يستضيف مهرجان «إيكس أن بروفانس الأوبرالي» الفرنسي، أول أوبرا سياسية بالعبرية، تتناول القضية الفلسطينية وواقع الحال الفلسطيني تحت سطوة الاحتلال الإسرائيلي.. وتمزج أوبرا «النيام الألف»، بين الخيال والواقع ، فيما يرى مؤلفها الموسيقار الإسرائيلي، آدم ماور، مع مواطنه المخرج المسرحي يوناتان ليفي الذي وضع النص، وهي نوع من خيال علمي سياسي ـ أوبرالي، أن «الأمور تسير على ما يرام إلى حين يبدأ الإسرائيليون برؤية كوابيس فلسطينية ويستفيقون ليلا وهم ينطقون بالعربية»..ويوضح آدم ماور (36 عاما) أن الأوبرا سياسة تتناول قضية الحرية والاضطهاد، علما بأنه ـ شخصيا ـ حرم من حريته في سن التاسعة عشرة عندما سجن مدة سنتين بسبب رفضه القيام بالخدمة العسكرية الإلزامية، تنديدا «بعدم أخلاقية الاحتلال في فلسطين».
أبرز شخصيات عرض «النيام الألف»، رئيس وزراء إسرائيلي، وجاسوس، ومعتقلون فلسطينيون، وضباط جهاز الشين بيت (جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل)، ويقوم أربعة مغنين بأداء الشخصيات المختلفة.. ويبدأ العرض بمشهد يعبر عن ألف معتقل فلسطيني ـ يمثلهم متطوعون ينامون على أسرّة في خلفية المسرح طوال مدة العرض ـ ويباشرون إضرابا عن الطعام يحظى بتغطية إعلامية واسعة تدفع الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار بتخديرهم «للانتقال إلى أشياء أخرى»، وتصيح نوريت مساعدة رئيس الوزراء قائلة «هم يحفرون الأنفاق باتجاه عالم أحلام اليهود ويرتكبون فيه هجمات انتحارية»، في إشارة إلى الفلسطينيين، فيقرر رئيس الوزراء إرسال جاسوس «مستعرب» لقتل المجموعة.
موسيقى العرض تجمع بين الألحان الأوبرالية والإلكترونية، وترانيم عبرية وموسيقى عربية.. وفي تعقيبه على اختياراته الموسيقية، جاء رد « ماور» سياسيا يعبر عن الواقع بقوله :«لقد ترعرعت مع أصوات الشرق الأوسط لكني أشعر بغياب الرابط، أحاول من خلال عملي أن أجد جذورا أتخيلها لنفسي !» ..وجاء تعبيره متوافقا أيضا مع تأكيد المخرج ومؤلف النص المسرحي، يوناتان ليفي، المولود لعائلة متحدرة من دمشق التي غادرها الكثير من يهود سوريا عند إقامة دولة إسرائيل : « ذكرني ذلك بالمدينة التي كان بإمكاني أن اترعرع فيها لو لم يطرد جزء كبير من الفلسطينيين في العام 1948»!
وقصة حياة الموسيقار،آدم ماور، مرتبطة بشكل وثيق بما يؤلفه من موسيقى. وقد شكلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2006) صدمة له، وقد شحنت وجدانه برفض الظلم والاحتلال والعنف الدموي.. موضحا أنه وجه في سن التاسعة عشرة رسالة إلى وزير الأمن الداخلي يقول فيها إنه يرفض الخدمة العسكرية.. ويضيف: «رفضت ثلاث مرات الخدمة العسكرية قبل أن أمثل أمام المحكمة العليا التي أرسلتني إلى السجن. وكثر كانوا في وضعي».
