«أولاد رزق – عودة أسود الأرض» تلوين واستنساخ  للجزء الأول

كتب – رياض أبو عواد

لم يقدم فيلم “أولاد رزق – عودة أسود الارض” لطارق العريان وسيناريو صلاح الجهيني جديدًا عن الجزء الأول من الفيلم إلا بتغيرات الوقائع وبقاء الخطوط الدرامية كما هي دون تغيير للتطورات الدرامية في الفيلم.

إلا أنه جاء ثانيا من حيث الإيرادات بعد فيلم “الفيل الأزرق الجزء الثاني” خلال عرضه في موسم عيد الأضحى وتجاوز كما تقول وسائل الإعلام المقربة من المنتجين ما يزيد على 70 مليون جنيه مصري ( ما يقارب 4 ملايين دولار) وهي أرقام لا أحد يستطيع أن يؤكد صحتها في ظل افتقاد شفافية نشر ما يتعلق في تكلفة الإنتاج وعدد التذاكر المبيعة رغم عدم تقديمه شيئًا مغايرًا عن الجزء الأول سوى من ناحية الشكل.

يجمع الجزءين في الانطلاق أساس درامي غني وهو فكرة الفقر والخروج عليه، وهنا اختيرت البلطجة والسرقة أطفالا وشبابًا في الجزء الأول بعد وفاة والدهم وعدم قدرتهم على تشغيل الورشة، وفي الجزء الثاني يعودون للسرقة والنصب والبلطجة ثانية بعد توبتهم في نهاية الجزء الأول وهي حسب عنوان الفيلم الفرعي عودة أسود الأرض بما يعنيه هذا من تمجيد لعودتهم للسرقة والنصب ثانية، خصوصًا أنه لا يوجد أي إسقاط اجتماعي لهذا العنوان، فكل ما يقومون به خدمة فردية لهم كعائلة قائمة على رابطة الدم واحترام قرار ورأي الأخ الأكبر الذي يمثل السلطة الأبوية بما يحمله هذا من استمرار لقيم اجتماعية تهاوت مع التقدم الحاصل عالميًا إلا في المجتمعات الأكثر تخلفًا.

وهذه الانتقالات يتم التحكم فيها من خلال الاستناد على المقولات الدينية في الديانات السماوية فكرة الحلال والحرام التي لا تعير حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية حقها والتي يتم تغيير قاعدتها وقت ما شاءوا وضمن إرادتهم بما يخدم مصالهم كما يحصل في الواقع الاجتماعي تمامًا فكل ما يمس مصلحة أحدهم يصبح حراما وكل ما حقق منفعة لأحدهم يصبح حلالا بلا أي قاعدة إنسانية أو قانونية تحكم هذه الانتقالات.

أما الأحداث فتعتمد في كلا الجزءين على سقوط الأخ الثاني ويؤديه عمرو يوسف في غواية الطمع والرغبة في الثراء من خلال المتاجرة في المخدرات في الجزء الأول أو بيع الدولارات المزيفة أو النصب في الجزء الثاني ويتبعه الأشقاء الثلاثة أحمد الفيشاوي وأحمد داوود وكريم قاسم وفي الجزءين يفشل أربعتهم في إنجاز ضربة العمر.

واستخدام حالة اختطاف أحد أفراد العائلة  لإجبارهم على تنفيذ المطلوب منهم مثل احتجاز الأخ الأصغر (كريم قاسم) من قبل تاجر المخدرات (سيد رجب) حتى يتسلم بضاعته كاملة ويهدد العائلة بقتله إذا لم يدفعوا قيمة البضاعة أو أن يستعيدوها من ضابط شرطة فاسد (محمد ممدوح) الذي استولى عليها ويقوم بتسويقها.

وفي الجزء الثاني يتم اختطاف زوجة وابن أحمد عز الشقيق الأكبر من تاجر الدولارات المزيفة (باسم سمرة) مقابل استرجاع أمواله التي أخذها الشقيق الثاني (عمرو يوسف) ونصب عليه الدبلوماسي المهرب للأموال (خالد الصاوي).

