فور إعلان روسيا، الجمعة، اكتمال بناء خط غاز “نورد ستريم2″ أو ما يعرف بـ”السيل الشمالي2” لنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا والأراضي الأوروبية، أعلنت أوكرانيا الحرب على هذا المشروع حتى النهاية.
وأعلنت شركة الغاز الروسية العملاقة، التي تسيطر عليها الدولة، أنها أكملت بناء خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” إلى ألمانيا، وهو مشروع مثير للجدل عارضته أوكرانيا والولايات المتحدة بشدة.
وقالت شركة جازبروم الروسية، في بيان على تطبيق المراسلة تيلجرام، نقلاً عن رئيسها التنفيذي أليكسي ميلر، إن بناء “نورد ستريم 2” قد “اكتمل بالكامل” صباح يوم الجمعة.
وهناك توقعات بأن يضاعف هذا الخط الممتد تحت مياه بحر البلطيق عمليات تسليم الغاز الروسي إلى ألمانيا، المروّج الرئيسي للمشروع.
لكن بالنسبة لمنتقديه في أوروبا، وكذلك الولايات المتحدة، المشروع سيزيد على المدى الطويل اعتماد الدول الأوروبية في مجال الطاقة على روسيا، الخصم الاستراتيجي الكبير بالنسبة للدول الغربية.
وصرّح المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية، سيرجي نيكيفوروف، لوكالة فرانس برس، أن أوكرانيا ستحارب تشغيل خط أنابيب “نورد ستريم 2” الروسي الألماني المثير للجدل الرامي إلى توصيل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الالتفاف على الأراضي الأوكرانية، رغم استكمال بنائه.
وقال “الرئيس فولوديمير زيلنسكي، إن أوكرانيا ستحارب هذا المشروع السياسي الروسي حتى استكمال بنائه، وبعد ذلك وحتى بعد بدء إمدادات الغاز”.
وتشهد العلاقات بين روسيا وأوكرانيا توترا متصاعدا في الآونة الأخيرة، وحذر مسؤولون من حلف شمال الأطلسي من تدريبات عسكرية ضخمة أمس الخميس، كان قد سبقها حشد عسكري روسي ضخم على حدود أوكرانيا في وقت سابق هذا العام.
ويمتد المشروع، الذي تبلغ قدرة نقله 55 مليار متر مكعب من الغاز في العام الواحد على مسافة 1230 كيلو متر تحت مياه بحر البلطيق.
الأوضاع في روسيا
وفي السياق ذاته، قال مراسل الغد من العاصمة الروسية موسكو، إن روسيا أعلنت اكتمال المشروع وباتت الكرة في ملعب الجانب الألماني، وهو ما أكدته المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.
وأضاف مراسلنا، أن زاخاروفا أشارت إلى إمكانية ضخ الغاز الروسي للبدء في ضخ الغاز الروسي إلى ألمانيا والأراضي الأوروبية، موضحا أن المشروع يوفر أكثر من 55 مليار متر مكعب من الغاز.
كما أوضح مراسلنا، أن المراقبين يرون أن هناك فوائد اقتصادية كبيرة من هذا المشروع لا سيما وأن روسيا أكدت أنه مشروع تجاري بحت مع الأوروبيين، مشيرا إلى أن تكييف فشلت في إفشال المشروع، وباتت أمام الأمر الواقع.
وتعتبر أوكرانيا، أن الأنبوب قد يحرم كييف على المدى الطويل من إيرادات سنوية قدرها 1.5 مليار دولار على الأقل تجنيها حالياً من عبور الغاز الروسي عبر أراضيها نحو أوروبا، بالإضافة إلى أنه يقوّض نفوذها إزاء خضمها الروسي.
وأكدت المستشارة الألمانية أواخر أغسطس من أوكرانيا، أن بلادها ستفعل كل ما بوسعها لتمديد عقد العبور الروسي الأوكراني، الذي ينتهي العمل به عام 2024. وأبلغها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أنه يعتبر “نورد ستريم 2” بمثابة “سلاح جيوسياسي خطير”.
