«أخوة إيطاليا» يفجرون قلق ومخاوف أوروبا من توابع «زلزال سياسي»

تتحسب الدوائر السياسية في الغرب، لدلالات ومؤشرات نتائج الانتخابات البرلمانية في إيطاليا، والتي أظهرت نتائجها المؤقتة فوز تحالف يميني بزعامة حزب أخوة إيطاليا الذي تقوده جورجيا ميلوني بنحو 43 في المئة من الأصوات وأنه في طريقه للحصول على أغلبية واضحة في البرلمان، ليشكل فوز اليمين بالانتخابات الإيطالية، وهي ثالث أكبر اقتصاد في القارة، رسالة تحذير لأوروبا، في الوقت الذي تتصاعد فيه تبعات الحرب الروسية الأوكرانية.

وأعلنت جورجيا ميلوني التي حل حزبها «أخوة إيطاليا» أو «فراتيلي ديتاليا» أولا في الانتخابات التشريعية، أمس الأحد، أنها ستقود الحكومة المقبلة، لتصبح أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في تاريخ البلاد..

ومن المقرر أن تبدأ ميلوني، بتشكيل حكومة ائتلافية، تقود البلاد، ويغلب عليها الساسة اليمينيون، بحيث تكون أكثر حكومة متطرفة في تاريخ البلاد، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي يثير قلقا داخل قارة اوروبا، مما وصفته الدوائر السياسية في برلين ولندن بـ «الزلزال السياسي في إيطاليا» والذي سوف تمتد  توابعه السياسية إلى الدول الأوروبية..وبحسب تحذيرات الدوائر الغربية:

  • إذا ما تأكدت هذه النتائج، فإن حزب «فراتيلي ديتاليا » وحزب «الرابطة» سيكونان قد حصلا معا على أعلى نسبة من الأصوات التي سجلتها أحزاب اليمين المتطرف على الإطلاق في تاريخ أوروبا الغربية منذ عام 1945 إلى اليوم، بحسب المركز الإيطالي للدراسات الانتخابية.
  • وسيشكل ذلك زلزالًا حقيقيًّا في إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة لأوروبا وثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو، إنما كذلك في الاتحاد الأوروبي الذي سيضطر إلى التعامل مع «جورجيا ميلوني» السياسيّة المقربة من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
  • ومن أبرز توجهات رئيس الوزراء المجري، التي تتفق معها «جوروجيا ميلوني» أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى استراتيجية جديدة بشأن الحرب في أوكرانيا لأن العقوبات المفروضة على موسكو لم تنجح،  وأن السياسات الحالية تهدد كل القارة الأوروبية بدخول حالة من الركود الاقتصادي، واعتبر أن الاستراتيجية الغربية بشأن أوكرانيا قد بُنيت على أربع ركائز، أولاها أن أوكرانيا يمكنها الفوز في حرب ضد روسيا بأسلحة الناتو، وثانيتها أن العقوبات ستضعف روسيا وتزعزع قيادتها، وثالثتها أن العقوبات ستضر بروسيا أكثر من أوروبا، ورابعتها أن العالم سيتحد في دعم أوروبا.

  • وهو يرى ـ بنفس رؤية إخوان إيطاليا ـ أن هذه الاستراتيجية فشلت مع انهيار الحكومات في أوروبا «مثل أحجار الدومينو» وارتفاع أسعار الطاقة، داعياً إلى وضع استراتيجية جديدة ومؤكدا أنه من الواضح تمام أنه لا يمكن كسب الحرب بهذه الطريقة، لأن الجيش الروسي يتمتع بأفضلية من حيث القوة، ولا توجد فرصة لإجراء محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا «لأن روسيا تريد ضمانات أمنية. ولا يمكن إنهاء هذه الحرب إلا بمحادثات سلام بين روسيا وأمريكا»

انتهى العيد.. إيطاليا ستدافع عن مصالحها فقط

وفي هذا السياق، أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، إلى أن لدى الاتحاد الأوروبي «أدوات» لمعاقبة الدول الأعضاء التي تنتهك سيادة القانون وقيمه المشتركة.

وقي المقابل.. كتبت «ميلوني» على تويتر «في أوروبا، قلقون جميعا لرؤية ميلوني في الحكومة، انتهى العيد.. ستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها القومية». وقالت لأنصارها «اليوم، يمكنكم المساهمة في كتابة التاريخ».

وأضافت «ميلوني»، التي كانت معجبة بموسوليني، والتي ترفع شعار «الله.. الوطن.. العائلة»، وجعلت من حزبها مقبولًا كقوة سياسية «لقد أرسل الإيطاليون رسالة واضحة لصالح تشكيل حكومة يمينية بقيادة «أخوة إيطاليا».

الهوية التي لا تستطيع الهروب منها

واللافت أن جورجيا ميلوني ترفض بشكل قطعي أن تُنعت بالفاشية.. وأصرت على أن الفاشية هي أيديولوجيا من الماضي ولم تعد صالحة في هذا العصر.. ولكن الدوائر السياسية في روما، تؤكد أن الماضي والتاريخ جزء من المشكلة في بلد لم يحذُ حذو ألمانيا في عملية التطهير من النازية بعد الحرب، مما سمح للأحزاب الفاشية بإعادة التشكيل.

ويذكر أن حزب أخوة إيطاليا تأسس في عام 2012، ولدى الحزب جذور سياسية في الحركة الاجتماعية الإيطالية (MSI)) التي نشأت على أنقاض فاشية موسوليني. وشعار الحزب مماثل لشعار أحزاب اليمين المتطرف في فترة ما بعد الحرب: «اللهب ثلاثي الألوان»، الذي يُنظر إليه غالبا على أنه النار المشتعلة في قبر موسوليني.

  • وفي تحليله للواقع السياسي وتوجه حزب «أخوة إيطاليا».. يقول جيانلوكا باساريلي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سابينزا في روما: لا تريد جورجيا ميلوني إسقاط الرمز لأنها الهوية التي لا تستطيع الهروب منها؛ إنها تمثل شبابها، وحزبها ليس فاشياً.. الفاشية تعني الاستئثار بالسلطة وتدمير النظام، وهي لن تفعل ذلك وليس بمقدورها فعل ذلك. لكن هناك أجنحة في الحزب مرتبطة بالحركة الفاشية الجديدة، وجورجيا بطريقة أو بأخرى كانت دائما في الوسط.

الجذور الفاشية لرئيسة حزب «أخوة إيطاليا»

إن مرحلة شباب جورجيا متجذرة في اليمين المتطرف، ضمن البدايات المتواضعة: الأمر الذي يشكل صورتها باعتبارها امرأة تنتمي للشعب وتمثله.

  • ولدت في روما، وكانت تبلغ من العمر عاما واحدا فقط عندما غادر والدها فرانشيسكو العائلة وانتقل إلى جزر الكناري. كان فرانشيسكو يساريا، أما والدتها آنا فقد كانت يمينية الهوى، مما أثار التكهنات بأن مسارها السياسي كان مدفوعا جزئيا بالرغبة في الانتقام من والدها الغائب.

وانتقلت العائلة إلى غارباتيللا، لتصبح جورجيا قريبة من جديها. وحين كانت تبلغ من العمر 15 عاما، انضمت إلى جبهة الشباب، وهو جناح اليافعين في الحركة الاجتماعية الإيطالية MSI الفاشية الجديدة، وأصبحت فيما بعد رئيسة الفرع الطلابي لخليفة الحركة «التحالف الوطني».

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]