إجراء الانتخابات.. هل ينجح الليبيون في «المهمة الصعبة»؟
مهمة صعبة في انتظار الليبيين، ومن الضروري نجاحهم فيها، وهي إجراء الانتخابات في موعدها المقرر 24 ديسمبر المقبل، وهي المهمة التي تحظى بدعم كبير إقليميا ودوليا.
رئيس الوزراء الليبي، عبد الحميد الدبيبة، قال إنه يؤيد إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، وفقا لخطة سلام تدعمها الأمم المتحدة.
وأضاف الدبيبة، في انطلاق مؤتمر استقرار ليبيا اليوم الخميس، أنه من الممكن إنهاء الأزمة الطويلة، التي تعانيها البلاد منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الاطلسي وأطاحت بمعمر القذافي في عام 2011.
لكن بالرغم من أن مجلس النواب أصدر قانونا لإجراء الانتخابات الرئاسية في ذلك الموعد، فقد أصدر قانونا منفصلا يقول إن الانتخابات البرلمانية ستجرى في موعد لاحق، ورفضت مؤسسات سياسية أخرى في ليبيا مقترحات المجلس.
“عدم التدخل”
تعاني ليبيا من اضطرابات منذ الإطاحة بالقذافي، ولاقت المؤسسات السياسية المختلفة تشكيكا متكررا في شرعيتها منذ ذلك الحين.
وقد يدفع أي تحرك لإجراء انتخابات بدون قبول واسع من المؤسسات السياسية الرئيسية المتنافسة إلى رفض التصويت، وهو ما قد يؤدي إلى انقسام جديد مصحوب بأعمال عنف.
كما يتعين توحيد القوات المسلحة الممزقة، المقسمة بين جماعات تتبع تحالفين واسعين في الشرق والغرب، بالإضافة إلى حل مسألة دور القوى الأجنبية والمرتزقة في البلاد.
وقالت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، “لا مناص من الاحترام المتبادل لسيادة دولنا والالتزام بمبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين بل واتخاذ إجراءات رادعة ضد كل من يمس سيادة الآخرين”، في إشارة إلى القوات الأجنبية المنتشرة في البلاد.
ويُنظر لدور الدول الأجنبية الرئيسية على أنه ضروري للسيطرة على أي أطراف رئيسية قد تسعى لتخريب العملية إذا ظنت أن مصالحها مهددة.
لكن المجتمع الدولي منقسم حيال الصراع الليبي إذ دعمت قوى إقليمية أطرافا مختلفة قبل أحدث مسعى نحو السلام.
وقالت روزماري ديكارلو، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، إن الانتخابات يجب أن تمهد الطريق لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية وإنه يجب أن تغادر جميع القوات الأجنبية البلاد.
خروج المرتزقة
وأوضح أنه أن مصر عملت ولا تزال على إيجاد أرضية مشتركة بين كافة الأشقاء الليبيين بهدف مساعدتهم على التوصل إلى رؤية تنفيذية وطنية متكاملة.
وبدأت فعاليات المؤتمر الدولي لدعم مبادرة استقرار ليبيا في العاصمة الليبية طرابلس بمشاركة دولية واسعة، اليوم الخميس.
ويشارك في المؤتمر، كل من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، والدول المشاركة في مؤتمري برلين 1 و2، ودول الجوار، ودول عربية، فضلاً عن ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية.
ويسعى المؤتمر لحشد الدعم اللازم للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، لتمكينها من أداء دورها بشكل إيجابي وبصورة شفافة، فضلاً عن دعم العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، بما في ذلك عمل المفوضية العليا للمصالحة الوطنية.