«إرهاب ديني»..دولة الاحتلال تحاصر الأقصى بـ«الطقوس التلمودية»

في سابقة خطيرة، وخطوة لتكرار سيناريو «الحرم الإبراهيمي»، بدأت دولة الاحتلال محاصرة المسجد الأقصى بـ«الطقوس التلمودية»، تمهيدا لمخطط «التفسيم الزماني والمكاني» للحرم المبارك، بعد أن سمحت سلطات الاحتلال  للمرة الأولى، لليهود المتدينين بإقامة طقوس ذبح قرابين «الفصح» اليهودي في ساحة القصور الأموية المتاخمة لساحة حائط البراق (المبكى) جنوب المسجد الأقصى المبارك.. وعلّقت منشورات على الجدران تطالب المسلمين بإخلاء ساحة المسجد الأقصى، بعد السادسة من صباح  يوم الجمعة  المقبل، لإتاحة المجال أمام اليهود للصلاة فيه!

 

 

 

 

 

 

وكانت محكمة الصلح الإسرائيلية، استبقت عيد الفصح اليهودي العام الحالي، بإصدار حكم يجيز لليهود  الصلاة وإقامة طقوس تلمودية لليهود على بوابات المسجد الأقصى المبارك،  مدعية بأن «حقهم في ذلك لا يقل عن حق العرب». جاء هذا الحكم بعد يوم من تدرُّب جماعات دينية يهودية، تُطلق على نفسها اسم «منظمات الهيكل»، على ذبح قرابين الفصح، عند الأسوار الجنوبية للمسجد الأقصى، في القصور الأموية.

 

 

 

 

 

ولم تكن مثل هذه القرارات موجودة من قبل، غير أنه لوحظ أن عمليات «ذبح قرابين الفصح» بدأت تقترب شيئا فشيئا من المسجد الأقصى خلال السنوات الأخيرة.  وشهدت الأيام الماضية قيام مجموعة من المستوطنين بأداء «صلوات تلمودية» تلقوا خلالها تدريبات خاصة بـ «عيد الفصح»، بعد قرار السماح بعملية «ذبح القرابين» على مقربة من المسجد الأقصى، بمشاركة عضو الكنيست المتطرف يهودا غليك، وبمشاركة عدد من الفرق الموسيقية، وبحراسات مشددة من قوات الاحتلال.

 

 

 

 

 

  • خطورة ذبح قرابين الفصح عند بوابات المسجد الأقصى، ليست فقط «سابقة خطيرة»، و«إرهابا دينيا»، ولكنها تأتي على مسار استهداف مدينة القدس المحتلة، بدعم  من الإنقلاب الأمريكي على القانون والشرعية الدولية، والاعتراف بالقدس العربية المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال.

 

  • وثانيا: الخطوة تكشف مخطط تنفيذ سيناريو تقسيم  الحرم القدسي الشريف، على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي، منذ العام 1994، عقب جريمة اطلاق النار وقنابل الصوت بشكل مباشر على المصلين في الاسحاقية «المصلى الرئيس في الحرم الابراهيمي»، ما أدى الى استشهاد 29 مصليا، واصابة أكثر من 150 جريحا، ليبدأ تقسيم الحرم الابراهيمي الى قسمين، قسم خاص باليهود، وآخر للمسلمين، وفرضت سلطات الاحتلال 10 أيام في العام يستباح فيها الحرم لليهود فقط، ولا يسمح للأوقاف والقائمين على الحرم بالدخول، أو الوقوف على أبوابه، وحتى أصحاب البيوت القريبة لا يسمح لهم بالخروج من بيوتهم، جراء التواجد الكثيف لجيش الاحتلال لحماية المستوطنين!!

