إجراءات دولية وإقليمية للحد من فيروس كورونا
يعاني العالم الآن في فيروس كورونا الذي بات يشكل مصدر قلق لدول العالم دون استثناء، مما حدى بالكثر من هذه الدول للقيام بعمل إجراءات احترازية لمكافحة الفيروس، عن طريق إلغاء أو تقييد أو تأجيل للعديد من الفعاليات الرياضية والفنية والاقتصادية والتعليمية وغيرها.
منظمة الصحة العالمية والتي تمثل الجهة الدولية المنوط بها الصحة العامة في العالم بدورها تقوم بالعديد من الأدوار على المستوى الدولي بالاشتراك مع الدول المصابة بالفيروس وتتخذ العديد من الإجراءات وتصدر بيانات تفصيلية بطرق الوقاية من الفيروس والحد من انتشاره.
من جانبها قالت الدكتورة داليا السمهوري مدير برنامج الطوارئ واللوائح الصحية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة، يحظى الفيروس منذ ظهوره باهتمام كبير من كل دول العالم ، لاسيما بعد انتشاره في الصين وإعلان منظمة الصحة العالمية أن الفيروس يشكل طارئة صحية تثير قلق دولي
وأوضحت أن هناك 15 دولة سجلت إصابات بالفيروس وعقد أكثر من اجتماع من قبل المنظمة ومتوقع ظهور حالات مختلفة في دول مختلفة، وتطالب المنظمة الدول أن تزيد من قدرتها واستعدادها حتى تسيطر على الفيروس ولا يتحول لوباء وتستطيع السيطرة عليه، غير أنه مازال هناك فرصة للسيطرة على الوباء قبل أن ينتشر بأعداد أكثر في دول أكثر .
وتابعت، في عام 2007 أصدرت منظمة الصحة العالمية لاوائح صحية دولية كان من محتواها أن تقوم الدول ببناء قدارتها تحسبا لمثل هذه الأمور ويوجد تعاون بين المنظمة وباقي الدول ، موضحة أن قدرات الدول مختلفة في التعامل مع الأمر حسب قدراتها وحسب الخطر المتواجد بها، وفي هذه الحالة يكون تعامل المنظمة مع هذه الدول بحيث يكون الدعم لها أكثر من الدول الأخرى.
وأشارت إلى أن هناك خطة إقليمية للتعامل مع الفيروس تتضمن عدد من المحاور تبدأ بقيام الدولة برصد الحالات ولديها قدرة مخبرية وفرق استجابة سريعة وشبكة تواصل بين القطاعات، وتم وضع المحاور ووضع خطط عمل محددة للتركيز على الدول التي بها الحالات ، وفي الوقت الحالي تتواصل المنظمة مع الدول التي تظهر بها الحالات ويتم إرسال وفود لها وفرق للسفر لتقوم بعمل تقييم سريع للوضع لتحديد الفجوات وكيفية علاجها، ونقوم بتوفير الدعم اللازم مع الدول المانحة وتحديد الأولويات .
وذكرت أن منظمة الصحة لم تسميه وباءا وتم الإعلان عن مسمى طارئ صحي يثير قلق دولي، وهذا في حد ذاته يؤكد أن هناك خطر محدق ولازم التعامل معه بشكل سريع، كما أن المنظمة لم تعد تطلق مسمى وباء ولم تستخدم الأسم منذ سنوات طويلة ، كما ان المسميات لا تغير من الأمر شئ الأهم هو الوضع العام .
قال مراسل الغد في لندن عمرو المنيري، “تضاعفت الحالات المصابة بكورونا في بريطانيا خلال 24 ساعة من 39 إلى 87 ويعني هذا ما أكد عليه كبير الأطباء في لندن من أنه من شبه المؤكد أن الفيروس سوف ينتشر بشكل وباء في بريطانيا في الأسابيع المقبلة”.
وأوضح أن هناك خطة للطوارئ ويتم تطبيق إجراءات صارمة وربما يتم اللجوء للجيش للنزول للقيام بحظر صحي، كما قررت الحكومة دفع الرواتب كاملة للمتغيبين عن العمل بسبب الإصابة كما تطالب المشتبه بإصابتهم عزل أنفسهم 14 يوما، وتقوم كذلك بحملات توعية وصحية حول كيفية الوقاية من الفيروس وغسل الأيدي أكثر من مرة في اليوم ولاسيما في الأماكن العامة .
وأكد مراسلنا في لندن عمر شاكر، أن هناك 29 إصابة بالفيروس وقعت لبريطانيين من خارج الدولة ويجري البحث عن كيفية إصابة أخرين، ويتم عمل متابعة لكل الأشخاص الذين خالطوا المصابين، ويجري وزير الصحة في مقر الحكومة اجتماعا للوقوف على آخر الإجراءات بخصوص الفيروس والحد من انتشاره.
ونشرت صحيفة تليجراف البريطانية تقريرا بشأن تأثير فيروس كورونا على القطاع العقاري في المملكة المتحدة مشيرة إلى تراجع اهتمام المستثمرين الصينيين بعقارات لندن بعد ظهور المرض.
وقررت بريطانيا إلغاء معرض لندن للكتاب بسبب مخاوف من انتشار فيروس كورونا وحذرت الحكومة الشركات أن ما يصل إلى 20% من عمالها قد يجبرون على التغيب لبعض الوقت إذا ما تعرضت المملكة المتحدة لتفشي كورونا على نحو واسع.
وأعلنت السلطات الإيطالية ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى 2263 شخصا والوفيات إلى 79 حالة، فيما قررت الحكومة إغلاق المدارس والجامعات في سائر أنحاء البلاد حتى منتصف الشهر لاحتواء انتشار الفيروس في أوروبا.
وحذر مسئول الصحة العالمية من أن مخزونات ومعدات الوقاية تتضائل بسرعة في ظل انتشار الفيروس في أكثر من بلد حول العالم وشددت على ضرورة تكاثف الجهود لاحتوائها.
وأعلنت إيران ارتفاع حصيلة الوفيات بفيروس كورونا إلى 92 حالة مع تسجيل نحو 590 إصابة جديدة منذ أمس الثلاثاء، هذا وتراجع معدل الإصابة بالفيروس في الصين لليوم الثالث بعد تسجيل 119إصابة فقط.