أيمن الظواهري.. من «قصور» المعادي إلى «قبور» أفغانستان
نشأ زعيم القاعدة، أيمن الظواهري، الذي قتلته القوات الأمريكية مؤخرا، مُترفاً في أرقى أحياء العاصمة المصرية القاهرة وسط قصور المعادي الفاخرة لينتهي به المطاف في كهوف وقبور تورا بورا بأفغانستان.
انضم الظواهري إلى جماعة الإخوان في سن مبكرة بعد تأثره بكتابات سيد قطب ليتحول من طبيب جراح إلى زعيم لتنظيم القاعدة خلفا لأسامة بن لادن.
ووضعت الولايات المتحدة 25 مليون دولار مقابل رأسه لتورطه فى التخطيط لأحداث 11 سبتمبر 2001.
وتخرج الظواهري عام 1974 في كلية الطب بجامعة القاهرة، ليستكمل مسيرته الدراسية وحصل على ماجستير الجراحة عام 1978.
وكان والده، الذي توفي عام 1995، أستاذا بكلية الصيدلة في الجامعة ذاتها، كما تولى أحد أعمامه منصب أمين عام جامعة الدول العربية.
ونشأة أيمن الظواهري تبدو طبيعية وسط العديد من أقاربه الأطباء وعلماء الدين لكن بعد تخرجه من الجامعة وانتهاء خدمته في الجيش التي استمرت 3 سنوات بدأ الانجذاب إلى الجماعات الإسلامية التي تأثر بها في صغره ليلتحق بجماعة الجهاد التي تأسست عام 1973.
وفي عام 1979، سافر إلى باكستان مع الهلال الأحمر كعامل إغاثة لعلاج اللاجئين جراء الحرب السوفيتية ضد أفغانستان، ثم عاد بعد ذلك إلى مصر عام 1981 واعتقل ضمن المتهمين باغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، بعدها تحول إلى تكفير المجتمع والسلطة الحاكمة والحث على محاربتهم بكافة الوسائل.
وفي عام 1998، أسس “تنظيم الجهاد” الذي تحالف لاحقا مع تنظيم القاعدة وشارك في التخطيط لعدد من الأحداث الإرهابية في الشرق الأوسط وتحديدا في مصر فهو الشخصية الرئيسية وراء محاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري آنذاك.
في مايو 2011، تمكنت القوات الأمريكية من اغتيال أسامة بن لادن ليصبح الظواهري خليفته ويتولى قيادة تنظيم القاعدة.
وخلال تلك الفترة ظهر كأحد الناطقين البارزين باسم التنظيم الإرهابى ليتوعد بمواصلة مسيرة أستاذه الراحل بن لادن، واستخدم جوازات سفر مزورة للتنقل بين البلدان وتم القبض عليه في روسيا عام 1993 وسُجن لمدة 6 شهور.
ووفقا لروايته فإن السلطات الروسية فشلت في ترجمة النصوص العربية في جهاز الحاسوب الخاص به وأفرجت عنه دون أن تكشف هويته.
وفي عام 2007 ظهر في 16 مقطعا مرئيا ومسموعا يدعو فيه المسلمين للانضمام إلى حركته الجهادية والالتفاف حول تنظيم القاعدة ووجه تهديدات مباشرة للولايات المتحدة والغرب ما دفع واشنطن لوضع جائزة مالية كبيرة لمن يقوم بقتله أو تحديد مكانه.
وفي العام الجاري تم رصده في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية منها لتقوم طائرة مسيرة بتوجيه صاروخ إلى منزله في كابول، ويعلن الرئيس جو بايدن مقتله في عملية قامت بها الاستخبارات الأمريكية.
