أيهما أقرب لمصير نتنياهو.. السجن أم انتخابات ثالثة في إسرائيل؟
أُغلقت كل الطرق أمام رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في محاولته تشكيل حكومة برئاسته، وذلك في ظل رفض زعيم حزب أزرق أبيض الإسرائيلي بيني جانتس الانضمام إلى “حكومة وحدة” برئاسة الأول.
ومن المقرر أن يعقد لقاء آخر الأربعاء المقبل بين نتنياهو وجانتس، لبحث تشكيل الحكومة، خاصة بعد فشل كل اللقاءات السابقة.
وكان من المفترض أن يحصل “الليكود” خلال اللقاءات السابقة على رد من حزب “كاحول لافان” حول مقترح الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، بأن يرأس نتنياهو، الحكومة أولا، على أن يتولى جانتس رئاستها “بشكل فعلي” إن قدمت لائحة اتهام ضد نتنياهو، دون أن يستقيل من منصبه.
ويرى مختصون في الشأن الإسرائيلي وفق أحاديثهم لموقع قناة الغد، أن تهم الفساد التي تلاحق نتنياهو ومحاولاته لفرض شروطه على بقية الأحزاب خاصة “أزرق أبيض” تدفع للذهاب نحو انتخابات ثالثة، وهذا ما يجابه برفض لدى الكثير من السياسيين في إسرائيل، خاصة زعيم حزب “إسرائيل بيتنيو” أفيجدور ليبرمان” الذى دعا الطرفين لعدم التوجه إلى جولة جديدة من الانتخابات.
انتخابات ثالثة
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عصمت منصور إنه من الصعب أن يشكل نتنياهو حكومة برئاسته، فهناك الكثير من العقبات أمامه، والأرجح أن يفشل في تشكيلها وهذا ما أراده حزب أزرق أبيض، الذي طلب من القائمة المشتركة أن يقدم 10 أصوات وليس ثلاثة عشرة كي يفشل نتنياهو في تشكيل حكومة ويكون قد استنفد كل الخيارات خلال الـ28 يومًا الممنوحة له لتشكيل الحكومة”.
وأوضح منصور أن نتنياهو قد يتجه بشكل رسمي إلى رفض خطاب التكليف وإبلاغ الرئيس بذلك، خلال فترة التكليف الممنوحة له، لأنه لم يكن يقدر في البداية أن يرفض التكليف حتى لا يُتهم بأنه يريد الذهاب لانتخابات ثالثة يمكن أن تقصر وقته”.
وتابع: نتنياهو يعرف أن طوق النجاة له هو حكومة وحدة مع أزرق أبيض، والدليل الاجتماعات التي عقدت بينهم، إلا أنها كلها فشلت بسبب أن نتنياهو يتمسك بالتكتل وهو 52 مقعدًا، ويتحدث باسم كل اليمين وهذا يجعله يتفوق على أرزق أبيض ويضعف قضية الوحدة، وكان الأمر الثاني من يتولى الحكومة أولا، لأن نتنياهو مهدد خلال الأيام المقبلة أن تقدم له لائحة اتهام، كل ذلك يجعل أزرق أبيض يرفض هذا التحالف ويشعر أن الإمكانية لديه أكبر بتشكيل حكومة دون نتنياهو”.
الأزمة تتفاقم
من جهته قال المختص بشان الإسرائيلي حسن عبدو: “إن الأزمة عميقة في إسرائيل، و هناك تداعيات لهذه المسألة كون الانتخابات هي بين معسكرات وليس أحزابا، و انقسام اليمين هو الذي دفع الأزمة نحو التفاقم، وحزب أزرق أبيض تكون من أجل إقصاء نتنياهو وهو يواصل هذه المهمة، وهو يريد أن يحمل نتنياهو ككتلة مانعة مهمة فشل تشكيل الحكومة”.
وذكر عبدو أن استطلاعات للرأي العام في إسرائيل تتحدث بأنها لا ترغب بنتنياهو رئيس للوزراء، لذلك مماطلة أزرق أبيض تأتي في إطار استراتيجية لإقصاء نتنياهو بالكامل عن رئاسة الوزراء، وتكوين ائتلاف ليبرالي وليس يمينيا، ولا يقبل أن يكون الحرديم شركاءه.
وأوضح عبدو أن الذهاب نحو انتخابات ثالثة في إسرائيل خيار وارد لأنه بيد نتنياهو، ولكن يكون لذلك أثر عكسي بتراجع كبير لحزب الليكود، لذلك هذا الخيار هو بيد نتنياهو كونه هو من يمتلك كتلة مانعة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وأن يبقى رئيس للوزراء، بينما أزرق أبيض و حزب “إسرائيل بيتنيو” بزعامة ليبرمان لا يريدون أن يكونوا في أول رئاسة الوزراء.
وكان الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين كلف نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة وقال إن أمامه 28 يوما لتشكيل الحكومة.
وفي حال فشل نتنياهو، سيتم إسناد التكليف لمن يحصل على دعم 61 نائبا في الكنيست، وحصل نتنياهو على دعم 55 نائبا في الكنيست مقابل 54 لجانتس.
واتهم تحالف “أزرق أبيض” في إسرائيل، حزب الليكود بفرض شروط مسبقة في المشاورات الجارية بينهما بشأن تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة.
وعقب جلسة مباحثات بين ممثلين عن الكتلتين، قال “أزرق أبيض” إن الحزب الذي يتزعمه نتنياهو يحاول المماطلة في التفاوض والدفع نحو انتخابات ثالثة.
