أيقونة الانتفاضة الثالثة:«عهد التميمي».. صهيل الأحرار

عجزت دولة الاحتلال عن مصادرة مستقبل أطفال فلسطين، أو سرقة طفولة «عهد» ومن معها من أطفال الوطن المحتل،  وفشلت ممارسات إسرائيل لسحق جيلاً طالعاً يحمل تهديداً حقيقياً وجذرياً لوجودها.. جيل لم يستطيعوا أن يغرسوا في ذاكرته أو وجدانه سوى الصمود والتحدي، وأن يعلن للعالم رسالته بأن قوات الاحتلال لن تستطيع أن تنال من عزيمة جيل جديد لن يساوم على وطنه وعاصمته القدس الشريف..وهكذا عادت الطفلة الشقراء عهد التميمي لتشغل العالم من جديد، تغيرت كثيراً عن صورتها السابقة، التي أظهرتها في مواجهة جنود الاحتلال الإسرائيلي، وهي اليوم على حافة أنوثة المراهقة الصغيرة، لا تخشى أن تعتصر ربيع حياتها السجون الإسرائيلية.

 

 

 

 

 

هواجس القلق التي تضرب دولة الاحتلال، من جيل أطفال فلسطين.. أطفال أقوى من جلاديهم.. يحملون شعلة النضال بصلابة الكبار.. صراعهم الشخصي والعام مع عدوّهم هو الأولوية المهمة، بغض النظر عن أي شأن آخر.. جيل أصبح معادلة مزعجة لإسرائيل..و«عهد» ليست الفتاة الأولى التي تواجه المحتلّ بصلابة الكبار، لكنّ عوامل كثيرة ساهمت في صنع «أسطورتها»، تبدأ بمحدّدات شخصية (حداثة السنّ، والملامح الأوروبية، والتعابير الحادة، والشخصية الجسورة)، وتنتهي بظروفٍ عامّة فرضها اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس «عاصمةً لإسرائيل». ويبقى الأهمّ أن الفتاة الشقراء قدّمت صورةً غير متوقعة عن جيلها، الجيل المصرّ على المضي في طريق استشهد فيه أسلافه، من دون أن يخسر شيئاً من صلابته.

 

 

 

 

 

و«عهد» التي منحتها شمس فلسطين، والحياة الريفية، ملامح جرانيتية حادة، بحسب تعبير الكاتب الفلسطيني سامح المحاريق، ما زالت على ذمة الطفولة، ولكنها ليست الطفلة الوحيدة في السجون الاسرائيلية، فالطفل أيضاً أحمد المناصرة يخضع لعقوبة السجن لقرابة العشر سنوات، ويتوقع أن يخرج من سجنه وهو في الرابعة والعشرين من عمره، ووراء الوجهين الطفوليين اللذين يشكلان صورة فلسطين أمام العالم، فإن آلافاً من الأطفال الآخرين يسقطون ضحايا الممارسات غير الإنسانية لقوات الاحتلال الإسرائيلية، وتعتقد إسرائيل أن مشكلتها اليوم لا تتوقف عند توازن القوى أو الرعب القائم بين جنودها المسلحين حتى أسنانهم، والفلسطينيين الذين لا يمكن التنبؤ بطرق تعبيرهم عن الثورة والغضب، خاصة بعد تطور أساليب استهداف لإسرائيليين بحوادث الدهس والطعن، ولكن ما يقلق إسرائيل فعلاً هو الجيل القادم، الذي يحقق تفوقاً سكانياً يجب وضعه في الاعتبار.

 

 

 

 

كتيبة من جيش الاحتلال تعتقل طفلا فلسطينيا

«عهد» ومن معها من أطفال فلسطين، أصبحوا أمام العالم «حالة خاصة».. وأمام دولة الاحتلال، خصم يجب القضاء على قوته الرمزية وسطوته الإعلامية، ومن هنا تواجه عهد التميمي، الشابة الفلسطينية المعتقلة حالياً، مجموعة من المحاكمات الصعبة لهذه الحالة المميزة التي وجدت نفسها داخلها..وأكثر ما يثير السخرية، التهجم الصهيونية على «عهد» من أن صورتها كفتاة شقراء وزرقاء العينين لا تمثل الصورة النمطية للمرأة المسلمة المحجبة أو المنقبة، وكأن عدم حجابها عيباً يشينها ويقلّل من أثر نضالها، في مواجهة فتاة ـ 16 عاما ـ  أصبحت «أيقونة» الانتفاضة الثالثة، وتعبر عن صهيل الأحرار فوق تراب فلسطين المحتل.. ابنة أبيها وعائلتها وقريتها ووطنها المحتل.

 

 

 

 

 

 صلابة «ملاك الخطيب» أصغر أسيرة فلسطينية

قصة «عهد» تروي حكايات من نضال أطفال فلسطين، داخل سجون ومعتقلات دولة الاحتلال، أو خارجها، وإذا كانت سلطات الاحتلال أفرجت أمس عن أصغر أسيرة فلسطينية «ملاك الخطيب» البالغة من العمر 14 عامًا، بعد أن قضت 8 شهور فى سجون الاحتلال وآخرها سجن «هشارون»، فإن السجن لم ينل شيئا من صلابتها وقوتها، لتعلن عن حزنها لتركها زميلاتها الأسيرات، ومنهن الأطفال مازلن يتجرعن مرارة السجن وظلم السجان.. ودعت «ملاك» ، إلى ضرورة مساندة الأسيرات فى معركة الصمود، فى ظل الظروف الصعبة التى يعشن بها داخل سجون الاحتلال.. صلابة الأسيرة المحررة، الطفلة ملاك الخطيب، دفعت  قوات الاحتلال على حاجز جبارة، لحصار لحظة خروجها من السجن، ومنع الصحفيين والمصورين خلال تغطيتهم الإفراج عنها، واعتدت عليهم وأجبرتهم على مغادرة المكان !!

 

 

 

 

 

 

«موناليزا» فلسطين

رسالة «عهد » ومن معها من أطفال فلسطين، للعالم ،أنّ القضية الفلسطينية لم تهزم وستظل حية حتى تحرير الأرض المغتصبة، وهو ما عبرت عنه الفنانة الايطالية«أليسيا بيلونزي» بلوجة «موناليزا فلسطين»، تجسيدا لتجربة «ثورية» واعدة خرجت من إطار المشهد اليومي في فلسطين لتحتلّ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، منذ اعتقالها في منزلها حتى لحظة مثولها أمام المحكمة الإسرائيلية بتهمة «إهانة» العدوّ، وقدّمت عهد، من دون رسمٍ مسبق، صورة جديدة عن النضال الفلسطيني، وبدلاً من أن تكون «ضحية» غدت «أيقونة» تمنح الآخرين قوّةً وأملاً بأنّ الحقّ آتٍ لا محالة.

 

الفنانة الايطالية، وثقت الحالة الفلسطينية الفريدة، عبر لوحتين باعدت بينهما أيّام قليلة، بطلاهما عهد التميمي والفلسطيني فوزي الجنيدي.. «عهد» اللوحة الأحدث، منقولة من صورة حقيقية التُقطت للشابة في قاعة المحكمة. ولأنّ الصور لا تحتاج إلى وسائط تعبيرية أخرى، قررت الفنانة «بيلونزي» ألا تُخضع الرسم لأيّ زيادةٍ أو نقصان. وإذا استُثني اللعب على الألوان، نجد أنّ لوحة «عهد» تتطابق مع الواقع حتى تكاد تكونه.

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]