كورونا عدو جديد في ساحة الحرب بإدلب

تصاعدت مطالب أقليمية ودولية، بضرورة وقف إطلاق النار في مدينة إدلب خاصه، وجميع أنحاء سوريا، حتى تنجح “الجهود الشاملة” في القضاء على فيروس كورونا ومنعه من النيل من السكان المحاصرين، وذلك بحسب الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ، مساء الثلاثاء.

وأضافتا أن السجناء وملايين النازحين، ولا سيما أولئك في إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب البلاد، مهددون بشكل خاص بعد حرب امتدت لتسع سنوات.

وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسن إن السوريين “معرضون بشدة (للإصابة) بكوفيد-19 (فيروس كورونا)”، ودعا إلى “الإفراج على نطاق واسع عن المحتجزين والأسرى” لأسباب إنسانية.

كورونا والحل السياسي في إدلب

قال الكاتب والمحلل السياسي، فراس رضوان أوغلو، في تصريحات لـ”الغد”، أن الحل السياسي في أدلب ، قد يتأخر في الفترة المقبلة، لإنشغال العالم بأزمة كورونا

وأوضح “أوغلو”، أنه بعد أن أخذت القوات السورية مناطق حول طريق “ام 4″، ونزوح السكان إلى الشمال الغربي، فضلا عن عدم وجود ثقة من جانبهم في من يحمل السلاح في التواجد الروسي، لما يعتبرونه سببا في إخراجهم من مدنهم، في حين أن تركيا حتى الآن، لا تستطيع إيجاد حل ، وهذا كله مرتبط بامكانية الحل السياسي.

الموقف السوري والروسي

أكد المحلل السياسي أندريه أنتيكوف على فشل إرسال الدوريات المشتركة الروسية التركية للمرة الثانية خلال الفترة الأخيرة، في الوقت الذي كنا نتوقع فيه أن نجاح  الإرسال، موضحا أنه حتى في حالة أتمام إرسال الدوريات، لن يفتح الباب للحل السياسي على مصرعيه.

وأشار “انتيكوف” إلى أن المسؤولية الأكبر تقع على الجانب التركي للتعامل مع هذه التحديات، وكل المؤشرات تلفت إلى رغبة تركيا في التعامل مع روسيا لإنهاء هذا الخلاف.

تداعيات سلبية على أنقرة

لفت المحلل السياسي أندريه أنتيكوف إلى أن تعطيل الاتفاقيات بين روسيا وتركيا أدى إلى زيادة التصعيد العسكري في الوقت الذي يستعيد فيه الجيش السوري السيطرة من من إلى أخرى، وستلجأ موسكو ودمشق الى السيناريو العسكري في حالة تعطيل تلك اتفاقيات سوتشي او استانا وموسكو.

وتابع:”روسيا وسوريا يتمسكان بضرورة عودة إدلب إلى سلطة دمشق والقضاء على الجماعات المسلحة، وأنقرة تدرك ذلك تماما، وتعلم أن تعطيل الاتفاقيات سيؤدي إلى تداعيات سلبية على أنقرة”.

الوضع الإنساني

دعا فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى وقف إطلاق النار في إدلب.

وقال في مقابلة أجرتها مع رويترز “لأنه إلى حد ما لا يمكننا خوض معركتين في نفس الوقت… لا يمكننا تكريس الوقت والجهد لما تتطلبه الاستجابة للوباء وفي نفس الوقت تلبية الاحتياجات الطارئة للنازحين في الآونة الأخيرة أو المعوزين”.

وكشف كاربوني أن اللجنة الدولية التي تتخذ من سويسرا مقرا لها طلبت من السلطات السورية السماح لها بالمساعدة في إجراءات الوقاية من العدوى وتوفير مستلزمات النظافة في تسعة سجون مركزية.

وقال “نأمل الآن أن ترد السلطات بالموافقة قريبا جدا على اقتراحنا… نعتقد أن الأشخاص المحتجزين والنازحين هم أكثر عرضة للخطر من عامة السكان”.

واللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تنفذ في سوريا أكبر عملياتها الإنسانية على مستوى العالم، هي الوكالة الوحيدة المسموح لها بدخول مراكز الاحتجاز. ويقدر بعض الخبراء أن عدد المحتجزين بلغ 130 ألفا.

وقد أعلنت الحكومة السورية يوم الأحد أول إصابة في البلاد بعد أن أشارت تقارير غير مؤكدة إلى اكتشاف الفيروس والتعتيم على ذلك، وهو ما نفاه المسؤولون.

وقال بيدرسن “دُمرت مرافق الرعاية الصحية أو تدهورت. هناك نقص في المعدات الطبية الرئيسية والمهنيين في مجال الصحة”.

وقال كاربوني إن مسؤولي الصحة السوريين يقولون إن عدد الحالات محدود للغاية. لكنه أضاف أن من الضروري اتخاذ إجراءات سريعة لوقف انتشار المرض، بما في ذلك توفير المياه النظيفة.

وقال “حتى لو كانت هناك خمس أو عشر حالات ، فإن عملنا سيظل التركيز على التأكد من وصول المياه إلى الناس لأنه بدون ماء لا يمكنك غسل يديك”.

وأضاف أنه في الحسكة، أكبر مدينة في شمال شرق سوريا، توقفت محطة ضخ لتزويد 800 ألف شخص بالمياه منذ ثلاثة أيام وتحتاج إلى إصلاح.

وقال إن التركيز في جميع أنحاء سوريا يجب أن ينصب على الوقاية. وأضاف “لأنه عندما تكون لديهم حالات ويخرج الأمر عن السيطرة سيكون من الصعب للغاية معالجتها كما نرى في العديد من الدول الغربية التي لديها أنظمة صحية أكثر تطورا”.

كما أشار كاربوني إلى الصعوبات التي تواجه تطبيق إرشادات الصحة العامة لاحتواء انتشار فيروس كورونا. وقال كاربوني “إن طريقة معالجة الوباء هي البقاء في المنزل”.