أوكرانيا على أبواب شتاء ساخن.. انقلاب أم حرب مع روسيا؟

المناخ العام في أوكرانيا ينبىء بتطورات خطيرة، مع إعلان الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، عن وجود مخطط لانقلاب ضده في الأول من الشهر المقبل ديسمبر/ كانون الأول.

ومن المؤكد أن الرجل لا يتنبأ بما هو قادم، ولكن لديه قراءة لتطورات الأوضاع في بلاده، والتوتر الساخن على الحدود، ومن الطبيعي أن يتوقع «شتاءا ساخنا » في أوكرانيا.

تبدل الأحوال داخل أوكرانيا

وبرى المحلل السياسي الروسي البارز، الكسندر نازاروف، أن أوكرانيا تنزلق نحو أزمة أخرى من أزماتها السياسية الداخلية، مشيرا إلى أن أوكرانيا، كانت في وقت انهيار الاتحاد السوفيتي، أكثر الجمهوريات السوفيتية تطوراً.

وبعد 30 عاماً من الاستقلال داخل أوروبا، أصبحت مولدافيا فقط هي الوحيدة الأكثر فقراً من أوكرانيا، حيث يتسبب تدهور الاقتصاد في استياء مزمن من السكان ضد الحكومة، إضافة إلى انقلابات وأعمال شغب مستمرة.

  • في الأشهر الأخيرة، دخل الرئيس زيلينسكي في مواجهة مع الجميع، بما في ذلك أغنى أغنياء الطبقة الأوليغارشية في البلاد، رينات أحمدوف، الذي كان حتى وقت قريب راعياً لزيلينسكي وداعماً له.. ولكنه اتهمه مؤخرا بأنه «يدبر انقلابا ضده مطلع الشهر المقبل»

وأصبح الأمر معقّداً بالنسبة لزيلينكسي، بحسب المحلل السياسي نازاروف، بسبب حقيقة أن فريقه لم يستطع تخزين احتياطيات من الغاز والفحم خلال الصيف، لتواجه البلاد أزمة طاقة حقيقية، سوف تتفاقم حدتها قطعاً في الشتاء.

 

أحمدوف يتحكم في أزمة الطاقة

في الوقت نفسه، يمتلك الأوليغارشي، أحمدوف، جزءاً كبيراً من محطات الطاقة الأوكرانية، التي تمتلك مخزوناً من الفحم، وإن كان غير كافٍ.

وبالإضافة إلى ذلك، يمتلك أحمدوف القدرة على شراء الفحم من الخارج.

ويبدو أن أزمة الطاقة في أوكرانيا حتمية على أي حال، بدون مشاركة أحمدوف، ولكن بإمكانه، من خلال سيطرته على جزء من قطاع الطاقة، زيادة الاحتجاجات بشكل كبير.

  • لذلك فإن مصير الرئيس زيلينسكي في يد أحمدوف، وقد قرر زيلينسكي، أن يبادر بالضرب أولاً.

ويضيف المحلل السياسي، ألكسندر نازاروف، الآن طفت هذه المعركة على السطح، بينما يقود أحمدوف معركة نحو انتخابات رئاسية مبكرة، ورداً على ذلك بإمكان زيلينسكي اعتقاله وتأميم ممتلكاته.. وفي كلتا الحالتين، سيكون من تداعيات ذلك اندلاع أزمة داخلية أوكرانية، لن تكون فيها أوكرانيا قادرة على محاربة إقليم الدونباس، ناهيك عن روسيا.

  • تقع تلك الأحداث جميعاً في وقت غير مريح للغاية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، التي قررت لتوها إشراك أوكرانيا في مخططاتها ضد روسيا.

استخدام قفازي أوكرانيا وبولندا ضد روسيا

ويبدو أن واشنطن اختارت لتحقيق هذا الهدف استخدام قفازي أوكرانيا وبولندا، وربما حلفاء آخرين لشنّ حروب على حدود روسيا، والتي ستنجرّ إليها أوروبا.

فخلال الشهر الماضي، تم تصعيد 3 صراعات حول روسيا بشكل مفاجئ ومتزامن: في أرمينيا وبيلاروس والدونباس، حيث يمكن جرّ موسكو بسهولة إلى أيّ أو كلّ منها، ولم يتبق سوى نقلها إلى المستوى المطلوب وربط أوروبا بها، ثم تتعامل واشنطن مع الصين.

