إرادة الأسير زهران تنتصر على إدارة سجون الاحتلال

يعد يوم السابع عشر من أبريل/ نيسان، من كل عام (يوما عربيا  للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين)، وقد أقر المجلس الوطني الفلسطيني- باعتباره السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية – في  العام 1974، خلال دورته العادية، هذا اليوم، يومًا لنصرة الأسرى والمعتقلين ووفاءً لتضحياتهم وتكريمًا لدماء من سقطوا شهداء خلف القضبان.

وفي شهر مارس/ آذار من العام 2008، أقرت القمة العربية التي عُقدت في دمشق اعتماد السابع عشر من أبريل/ نيسان من كل عام يومًا عربيًّا يجري إحياؤه في جميع الدول العربية تضامنًا مع المعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

الاعتقال الإداري

وتنفذ دولة الاحتلال ممارسات «الاعتقال الإداري» الذي يعتبر أسوأ وسيلة عنف وعقاب، وأحد موروثات الانتداب البريطاني، إذ تتمكن إسرائيل من خلاله من الزج بالفلسطينيين داخل السجون لمدد قد تصل إلى خمس سنوات، على فترات متتالية تتراوح من 3 إلى 6 أشهر قابلة للتجديد، بقرار من المحكمة العسكرية في سجن عوفر من دون أي تهمة معلنة، تحت مسمى الملف السري، ومستعينة بمبررات مبهمة وغامضة، كـ «خطر على أمن المنطقة» أو «خطر على الجمهور»، وبذلك لا يستطيع الأسير أو حتى المحامي معرفة أسباب الاعتقال ودوافعه.

أشارت معطيات صادرة عن نادي الأسير الفلسطيني إلى أن قرابة 12 ألف قرار بالاعتقال الإداري صدرت عن محاكم إسرائيلية خلال السنوات التسع الماضية، وأن 80% من الأسرى الإداريين هم من الأسرى المحررين الذين تعرضوا للاعتقال سابقًا.

إضراب الأسرى عن الطعام

بعد توالي الاعتقالات الإدارية، وخصوصًا سنة 2012، قرر خضر عدنان موسى، الأسير المحرر الذي مكث زهاء ثماني سنوات خلف القضبان، والخباز الحاصل على درجة ماجستير في الاقتصاد من جامعة بيرزيت، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي المنحدر من قرية عرابة جنوبي غربي جنين، ووالد الأطفال التسعة، أن يضع حدًا لذلك السيف المسلط على رقبته ورقاب كثيرين من الفلسطينيين، ولا سيما الأسرى المحررين، فخاض إضرابًا فرديًّا عن الطعام استمر 65 يومًا ثم انتهى بتحقيق مطلب الإفراج عنه بتاريخ 17 إبربيل/ نيسان، وبذلك شق خضر عدنان بإضرابه هذا السبيل نحو الحرية.

وكان عدنان قد خاض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام أثناء اعتقاله سنة 2004 لمدة 28 يومًا احتجاجًا على سجنه في العزل الانفرادي، تكلل بالنجاح، إذ استجابت إدارة السجون لمطالبه ونقلته إلى أقسام السجون العادية مع بقية الأسرى.

الأسير الشهيد وليد دقة

أعلنت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في أحدث بيان، الأحد الماضي، استشهاد الأسير وليد نمر دقة (62 عامًا)، وكان الوضع الصحي لدقة قد تدهور بنحو ملحوظ، بحسب الأخبار التي كانت تعلنها عائلة الأسير والجهات المعنية بالأسرى، منذ مارس/ آذار، من العام الماضي، بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد، وقصور كلوي، بالإضافة إلى إصابته بسرطان التليف النقوي، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم. وجرّاء ذلك، أُطلقت حملة عالمية للإفراج عنه، لكنها لم تنجح، واستشهد دقة عن عمر 62 عامًا، قضى منها 38 عامًا أسيرًا في سجون الاحتلال.

فلسطين أكبرسجن مفتوح في العالم

و«يوم الأسير» شاهد على حقيقة كبرى وهي أن «فلسطين المحتلة» أكبر سجن مفتوح في العالم، يضم الصفة الغربية وقطاع غزة:

• وكتبت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، بتاريخ 12 يوليو/ تموز 2018: غزة من أكبر سجن إلى أكبر زنزانة بالعالم.. وقالت «هآرتس»، إن الإجراءات العقابية التي طبقتها الحكومة ضد قطاع غزة حولت القطاع من السجن الأكبر إلى الزنزانة الانفرادية الأكبر في العالم.
• وكتبت صحيفة «الغارديان» البريطانية، في 8 يناير/ كانون الثاني 2019: إن إسرائيل حولت غزة إلى «أكبر سجن في العالم».
• وكتبت صحيفة «لوموند» الفرنسيية، في 19 يونيو/ حزيران 2022: غزة أكبر سجن مفتوح في العالم.

