تتصاعد المواجهات العسكرية في محافظة إدلب السورية، بين الجيش السوري، المدعوم من روسيا، والقوات التركية وعناصرها المسلحة، كما تضيق الخيارات السياسية على حلول قد لا تأتي على ما يهوى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأكدت الخارجية السورية، أن دمشق لن تسمح للدول الغربية ووكلائها بإطالة أمد سيطرة الإرهابيين في سوريا.
من جانبه رد الجيش التركي على مقتل العشرات في صفوفه باستهداف مواقع للجيش السوري في إدلب.
مفترق طرق
قالت مستشارة المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، إيلينا سوبونينا، إن الخلاف الروسي التركي حول إدلب سيزداد في الأيام القادمة، حيث حدث ما نخشاه، وأصبحنا في مفترق طرق بسبب المعارك في إدلب.
وأشارت إيلينا سوبونينا، إلى احتمالية جهود جديدة يمكنها تخفيف التوتر في إدلب، بعد اتصال هاتفي جرى اليوم الجمعة بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
صدام قريب
بينما يرى مدير معهد اسطنبول للفكر، بكير أناجان، أن الجيش السوري المدعوم من روسيا وجه ضربات ضد القوات التركية بعدما سحبت أنقرة الأسلحة الثقيلة، تحت تخطيط وتنفيذ وخبرة روسيا.
وأكد المحلل السياسي، أن جميع الاتفاقيات المستقبلية التي ستبرم غدا أو بعد غدٍ، لن تأتي بحلول في الحرب المندلعة في سوريا ، أو وقف لإطلاق النار، مشيرا إلى صدام قريب بين موسكو وأنقرة على أرض سوريا.
وقال الباحث والكاتب المتخصص بالشأن التركي، إن أنقرة تبحث عن من يساعدها في حربها في إدلب، سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو حلف شمال الأطلسي.
بينما يرى مستشار التحرير في صحيفة الإندبندنت البريطانية، أحمد أبو دوح، أن تلويح أنقرة بالسماح للمهاجرين السوريين التدفق والخروج نحو أوروبا هي ورقة للضغط على روسيا.
وفي السياق ذاته، ناقش أردوغان، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، التطورات في منطقة إدلب السورية، حيث قُتل 33 جنديا تركيا في هجوم للقوات السورية المدعومة من روسيا.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الجمعة، إلى وقف فوري لإطلاق النار في شمال غرب سوريا “قبل أن يخرج الوضع بالكامل عن السيطرة”.
وبعد مقتل عشرات الجنود الأتراك في ضربة جوية، وصف جوتيريش التصعيد بأنه “إحدى أكثر اللحظات المثيرة للقلق” في الحرب.
وبلغت حصيلة قتلى الجيش التركي إثر الغارات الجوية الخميس على محافظة إدلب شمال غرب سوريا والتي نسبتها أنقرة إلى دمشق، 33 جنديا على الأقل، فيما جرح العشرات.
لكن موسكو، حليفة النظام السوري، حملت أنقرة المسؤولية مشيرة إلى أن الجنود كانوا ضمن “مجموعات إرهابية”، فيما عبرت المجموعة الدولية عن مخاوف من “تصعيد خطير” بالمنطقة.
