إرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا.. هل يغيّر مسار الحرب؟
بينما تزيد موسكو من ضرباتها على الأراضي الأوكرانية وتتعالى نداءاتُ الرئيس الأوكراني للمطالبة بالمزيد من المساعدات العسكرية لبلاده، تتزايد الضغوطُ الغربية على ألمانيا للموافقة على تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد- 2.
السبب اللوجستي الأهم لتفضيل ليوبارد-2 يعود إلى أن الجيوش الأوروبية تمتلك نحو 2500 منها، وتقول كييف إنها تحتاج الى 500 فقط لكي تتمكن من شن هجمات تستعيد بفضلها الأراضي التي خسرتها.
موسكو تقول إن هذه الدبابات لن تغير شيئا على أرض المعركة، بينما حذر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، من كارثة ذاتِ أبعاد عالمية، حال تزويد أوكرانيا بدبابات قتالية.
رئيس الوزراء البولندي، ماتيوس مورافيسكي أعلن أن بلاده ستطلب موافقة برلين لتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد-2 الألمانية، كما دعا رئيس لاتفيا، إيجيلز ليفيتس، المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الموافقة على تسليم هذه الدبابات لأوكرانيا.
إستونيا وجارتُها في البلطيق لاتفيا وليتوانيا من بين مجموعة من حلفاء الناتو يطالبون بشدة بتقديم ألمانيا دباباتها القتالية من طراز ليوبارد لتعزيز أوكرانيا في حربها ضد روسيا كما أعلنت استعدادها لإرسال المزيد من الأسلحة الخاصة بها إلى أوكرانيا.
ووزارة الخارجية الروسية أبلغت المبعوث الإستوني بأنه يجب أن يغادر الشهر المقبل، وأن كلا البلدين سيمثُلان في عاصمتي الأخرى من قبل القائم بالأعمال المؤقت بدلا من السفير.
إستونيا ردت بالمثل، وطلبت من المبعوث الروسي المغادرة بحلول 7 فبراير، حسبما أعلن وزير الخارجية أورماس رينسلو الذي أكد مواصلة دعم أوكرانيا داعيا الدول الحلفاء إلى زيادة مساعدتها لكييف.
حول هذا الموضوع، قال الخبير العسكري الكسندر ستيبانوف من موسكو إن أنواع الأسلحة التي تستخدم والتي تمد الدول الأوروبية بها أوكرانيا هي أسلحة هجومية، مؤكدا أن هذه الأسلحة تستخدم من أجل مهاجمة الأراضي الروسية ولذلك فإن الدول الغربية على وشك أن ترسل هذه الدبابات لأوكرانيا.
وأضاف الخبير العسكري لبرنامج “وراء الحدث” أن حلفاء أوكرانيا يلعبون لعبة ويحاولون بها أن يجعلوا روسيا تنخرط في حرب عالمية ثالثة. مؤكدا أن دخول هذه الأسلحة في المعركة سيعطي موسكو الحق في استخدام كل الأسلحة للدفاع عن سيادتها وعن أراضيها.
من باريس، قال دكتور خطار أبو دياب أستاذ العلاقات الدولية إن موقف المستشار الألماني شولتس من إرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا يشير إلى أنه مادام الأمريكان لا يرسلون دبابات إبرامز فلن ترسل ألمانيا دبابات ليوبارد2 ليتحاشى أن تكون ألمانيا هي رأس الحربة مع روسيا ولكي لا يقطع الخيوط مع روسيا.
وأضاف: “هناك الآن ضغوط من دول الجوار الأوكراني وبالأخص بولندا والسويد وغيرها وهناك ضغط أوكراني قائم، وأيضا في اجتماع قاعدة رامشتاين هناك اتفاق مبدئي على تدريب القوات الأوكرانية على دبابة ليوبارد2”.
وتابع: “المفاجئ اليوم أن وزيرة الخارجية الألمانية قالت إنه يتوجب إرسال هذه الدبابات بسرعة إلى أوكرانيا كي تتمكن من الدفاع عن نفسها، أي أن هناك جدل ألماني ألماني، وجدل أوروبي أوروبي وجدل ألماني أمريكي وكل ذلك يمكن أن يدفع المستشار شولتس لتغيير رأيه والسماح بإرسال هذه الدبابات لأوكرانيا”.
