كتب الروائي إبراهيم عبد المجيد عن تفاصيل اللقاء، الذي جمع المثقفين بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتحدث خلاله عن المعقلين السياسيين، وطالبه بالإفراج عنهم هو وعدد من الكتاب الذين حضروا اللقاء.
وكتب عبد المجيد، على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك»: «الحكاية أنني لم أكن سأتكلم أبدًا عما حدث، بل خرجت من اللقاء ولم أرد على أي اتصال تليفوني لأني كنت أنتظر، وفي الساعة السابعة وجدت الصديق محمد طعيمة يكتب عن الإفراج عن محمود محمد بعد كلامي للرئيس السيسي ووجدت الفضائيات كلها تتصل بي وبعضها كان اتصل ببعض الحاضرين معنا فقالوا لهم ماجرى ومن ثم اتصلوا بي».
وأضاف عبد المجيد، «شخصيا لم أكن سأتحدث وهذه ليست أول مرة أتحدث عن المعتقلين في مقالات، وفي لقائي منذ عام مع الرئيس وبعض المثقفين أيضا، عرفت فيما بعد أنه كانت هناك جلسة في المحكمة بعد لقائنا بكثير، وأن القرار بالإفراح بكفالة قد صدر ولست مهتما أن يكون لكلامي تأثير أو لا، المهم أن محمود محمد أخلي سبيله».
وواصل عبد المجيد، «كل الموجودين، وأنا منهم، كان حديثنا عن الجانب السياسي في الحياة المصرية، الذي أساء إلى مصر ويسيء وسيضيع كل مجهود في مجال آخر ودون اتفاق تحدث من تحدثوا عن ضرورة تعديل قانون التظاهر وإلغاء قانون الحبس المفتوح وإصدار عفو عام والغاء قانون الحسبة من أصله والغاء قانون ازدراء الأديان والبعد عن الإتهامات الموجهة لمنظمات حقوق الانسان»، مؤكدًا «كان هذا حديث الجميع، سيد يس وحجازي وفريدة النقاش وضياء رشوان وإقبال بركة وفاروق جويدة، وأنا وآخرون معذرة لو نسيت أحدهم».
وتابع «لم يسمح الوقت لكل الناس بالحديث، وإذا كان من حقي أن أتحدث عما قلت فهو لم يختلف وأخذت محمود محمد مثالا وانفعلت متسائلا كيف لدولة عمرها 7 آلاف سنة كما يقال تسعد بحبس شاب صغير من أجل تي شيرت مكتوب عليه وطن بلا تعذيب، ماذا كان يمكن أن يحدث لو كتب وطن كله تعذيب وحكيت قصته وكيف تعلم الرسم في السجن وكيف صارت الآن عظام قدمه تتآكل وقلت للرئيس كيف ندافع عن وطن يفعل هذا في أبنائه ونحن نسافر العالم فنري كل الحقائق بما فيها أعداد المحبوسين وحدثته عن عائلات كاملة محبوسة بلا اتهام لأكثر من عام وعامين، نحن عاجزين عن الدفاع عن وطننا بسبب هذه الاعتقالات، ولا يمكن أن نكذب على الناس في الخارج، لأنهم يعرفون كل شيء، لا بد من تعديل القوانين».
وتطرق إبراهيم في حديثه إلى أزمة جمعيات المجتمع المدني، قائلًا: «أما جمعيات حقوق الإنسان فهي مشهرة وفقا لقانون يسمح لها بالتمويل من الخارج، مثل المجلس القومي لحقوق الإنسان التابع للدولة بل الدولة نفسها عايشة على التمويل من الخارج، المهم كيف ينفق التمويل، إذا كان هناك خطأ في أوجه الإنفاق يمكن المحاسبة لأن كل شيء خاضع للشؤون الاجتماعية وهذه الجمعيات مظهر مهم من مظاهر المجتمع المدني لايمكن إرهابه وإغلاقه لأن حل مشكلة مصر في كل المجالات هو إطلاق يد المجتمع المدني وكلنا أيضا أجمعنا علي هذه النقطة».
وأضاف عبد المجيد، «لمن يسأل عن بقية المعتقلين، أقول إن حديثنا كان عن الجميع، وعن ظاهرة الاعتقال من الأساس، وأنا شخصيا لن أتوقف عن الكتابة والحديث في ذلك، المهم الآن أن محمود محمد لم يخرج، أعيد لسجن طرة حتي تمر الأربعة وعشرين ساعة التي من حق النيابة أن تعترض فيها، عرفت ذلك الآن، وتحدثت مع بعض من كانوا معنا وننتظر، وأتمني أن لا يحدث ما يعكر كل شيء، خاصة أنه خارج بكفالة».
والتقي ما يقرب من 25 كاتبًا ومثقفًا أمس، الثلاثاء، الرئيس عبد الفتاح السيسي، في حوار زادت مدته عن 3 ساعات، تناقش فيه السيسي مع المثقفين بشأن العديد من الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية وقضايا الحريات.
وعقب اللقاء بساعات، صدر قرار بالإفراج عن «معتقل التيشرت» مقابل كفالة قدرها 1000 جنيه، إلا أن النيابة العامة استأنفت على هذا القرار صباح اليوم، الأربعاء، ومن المنتظر أن يعرض محمود محمد على المحكمة من جديد للنظر في قرار استئناف النيابة.
