إسرائيل تحتجز جثمان الشهيد القنبر وتقرر هدم منزله

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الكابينت، سينعقد مساء اليوم الأحد، لمناقشة آخر التطورات والإعلان عن قرارات جديدة تتعلق بتقديم تسهيلات للسلطة الفلسطينية، وسط معارضة من قبل بعض الوزراء في الحكومة.

وأوضحت إذاعة كان العبرية، “أن الكابينت يجتمع اليوم لبحث تقديم تسهيلات اقتصادية للسلطة الفلسطينية بهدف تعزيزها إثر تراجع سيطرتها على شمال الضفة الغربية، وفي ظل الحديث عن إمكانية إفلاسها وتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية”.

وأضافت إن “الجهات الأمنية ستقدم العديد من التوصيات التي يدعمها جهاز الشاباك وكذلك منسق شؤون المناطق، للمستوى السياسي من أجل الموافقة على هذه التسهيلات، ومن المتوقع أن تتم الموافقة على إقامة منطقة صناعية في ترقوميا”.

وأشارت الإذاعة العبرية إلى أنه “من المتوقع أيضا أن يتم خصم بعض أموال الديون لصالح الحكومة الإسرائيلية مثل الكهرباء وغيرها، كما يتوقع أن يتم تسهيل خطوات حصول السلطة الفلسطينية على أموال الضرائب التي تجمعها إسرائيل لصالحها، إلى جانب العديد من القضايا”.

بدورها قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: “سيقدم غالانت في جلسة الكابينت اليوم وبدعم من نتنياهو مقترحات لمنح تسهيلات للسلطة الفلسطينية، منها: إقامة منطقة صناعية جديدة، خصومات ضريبية، إعادة تصاريح VIP لكبار قادة السلطة، تمديد ساعات العمل في معبر اللنبي، خطة لتعزيز السلطة الفلسطينية”. وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي قال الليلة الماضية، إنه لا مصلحة لإسرائيل بانهيار السلطة الفلسطينية.

ونقلت الصحيفة عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الأحد، موقفه من التسهيلات التي سيناقشها الكابينت وسيقدمها للسلطة الفلسطينية، موضحًا: “لم يطرح علي أي بنود تتعلق فيما سيبحثه الكابينت وأعارض أي تسهيلات لرعاة الإرهاب”، في إشارة للسلطة الفلسطينية بحسب وصفه.

من جهته أكد وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير، أنه سيعارض بشدة في اجتماع الكابينت منح تسهيلات ومساعدات للسلطة الفلسطينية.

وذكرت الصحيفة العبرية، أنه من المتوقع أن تشهد جلسة الكابينت، معارضة شديدة من وزراء اليمين في حكومة بنيامين نتنياهو لمثل هذه القرارات التي قد يلجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقرارها بدعم من وزراء حزبه وبعض حلفائه.

كشفت وسائل الإعلام الصادرة صباح اليوم الثلاثاء في تل أبيب عن اسم وهوية الضابطة التي قتلت الشهيد فادي القنبر، الذي نفذ عملية الدهس في القدس يوم الأحد الماضي.

وكشف موقع المصدر الإسرائيلي، أن من قام قتل القنبر هي الضابطة مايا بيلد، التي كانت ترافق العسكريين الإسرائيليين في المنتزه بالقدس.

غير أن هناك تساؤلات هامة بشأن الكشف عن هوية الضابطة مايا بيلد، أبرزها لماذا تكشف إسرائيل عن هوية هذه الضابطة وتنشر صورها عبر المواقع الإخبارية وتسمح لمواقع التواصل الاجتماعي بتداولها وهو ما يعرض حياة بيلد للخطر؟.

والحاصل، أن فدييو كاميرات المراقبة الذي يظهر هروب العسكريين الإسرائيليين من موقع الحادث بسبب خوفهم من الموت وحديث هذا المرشد لوسائل الإعلام عن كيفية نجاحه في الوصول إلى “الشهيد فادي القنبر” أشعر العسكريين الإسرائيليين بالإهانة على ما يبدو، خاصة وأن هذا المرشد الذي نشرت الكثير من المواقع صورته ظهر في صورة البطل مقابل الجنود الذين ظهروا في صورة الجبناء.

وأدى ذلك بالطبع إلى اشتعال الساحة السياسية في تل أبيب بالجدال الحاد وهو ما أدى للكشف عن صورة وهوية الضابطة مايا بيلد، والأهم من هذا معرفة أدق التفاصيل التي قامت بها أثناء العملية. وفي هذا الإطار أشارت هداس هروش، المحررة السياسية بموقع المصدر الإسرائيلي إلى أن بيلد أطلقت 15 طلقة على القنبر وهو ما أدى إلى مصرعه في النهاية.

