إدلب تحت الحصار.. خروقات في الهدنة ومحاولات تركية لاستعادة السيطرة
لم يمر سوى 48 ساعة على دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو وأنقرة في محافظة إدلب السورية، حيز التنفيذ، وبدأت عمليات الخرق من الجانب التركي الذي قام بتسيير العشرات من الآليات التركية عبر معبر كفرلوسين متجهة إلي إدلب في محاولة لاستعادة سيطرته على الأرض.
هدنة «هشة»
وتأتي الهدنة التي أعلنها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان إثر لقاء طويل جمعهما في الكرملين، في محاولة لوضع حد لهجوم تتعرض له المنطقة منذ مطلع ديسمبر، دفع بنحو مليون شخص إلى الفرار، في أكبر موجة نزوح منذ بدء النزاع قبل تسعة أعوام، إلا أنها لم تنجح في وقف عمليات العنف المستمرة، بحسب الخبير العسكري العميد أحمد رحال في لقاء عبر «الغد».
وأضاف: « لم يتم وقف إطلاق النار فعليا، والصواريخ ما زالت تقصف والخروقات لا تزال مستمرة، في ريف حلب الغربي، وغيرها، وحتى الطيران الروسي، يقوم بعمليات الاستطلاع وهذا يعد خرقا أيضا».
وتوقع الخبير العسكري أن تفشل الهدنة في التهدئة، في ظل التصعيد التركي، والغضب الذي يسود فصائل المعارضة.
مناورة تركية
وتسعى أنقرة للتأكيد على نجاح الهدنة التي تم توقيعها، إذ أفاد مراسلنا من إسطنبول، بأن الجانب الرسمي التركي أكد عدم وجود انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.
وأضاف أنه من المقرر أن يزور وفد روسي تركيا، الإثنين المقبل، لبحث الأوضاع الميدانية للوصول إلى صيغة توافقية بين الجانبين بشأن إدلب.
روسيا تعترف بخرق الهدنة
وأفادت مراسلتنا من دمشق بأن طريق دمشق حلب الدولي بدأ بتسيير حافلات إلى المحافظات السورية، مرورًا بمدينة سراقب التي حررها الجيش السوري خلال الأيام الماضية.
وأشارت مراسلتنا إلى أن مركز التنسيق التابع لوزارة الدفاع الروسية أفاد بوقوع 6 خروقات تم من خلالها الاعتداء على الأحياء السكنية، لافتة إلى أن مرور العشرات من الآليات التركية عبر معبر كفرلوسين متجهة إلي إدلب، يأتي في إطار استعادة جيش النظام التركي أنفاسه وإعادة موضع قواته على الأرض مجددًا.
رتل عسكري إلى إدلب
يأتي ذلك في الوقت الذي رصد فيه، المرصد السوري لحقوق الإنسان دخول رتل عسكري جديد تابع للقوات التركية نحو الأراضي السورية، حيث دخلت عشرات الآليات التركية بعد ظهر اليوم السبت، عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال إدلب.
واتجهت الآليات نحو المواقع التركية في إدلب، وبذلك، يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة “خفض التصعيد” خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير/شباط الجاري وحتى الآن، إلى أكثر من 3480 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية.
وتحمل الأرتال دبابات وناقلات جند ومدرعات و”كبائن حراسة” متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 8350 جندي تركي.