فلسطين المحتلة (أكبر سجن على وجه الأرض)، بحسب ما كشف عنه المؤرخ والأكاديمي الإسرائيلي، إيلان بابيه، في كتاب يحمل نفس العنوان:    «The Biggest  Prison On Earth : A History OF The Occupied Territories»  ويطلق الكتاب «بيروقراطية الشر»، على الوحشية الممنهجة للاحتلال الإسرائيلي: حواجز الجيش على الطرقات، والاعتقالات الجماعية، وتفتيش المنازل، ونقل السكان قسريا، وزرع المستوطنين، والجدار العنصري.

وكشف إيلان بابيه عن «خطط الكيان الإسرائيلي منذ وقت مبكر لتحويل الضفة الغربية إلى أكبر سجن على وجه الأرض وأنشأ المراسيم الخاصة باحتلال الضفة وحكم أكثر من مليون فلسطيني آنذاك في وقت مبكر من العام 1963، أي قبل حرب 1967 التي أدت إلى احتلال الضفة بأربع سنوات، وقد جرى التخطيط لهذه العملية التي أطلق عليها اسم (الغرانيت) على مدى شهر في الجامعة العبرية، وشارك في المناقشات عدد كبير من مسؤولين عسكريين من الجيش وكذلك مسؤولين وخبراء في القانون، وعناصر من وزارة الداخلية، ومن القسم العربي الذي كان معنيا آنذاك بتطبيق الحكم العسكري على الفلسطينيين في الداخل».

وفي نهاية الكتاب، يقول المؤرخ والأكاديمي الإسرائيلي: «يتقدم عمر السجن الأعظم في التاريخ (فلسطين المحتلة)، ولا يزال الجيل الثالث من السجناء ينتظرون من العالم أن يعترف بمعاناتهم ويدرك ما هم فيه من اضطهاد مستمر.. وأن الحصانة التي تلقتها إسرائيل  ـ على مدى نصف قرن ـ  تشجع الآخرين (من أنظمة ومعارضين على حد سواء) على الاعتقاد بأن حقوق الإنسان والحقوق المدنية في الشرق الأوسط لا قيمة لها».

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاهد| البث المباشر لقناة الغد

يُحيي الفلسطينيون في الوطن والشتات يوم الأسير الفلسطيني في الـ17 من أبريل/ نيسان من كل عام. فيما أكدت مؤسسات الأسرى أن عدد المعتقلين في السجون الإسرائيلية بلغ أكثر من 9500 معتقل. وفي النقاط التالية أبرز 5 معلومات ذات صلة بهذه المناسبة:

يوم الأسير 

واختير هذا التاريخ، للاحتفال بيوم الأسير، كونه شهد إطلاق سراح أول أسير فلسطيني «محمود بكر حجازي» في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.

وأقرت القمة العربية العشرين أواخر مارس/ آذار من عام 2008، في العاصمة السورية دمشق، اعتماد هذا اليوم من كل عام للاحتفاء به في الدول العربية كافة، تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية وفق المصدر ذاته.

عشية يوم الأسير.. 9500 معتقل فلسطيني بسجون الاحتلال بينهم 220 طفل

9500 معتقل

أعلنت مؤسسات الأسرى، أن عدد المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بلغ أكثر من 9500 معتقل، منهم 80 معتقلة، وأكثر من 200 طفل موزعين على سجون (مجدو، وعوفر، والدامون)، وهذا لا يشمل كافة معتقلي غزة الذين يخضعون لجريمة (الإخفاء القسري).

ولفتت مؤسسات الأسرى في ورقة حقائق استعرضتها حول واقع المعتقلين منذ أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى أن عدد «المعتقلين الإداريين» ارتفع إلى أكثر من 3660 معتقلا حتى بداية أبريل/ نيسان، من بينهم 22 من النساء، وأكثر من 40 طفلا. فضلا عن ازدياد أعداد المعتقلين المرضى، كما يبلغ عدد المعتقلين الذين صنفهم الاحتلال بالمقاتلين غير الشرعيين إلى 849، وعدد الصحفيين المعتقلين إلى 56 صحفيا، منهم 45 اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وما زالوا رهن الاعتقال، من بينهم 4 صحفيات.

وأشارت إلى أن عدد المعتقلين القدامى بلغ بعد استشهاد المعتقل وليد دقة 21 معتقلا، أقدمهم المعتقل محمد الطوس من بلدة الجبعة بمحافظة بيت لحم، والمعتقل منذ عام 1985. كما يبلغ عدد الذين يقضون أحكاما بالسجن المؤبد نحو 600 معتقل، أعلاهم حكما المعتقل عبد الله البرغوثي المحكوم بالسجن 67 مؤبدا، يليه إبراهيم حامد 54 مؤبدا.