 

 

  • وثالثا: تقف خطوة الإرهاب الديني، واستهداف الأقصى المبارك..على خطوط التماس مع حكاية البحث عن تركيبة للسيادة في القدس الشرقية المحتلة، والتي كانت من أبرز أحداث المشهد الأخير للولاية الثانية للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ـ في شهر سبتمبر/ أيلول 2000 ـ وتصدى لها الفلسطينيون.. وكانت تتضمن:  سيادة أفقية حسب تقسيمات الشوارع والأحياء القديمة..وسيادة رأسية ـ فوق وتحت الأرض ـ بالنسبة للمسجد الأقصى وقبة الصخرة وأساسات الحرم القدسي تحت الأرض .. وسيادة دينية ، فلسطينية إسرائيلية مشتركة، على أهم الأماكن الدينية في المدينة القديمة.

 

  • رابعا: إذا كان  الحرم الابراهيمي تحت سيطرة كاملة من سلطات الاحتلال، فإنها تسعى جاهدة لبسط سيطرتها الكاملة على المسجد الاقصى بنفس الآلية، التي اتبعتها في السيطرة على الحرم الابراهيمي.. وإذا كان الأقصى وباحاته التي تبلغ مساحتها 144 دونماً هي للمسلمين، ولا يحق لليهود إقامة أي طقوس دينية فيها.. فإن وراء خطوة محاصرة الأقصى بالطفوس التلمودية، محاولات دائمة وحثيثة للسيطرة على باحات المسجد، وإقامة الهيكل المزعوم فيها، رغم ما يؤكده علماء الآثار ومن بينهم يهود، «مائيير بن دوف» مثلا، بأنه لا يوجد أثرا لما يسمى بجبل الهيكل أسفل المسجد الأقصى..وقال «مائير بن دوف» : إن الجماعات اليهودية المتطرفة التي تحاول اقتحام الحرم القدسي، هي جماعات لا تتبع الشريعة اليهودية التي تحرم دخول المتدينين اليهود إلى ساحات الحرم !!

 

 

ويؤكد عالم الآثار الفرنسي «دي سولس» في كتابه «تاريخ الفن اليهودي» أنه تولى بنفسه قياس مساحة الحرم الشريف، وبحث موضوع مكان إقامة الهيكل، وأن نتائج أبحاثه جعلته يرفض تماما ولا يوافق من يدّعون بأن المسجد قد أقيم فوق الهيكل .

 

 

 

 

 

 

  • والفصول الأولى لقصة «حائط المبكى»، كانت تقريبا مع بداية الحكم العثماني لفلسطين، ولم تظهر فكرة حائط المبكى عند اليهود قبل القرن الـ 16 الميلادي، عندما طردتهم الدولة الإسبانية وسمحت لهم الدولة العثمانية بالإقامة في الأراضى التابعة لها، وكان اليهود يتجمعون للصلاة عند جبل الزيتون وبوابات الحرم حتى أصدر السلطان «سليمان القانوني» فرمانا يسمح بوجود مكان لليهود للصلاة فيه عند الحائط الغربي .. وكان تسامح العثمانيون مع اليهود هو السبب وراء المطامع في حائط البراق واختراع الأكذوبة المتعلقة به.. وتؤكد الموسوعة اليهودية أن المصادر المتعددة التي تتحدث عن اليهود خلال العصور السابقة للقرن الـ 16 الميلادي لم تذكر شيئا عن تقديس اليهود للحائط الغربي أو حائط البراق، وأن التجمع اليهودي للعبادة كان يجري في جبل الزيتون.

 

 

 

 

 

وإذا كان الزمان يفرض علينا أحداثه ومتغيراته، فإن المكان أيضا يفرض علينا وعلى الزمن، حقيقته .. وهكذا كانت خريطة القدس (بؤرة الصراع )، والتي تلاحقت عليها أزمنة فتوح وحروب وحضارات، ومنذ سنوات ما قبل الميلاد، وفي لحظة مبكرة من عمر التاريخ الإنساني، وبالطبع كانت هناك تكاليف كبيرة جدا وقعت عليها، ومنذ أن تحركت القوافل على دروب بيت المقدس، ومن قبل أن تتنزل رسالات السماء.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]