إسرائيل تبحث عن «منطق» مبادرة السلام الفرنسية

هل تتعثر المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسىلام، قبل أن تبدأ، وتبقى مجرد تعبير عن النوايا الفرنسية، أن يطلق المؤتمر الدولي المباحثات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؟ الواضح أن إسرائيل سبقت بالتربص  للمبادرة، واعترضت أمس، الإثنين، أمام المبعوث الفرنسي، بيير فيمو، على  دواع وأسباب عقد المؤتمر، وأنها تجد صعوبة في «فهم منطق» مبادرة سلام فرنسية يؤيدها الفلسطينيون!.

 

البحث عن «منطق» لإجهاض المبادرة

الموقف الإسرائيلي المتوقع، بعيد تماما عن المنطق، حين طرحت وزارة الخارجية الإسرائيلية أسئلة لفهم منطق المبادرة، أثناء اجتماع بين المبعوث الفرنسي، ومدير عام وزارة الخارجية، دوري جولد، في القدس.
وفي بحثها عن «المنطق» طرحت إسرائيل، شروطها، بعقد المفاوضات الثنائية دون شروط مسبقة من الفلسطينيين، وأن تعلن السلطة الفلسطينية  تحملها مسؤولية محاربة الإرهاب والتحريض على العنف، وربما اكتشف المبعوث الفرنسي أن «البحث عن المنطق» تعبير إسرائيلي لإجهاض سعي فرنسا  لحشد التأييد لعقد مؤتمر دولي للسلام قبل مايو/أيار سيحدد حوافز ويقدم ضمانات للإسرائيليين والفلسطينيين لاستئناف المحادثات المباشرة قبل أغسطس/آب ويحاول إنهاء صراع مضت عليه عشرات السنين.    

441

تأييد عربي للمبادرة

ويرى السفير الدكتور نعمان جلال، مساعد وزير الخارجية المصري السابق للتخطيط السياسي، أن المبادرة الفرنسية، حظيت بتأييد ودعم مجلس الجامعة العربية، على مستوى وزراء الخارجية، الجمعة الماضي، ولكنها في نفس الوقت تواجه تحفظا أقرب للاعتراض من جانب الولايات المتحدة، ومناورات دبلوماسية إسرائيلية تكشف عن الرفض، ومحاولة احتواء التحرك الفرنسي.
وقال نعمان لـ«الغد»، إن المبادرة طرحها وزير الخارجية الفرنسي السابق، لوران فابيوس، في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، لعقد مؤتمر دولي للسلام، وكان يأمل أن يعقد في غضون أسابيع، وهدد صراحة أن فرنسا ستعترف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 حال فشل هذا المسعى، وكان يأمل أيضا، مشاركة الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وروسيا، والجامعة العربية، إلى جانب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لبحث حل الدولتين، وأن تنطلق المباحثات المباشرة بين الطرفين حول تطبيق النقاط  الرئيسية للحل، وكانت إسرائيل قلقة بشكل خاص من موقف فرنسا، من الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل تلقائي إذا فشلت المبادرة.                 

index

المبادرة جيدة للشعب الفلسطيني

وأوضح، أن فابيوس كان يدرك أهمية  التحضير الجيد لمثـل هذا المؤتمر، وقيامه على أسس مرجعيات عملية السلام والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وخروج هذا المؤتمر بآلية دولية فعالة تضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين المحتلة عام 1967، وفق إطار زمني محدد، ومع  ضمانات دولية لتنفيذ ذلك، ولم تتخل الخارجية الفرنسية عن المبادرة مع وزير الخارجية الجديد جان مارك أرو، وأوفد مبعوثا للمنطقة.
وأضاف السفير نعمان:  إذا كنا نتوقع رفض إسرائيل مسبقا للمبادرة، وأنها ستعمل على إجهاض الفكرة قبل أن تولد، فإن المبادرة الفرنسية جيدة للشعب الفلسطيني، لأنها ستظهر للعالم مجددا أي الأطراف مسؤول عن عرقلة حل الدولتين، وأيهما يرفض الجلوس إلى الطاولة بحجج واهية، وأيهما يرفض إنهاء الاحتلال ويعرقل السلام.

 

إسرائيل لم تكتف  بطلب البحث عن منطق المبادرة، ولكنها ترى أن المبادرة ستشجع الفلسطينيين على عدم المشاركة في حل الأزمة، بزعم أنهم  لن يقدموا أي شيء في مؤتمر إذا علموا بالفعل أنهم سيحصلون على ما يريدونه منه دون إحراز تقدم!! وتساءل مسؤول إسرائيلي، اليوم في القدس المحتلة، عما إذا كانت فرنسا ستدعو داعش التي تزرع الموت في كل مكان حتى في باريس، لمؤتمر دولي أيضًا من أجل المفاوضات أو حتى للمؤتمر ذاته.

2_state

خطر انفجار «برميل البارود» 

ويشير تقرير معهد دراسات السلام في باريس، الصادر اليوم الثلاثاء، إلى أن مبادرة باريس مطلوبة بالنظر إلى خطر انفجار «برميل البارود» مع تصعيد للعنف الذي بدأ قبل أشهر، وتأثير الإحباط الفلسطيني من إنهيار المحادثات، منذ العام 2014 والمزيد من الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي التي يسعون إلى إقامة دولتهم عليها.
ولفت التقرير إلى العقبات المتوقعة التي تواجه المبادرة، وغياب التأييد الدولي حتى الآن، وقد سبق أن فشلت فرنسا العام الماضي في كسب تأييد الولايات المتحدة لقرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يحدد معايير للمحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ومهلة للتوصل إلى اتفاق.

 

ويبدو أن إسرائيل مطمئنة للموقف الأمريكي تجاه المبادرة الفرنسية، وتتذرع  بأسباب غير منطقية عن «منطق المبادرة».         

 

Israel's Prime Minister Benjamin Netanyahu delivers a speech during the opening of an exhibition called "Architecture of Murder" at Yad Vashem in Jerusalem January 25, 2010. Israel's Yad Vashem Holocaust Memorial put on display Monday original blueprints of the Auschwitz-Birkenau Nazi death camps, where about one million Jews perished during World War Two. REUTERS/Ammar Awad (JERUSALEM - Tags: POLITICS CONFLICT SOCIETY)

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]