الحركة الأسيرة

وحول شهداء الحركة الأسيرة، أشارت المؤسسات إلى أن العدد ارتفع إلى 252 شهيدا منذ عام 1967، وذلك بعد أن ارتقى داخل سجون الاحتلال 16 معتقلا، وهذا لا يشمل كافة شهداء الحركة الأسيرة بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، مع استمرار إخفاء هويات غالبية شهداء معتقلي غزة الذين ارتقوا في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، فيما يبلغ عدد الشهداء المعتقلين المحتجزة جثامينهم 27 شهيدًا، أقدمهم الشهيد أنيس دولة المحتجز جثمانه منذ عام 1980.

السابع من أكتوبر

بلغت حصيلة حملات الاعتقال أكثر من 8270 فلسطينيا في الضّفة بما فيها القدس، بينهم 275 من النساء، و520 طفلا.

كما اعتقلت سلطات الاحتلال، 66 صحفيًّا بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تبقى منهم رهن الاعتقال 45، جرى تحويل 23 منهم إلى الاعتقال الإداريّ.

وبلغت أوامر الاعتقال الإداري بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول أكثر من 5168، ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحقّ أطفال ونساء.

جرائم وانتهاكات

يرافق حملات الاعتقالات المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول حتى اليوم، جرائم وانتهاكات متصاعدة، منها: عمليات تنكيل واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التّخريب والتّدمير الواسعة في منازل المواطنين، ومصادرة المركبات، والأموال، ومصاغ الذهب، إلى جانب عمليات التدمير الواسعة التي طالت البُنى التحتية تحديدًا في مخيمات طولكرم، وجنين ومخيمها.

إلى جانب حملات الاعتقال، فإنّ قوات الاحتلال نفّذت إعدامات ميدانية، منهم أفراد من عائلات المعتقلين، كما وصعّدت من عمليات التحقيق الميداني التي طالت المئات.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، فإن هذه المعطيات لا تشمل أي معطى عن أعداد حالات الاعتقال من غزة، لكون الاحتلال يرفض حتى اليوم الإفصاح عنها.

_____________

شاهد| البث المباشر لقناة الغد

قالت مؤسسات حقوقية فلسطينية، اليوم الثلاثاء، إن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية يبلغ 9500 معتقل بينهم 80 امرأة و200 طفل تقل أعمارهم عن 18 عاما.

وأضافت في بيان مشترك عشية إحياء الفلسطينيين ليوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف 17 أبريل/ نيسان من كل عام أن إسرائيل اعتقلت منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي «8270 منهم 275 من النساء و520 من الأطفال و 66 صحفيا».

وأوضحت المؤسسات في بيانها أن هذه الأرقام «تشمل من اعتُقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله ومن أُفرج عنه لاحقا، أي أنها تشمل كل من تعرض لعملية اعتقال سواء بشكل منظم من المنازل وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط ومن احتجزوا كرهائن».

وقالت «إن هذه المعطيات لا تشمل حالات الاعتقال التي نفّذها الاحتلال في غزة والتي طالت الآلاف علما بأن معتقلي غزة ما زالوا رهن الاختفاء القسري».

وذكرت المؤسسات في بيانها أن «هناك ارتفاعا بوتيرة غير مسبوقة تاريخيا في عدد المعتقلين إداريا».

وأضافت المؤسسات في بيانها أن عدد المعتقلين إداريا بلغ أكثر من «3660 معتقلا إداريا حتى بداية أبريل/نيسان من بينهم 22 من النساء وأكثر من 40 طفلا».

وقالت في بيانها المشترك إن «غالبية المعتقلين الإداريين هم أسرى سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى فئات أخرى شملت طلبة مدارس وجامعات وصحفيين وحقوقيين ومحامين ومهندسين وأطباء وأكاديميين ونوابا ونشطاء وعمالا وأقارب من الدرجة الأولى لشهداء وأسرى في سجون الاحتلال، منهم شقيقات شهداء وزوجات أسرى».

وتستخدم إسرائيل قانونا بريطانيا قديما يتيح لها اعتقال الفلسطينيين دون محاكمة لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر وستة تكون قابلة للتجديد بدعوى وجود ملف أمني سري للمعتقل.

واستعرض البيان، الذي لم يصدر عليه بعد تعقيب من الجهات الاسرائيلية ذات الصلة، أوضاع المعتقلين الصحية وظروف حياتهم في السجون الإسرائيلية مشيرا إلى أن منهم «المئات من المرضي والجرحى».

وشارك في إصدار هذا البيان كل من نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان ومركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية.

________

شاهد | البث المباشر لقناة الغد