع مشروع قانون غير ملزم برعاية رويس ونظيره الديمقراطي يحث أوباما على مواصلة عرقلة القرارات التي تحاول فرض شروط مسبقة على اتفاق السلام.

جاء تمرير مشروع القانون بدعم من قيادة الحزب الجمهوري والمشرعين من كلا الحزبين.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]