إثيوبيا والسودان.. توتر على الحدود وتصعيد دبلوماسي
تتزايد المخاوف الأمنية والاضطرابات على الحدود السودانية الإثيوبية، بعد مقتل أربعة من أفراد الجيش السوداني في كمين لميليشيات إثيوبية داخل الأراضي السودانية.
وفي رد فعل سوداني، تم إرسال تعزيزات عسكريةٍ إضافيةٍ من الجيش السوداني إلى الحدود مع إثيوبيا، وردت أديس أبابا باستدعاء السفير السوداني لديها للاحتجاج على هذه التحركات.
على الرغم من أن الحادثة الأخيرة لم تكن الأولى من نوعها، إذ ظلت منطقة الحدود السودانية الإثيوبية تشهد حوادث مشابهة طيلة السنوات الماضية، إلا أن هذه الحادثة تأتي في أعقاب التوترات والقتال الذي دار في إقليم تيجراي الإثيوبي في ظل اتهامات إثيوبية للسودان بأن الجماعات التي أشعلت التوتر في الإقليم انطلقت من السودان.
تفاصيل الأزمة
في السادسَ عشر من الشهر الحالي، أعلن الجيش السوداني تعرض قوة تابعةٍ له إلى كمين في منطقة أبو طيور الحدودية مع إثيوبيا شرق ولاية القضارف.
الجيش السوداني حمَّل القوات والميليشيات الإثيوبيةَ المسؤوليةَ عن نصب الكمين داخل الأراضي السودانية، مشيرا إلى وقوع خسائر في الأرواح والمعدات دون تحديد هذه الخسائر.
لكن الصحفَ السودانية تحدثت عن مقتل أربعةِ جنود وإصابة اثني عشر آخرين في الكمين اُلإثيوبي.
وعلى وقع ذلك الاعتداء، اتخذ الجيش السوداني عددا من الإجراءات لعل أبرزُها إعادةَ انتشار قواته على حدود إثيوبيا، بغرض حماية أراضيه من أي تهديد أو اختراق.
كما زار رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الحدود الشرقية لبلاده المتاخمة لإقليم تيجراي الإثيوبي المضطرب منذ فترة، وعقد اجتماعا مع القادة العسكريين هناك.
على الجانب الآخر، قللت إثيوبيا من شأن الاشتباكات على حدود السودان، وأكد رئيس وزرائها آبي أحمد أنه لا ينبغيَ أن تخربَ تلك الاشتباكات ما وصفها بـ”العلاقات التاريخية” بين البلدين.
إلا أن مصادرَ دبلوماسية سودانية، كشفت عن استدعاء مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، السفيرَ السوداني في أديس أبابا، من أجل تقديم احتجاج رسمي على قول مكتب آبي أحمد، إنه اعتداءٌ من الجيش السوداني على نظيره الإثيوبي، في المنطقة الحدودية بين البلدين.
مؤشرات حرب
أكد الباحث في شؤون القرن الإفريقي، مكي المغربي، أن الأزمة الأخيرة بين إثيوبيا والسودان ليس من مصلحة أحد التقليل منها.
وأضاف المغربي، أن العلاقات الإثيوبية السودانية في مرحلة حرجة، مؤكدا أن هناك الرأي العام السوداني يتوقع اندلاع حرب مع الجانب الإثيوبي.
وأكمل أن الرأي العام السوداني لا يفرق بين الجماعات المسلحة الإثيوبي والجيش الإثيوبي، لذلك يحشد الرأي العام السوداني الاتجاه للحرب وصد العدوان.
لا حرب
أكد الكاتب الصحفي من إثيوبيا، نور الدين عبدا، أن الجانب الإثيوبي يرى أن الاحتكاكات العسكرية التي تحدث الآن متكررة.
وأضاف أن الجيش السوداني كان متغيبا عند منطقة أبو طيور، التي تشهد الاحتكاكات مع المجموعات المسلحة الإثيوبية.
وأكمل أن الأوضاع الحالية لا تشير إلى الحرب، خاصة في ظل تشكيل لجنة إعادة ترسيم الحدود بين البلدين.
وأوضح أن الجانب الإثيوبي الرسمي لا يتجه إلى التصعيد رغم أن بعض الجهات تعمل على إشعال الوضع للاتجاه إلى الحرب بين البلدين.