عملية الاختطاف هذه تشكل الخط الساخن الذي يحرك أحداث الفيلم ويدفع المشاهد لتغييب وعيه وتركيزه كيف سيتم إنقاذ الأخ في الجزء الأول وإنقاذ الابن والزوجة في الجزء الثاني من خلال تدخل الشقيق الأكبر أحمد عز لإنقاذ شقيقه في الجزء الأول وزوجته وابنه في الجزء الثاني.

وتشكل روايته لخطته أمام إخوته الراوي الأكبر حيث يتم عرض الشريط السينمائي وتنفيذ الخطة وهو يقوم بروايتها ويأتي من خلاله الراوي الأصغر الذي يؤدي الدور المرسوم له بدقة لتنفيذ الخطة الأوسع التي خططها الشقيق الأكبر.

في الجزء الأول يصبح أحمد الفيشاوي هو الراوي الأصغر والمتداخل ضمن أحداث الخطة  أمام الضابط الفاسد محمد ممدوح سائرًا في الحديث في أسطورة أولاد رزق وأحداث الفيلم تتدفق مع روايته في إطار من الخدعة الكبرى للإيقاع بالضابط تدريجيا واستعادة المخدرات منه.

في حين يتولى الفنان أحمد داودو القيام بنفس الدور مع الدبلوماسي الفاسد (خالد الصاوي) في الجزء الثاني.

ويظهر أحمد عز الراوي الأساسي لأحداث خطته في اللحظة المناسبة ويهزم الضابط في الجزء الأول وينتقم من تاجر المخدرات بتسليمه للأمن، وفي الجزء الثاني يظهر أيضا في الوقت المناسب ويستعيد الأموال من الدبلوماسي الفاسد  ليقدمها لتاجر العملة المزورة لاسترداد ابنه وزوجته التي تمثل طوال أحداث الفيلمين مقولة الحلال والحرام.

لينتهي الفيلم وهو يعلن عن جزء ثالث وهو خروج تاجر المخدرات (سيد رجب) من السجن ويستقبله على بوابة السجن ابنه (آسر ياسين) كأحد أبطال الجزء الثالث الذي إذا سار على نفس الاستنساخ فإنه لن يقدم للفنانين المشاركين فيه سوى أجرتهم لا إبداعهم.

وفي النهاية يخرج المتفرج وهو يشعر بأن حضر فيلما مستنسخا تماما عن فيلم آخر رغم إضافة مظاهر جديدة وفنانين جدد في بعض المشاهد، حيث ظهرت غادة عادل كامراة مستهترة وسادية والفنان إياد نصار كمهرب وتاجر للتحف.

كان أولى أن يتم بدلا من العمل على إنجاز جزء ثان للفيلم بإعادة استنساخ الجزء اأول بالذهاب إلى منطقة إبداعية جديدة لا اللخضوع لنجاح الجزء الأول والمراهنة على نجاح الجزء الثاني استنادا إلى النجاح السابق.

إلى جانب أن الفيلم كناتج يتجه لتبرير الأفعال من أجل الخروج من حالة الفقر الفردي والعائلي مسقطا مقولة الحلال والحرام ومعيدا إياها إلى الواجهة وقت أن يشاء في إطار من ازدواجية الشخصية والمعايير التي تؤدي إلى تشويه الشخصيات.

وكانت لديه بالمقابل فرص أخرى لتصويرها حول أزمة الفقر واستحالة حلها بطريقة تنطق من فكر غيبي يرتكز على الحلال والحرام في حين أن الحل الواقعي كان أمامه وهو العدالة الاجتماعية وترسيخ الروح الجماعية.

فإذا كان المؤلف ارتكز في تصويره لشخصية أحمد عز على الشخصية التاريخية علي الزيبق الشخصية التي اختصرت بها تجربة عياري المدن الذين كانوا يسرقون الأغنياء ويقومون بتوزيع مسروقاتهم على الفقراء من أبناء أحيائهم  فإنه لم ينجح في ذلك لأن  فردية أولاد رزق لا علاقة لها سوى بالمناظير المتخلفة للواقع الاجتماعي رابطة الدم والسلطة الأبوية التي يمثلها الشقيق الأكبر.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]