في مخيم للاجئين الفلسطينيين بمدينة جرش الأردنية، يمسك أطفال أقلاما ملونة ويرسمون أشكالا فنية يتم طباعتها على قمصان جديدة.
يأتي ذلك في إطار مبادرة جديدة من برنامج لشركة «أورندة»، يهدف إلى تجسيد المسؤولية الاجتماعية للشركات من خلال توفير سبل رزق للاجئين في عالم الأزياء.
ويقدم متطوعون مع الشركة دروسا في الرسم بروضة أطفال مخيم جرش وفي مخيمات أخرى للاجئين بأنحاء المملكة الأردنية، لتشجيع الأطفال على المساعدة في تصميم الرسومات التي توضع على منتجات الشركة من القمصان.
وتخصص نسبة من أرباح مبيعات تلك القمصان للمساعدة في تطوير المجتمعات التي تخرج منها الرسوم التي تحملها.
وقال مؤسس شركة «أورندة» زيد سوقي، إن لهذه المبادرة أهدافا عديدة.
وأضاف، «فيه كثير أهداف للمشروع. فيه مثلا تنمية الفن، زي ما حكينا، بالأماكن الفقيرة والمخيمات عشان الفن مهمش شوي بهاي الأماكن. بدنا كمان نوصل المجتمعات مع بعض اللي خارج المخيمات وداخل المخيمات. عشان يشتغلوا مع بعض بيد واحدة. خاصة هلأ (حاليا)، بهذا الوقت اللي إحنا عايشين فيه. بما إن فيه كثير عم بيصير حروب بالعالم فيه كثير فقر صار بالعالم. فهذا الوقت لازم الكل يوقف مع بعض والكل يساعد بعض فيه».
ويؤكد سوقي، الذي استقال من عمله كمدير عام لشركة خدمات لوجستية ليؤسس شركة «أورندة»، أنه حتى الشركات التي تسعى للربح عليها مسؤولية تجاه مساعدة المجتمع.
ومخيم جرش واحد من الأماكن التي تعمل فيها شركة «أورندة».
وتأسس مخيم جرش كمخيم طارئ في عام 1968 للفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة نتيجة حرب عام 1967.
ونما المخيم منذ ذلك الحين ليبلغ عدد قاطنيه حاليا نحو 30 ألف نسمة، يعيشون في ظروف صعبة.
وقالت متطوعة مع مشروع شركة «أورندة» تدعى ياسمين صبري، إنها ترغب في أن تُلهم الفتيات على وجه الخصوص ليستخدمن الفن كوسيلة للتعبير.
وأضافت، «إحنا بنقدر نساعد بعض. كيف إحنا نقدر نكمل بعض. وأنا لإلي الفن إنه طريقة تعبري عن حالك كثير مهمة وإنه لإلي كثير مهم كمان إن البنات يتعلموا ويشوفوا إنه هن بيقدروا يشتغلوا. يعملوا شي بسيط ومنه بيطلع شغل مهم ومنه بيطلع بيقدروا يشتغلوا ويوصلوا صورتهم وفكرتهم للعالم.. وأكثر من بس بيئتهم الأساسية».
وتشعر الفتيات في المخيم بسعادة بالغة، وهن يمضين ساعات الصباح في الرسم والتفاعل مع المتطوعين في المشروع.
وقالت فتاة مشاركة في المشروع، إنها تشعر بسعادة غامرة برؤية تصميماتها مطبوعة على ملابس يرتديها الناس.
وأضافت رهف (١٣ عاما)، «شعور كثير حلو. أحس حالي إني أنا رح أطير من الفرح لأنه رسمتي هلأ صارت على البلوزة. علشان هيك أنا بأحب أرسم. وكثير بأحب بأطير من الفرح علشان الناس قاعدة بتلبس الفن اللي أنا عملته بأيدي».
وقال سوقي، إن شركة «أورندة» ستواصل العمل مع أطفال يعيشون في مجتمعات بائسة بما فيها مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن أيضا.
ويأمل سوقي في توسيع نشاطه ببيع القمصان التي تنتجها شركته في متاجر متعددة بأنحاء الأردن ومنطقة الشرق الأوسط.
و«أورندة»، عبارة عن قوة خارقة يؤمن بها سكان أمريكا الأصليون في أونتاريو ونيويورك. ويعتقدون أن تلك القوة تكون حاضرة في كل الأشياء والأشخاص.