وتجبر الأزمة في أوكرانيا الولايات المتحدة الأمريكية على الإسراع في تنفيذ خطط استخدام هذا البلد ضد روسيا قبل فوات الأوان، طالما لم تغرق أوكرانيا بعد في الفوضى، ولا زالت قادرة على القتال مع روسيا.

  • لهذه الغاية، خصص صندوق النقد الدولي، قبل أيام قليلة، وعلى وجه السرعة، 700 مليون دولار لأوكرانيا، على الرغم من فشل كييف في الامتثال لمتطلبات الصندوق، بما في ذلك مكافحة الفساد.

إلقاء اللوم على روسيا مقدما!

وقال «نازاروف»، في الوقت نفسه، “وكما نرى، تمتلئ وسائل الإعلام الغربية بالتقارير التي تتحدث عن هجوم روسي وشيك على أوكرانيا، في حملة دعائية تهدف إلى إلقاء اللوم على روسيا مقدماً في الحرب، حتى ولو كانت أوكرانيا هي البادئ بالهجوم على إقليم الدونباس”.

بطبيعة الحال، ليست روسيا مهتمة بالحرب. وحتى إذا كانت روسيا ترغب في انهيار أوكرانيا، فليس على موسكو، في ظل الظروف الحالية، سوى الانتظار لا أكثر، والأوكرانيون سيفعلون كل شيء بأنفسهم.

علاوة على ذلك، فليس من المفيد لروسيا أن تسمح للنظام في كييف باستخدام الصراع معه لتوحيد المجتمع ضد عدو خارجي.

وهنا يبرز عاملان يمكن أن يعوقا خطط واشنطن:

  • العامل الأول: أن «كييف» قد بدأت تفهم أن واشنطن لا تريد صراعاً محدوداً، وإنما تريد حرباً بين روسيا وأوروبا على أراضي أوكرانيا.
  • بالإضافة إلى ذلك، فإن موسكو تعطي إشارات واضحة بأن أي هجوم من قبل أوكرانيا على الدونباس سيعني بالتأكيد القضاء على أوكرانيا كدولة، لا سيما وأن هروب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان لم يضف كثيراً إلى ثقة كييف في إمكانية أن تخوض الولايات المتحدة حرباً مع روسيا من أجلها.

وهذا يفسّر إعلان مجلس الأمن القومي الأوكراني فجأة، يوم الجمعة الماضي، أنه لا يرى أي تهديد روسي على حدود أوكرانيا، على الرغم من كل تصريحات واشنطن حول الهجوم الروسي الوشيك على أوكرانيا، وحتى بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس زيلينسكي نفسه في وقت سابق.. إن كييف مترددة، وتطلق تصريحات متذبذبة تتراوح بين الخيارات والمواقف المختلفة.

  • العامل الثاني، هو نضوب الموارد التي يمكن أن تدعم الحياة في دولة “أوكرانيا” الفاشلة. وحتى لو تدخلت السفارة الأمريكية في أوكرانيا، وجمّدت الأزمة السياسية التي بدأت، فإن هذا التجميد لن يستمر طويلاً، بدون مساعدات بمليارات الدولارات من الغرب، الذي لا يريد إنفاق الأموال على أوكرانيا.

الخيار الصعب أمام رئيس أوكرانيا

إن أزمات الطاقة والاقتصاد في أوكرانيا سوف تستمر في الأشهر المقبلة، ومن ثم، لن يمنع نفوذ واشنطن الفصائل الأوكرانية المعارضة من معركة فاصلة، ستدفع بأوكرانيا خارج اللعبة في وقت تحتاج فيه واشنطن إليها بشدة.

لذلك يواجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خياراً صعباً، حيث يتعيّن عليه إصدار أوامره إلى أوكرانيا بالهجوم على الدونباس في ديسمبر، بصرف النظر عن الأزمة المتفاقمة في البلاد، وإلا فلن تتمكن أوكرانيا في القريب العاجل من القتال، وعليه يمكن أن تؤدي زعزعة الاستقرار الداخلي هناك إلى تفكك الدولة الأوكرانية دون أي مشاركة روسية.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]