غير أن الواضح أن التسرع سيطر على السلوك الإسرائيلي في التعامل مع هذه القضية، خاصة وأن تل أبيب تسعى دائمًا إلى جعل كافة الأسماء المرتبطة بالعمليات التي بها تصفية وقتل للعرب محل السرية التامة خوفًا على حياتهم، إلا أن الإهانة العسكرية التي تعرض لها الجيش وربما الكشف عن خوف جنوده وهروبهم من موقع الحادث دفع بالقيادة العسكرية إلى الكشف عن هوية بيلد، وهو أمر من المفترض أنه سري.

عمومًا، فإن الحقيقة البارزة الآن أن عملية القدس بالفعل كانت من العمليات التي لم يتوقعها الإسرائيليون، حيث جرت في المدينة الأكبر والأهم لهم وهي القدس. فضلاً عن أن الصدمة التي لحقت بالجنود ممن تواجدوا في موقع العملية باتت مثل البركان الثائر، الذي ينفجر في وجه إسرائيل وبالتأكيد سيغير من حساباتها وتعاملاتها الأمنية في النهاية.

رأى مراقبون فلسطينيون، أن عملية الدهس التي وقعت اليوم الأحد في مدينة القدس المحتلة، وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين، تشير إلى صعوبة التعايش المشترك في المدينة المحتلة، أو القبول بأن تكون عاصمة لإسرائيل.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي من نابلس سامر عنبتاوي، إن “محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي كبح جماح الفلسطينيين في القدس، ورغم تقديراته الاستخباراتية والعسكرية والسياسية فشلت وكسرتها عملية جبل المكبر التي نفذها الشهيد فادي قنبر”.

ورأى عنبتاوي في تصريح لـ”الغد”، أن عملية القدس جاءت كرد طبيعي في ظل الممارسات الإسرائيلية والاعتداءات المتكررة بحق شعبنا الفلسطيني، وأضاف “هذا مؤشر واضح على أن شعبنا يرفض تلك الإجراءات”.

وأضاف، “هناك تلميحات واضحة من الإدارة الأمريكية بنقل السفارة إلى مدينة القدس المحتلة، كما أن هناك توجها فلسطينيا لإثبات أن تلك المدينة هي مدينة محتلة وهذا ما أثبته قرار مجلس الأمن ضد الاستيطان، وهذا يدلل على أنه لا يمكن التعايش المشترك داخل القدس المحتلة أو أن تكون عاصمة لدولتين”.

كما أرجع عنبتاوي، عودة العمليات للواجهة بعد فترة من الهدوء، لتعنت اليمين الإسرائيلي المتطرف ورفضه للحلول السياسية وقرارات الشرعية الدولية التي من شأنها أن توصل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لحل الدولتين.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل الفلسطيني نظير مجلي، إن عملية القدس تكذب ما كل ما يقال بشأن الوضع الأمني المستتبب في إسرائيل، والقدس بشكل خاص، وفلسطين عموماً.

ولفت مجلي في حديثه مع قناة “الغد”، إلى أن الأوضاع الميدانية في الأراضي الفلسطينية ملتهبة ومتوترة، وهناك حالة من الغضب الكامن والمتراكم، يتم التعبير عنها بمثل هذه العمليات.

وأوضح مجلي، أن الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع العيش في أمان وهدوء طالما هو متواجد علي الأرض، ويمارس سياساته الاستيطانية، مشدداً على أن الحادث سيزيد من الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة وأن القضية الجوهرية هناك هي قصة الأمن.

إسرائيلياً، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أن التحقيق الاولي لعملية القدس، يشير إلى أن منفذها كان من مؤيدي تنظيم  “داعش”، بيد أن الكاتب والمحلل السياسي عودة بشارات، اعتبر تصريحات نتنياهو تندرج في إطار منح الشرعية لاعتداءاته وإجراءاته التعسفية بحق الفلسطينيين في القدس.

وقال بشارات، إن نتنياهو طوال الوقت يسعى لإقناع العالم ان هناك ارهاب عالمي لا يقتصر على الصراع العربي الإسرائيلي إنما هو يهدد سلام العالم.

وأوضح بشارات أن حديث نتنياهو وربط عملية القدس بداعش لإعطاء شرعية لممارساته تجاه الفلسطينيين، والاستمرار في عمليات تهويد القدس وطرد سكانها والتضيق عليهم.

وأضاف، أن “الإسرائيليين يريدون استغلال الحادثة بشكل مفضوح من اجل مواصلة ضرب الفلسطينيين في القدس والقول للعالم ان ما يجري ليس نتيجة الاحتلال وإنما هناك ارهاب عالمي يضرب مجمل عواصم الدول”.

وفي سياق متصل، قرر المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابنيت” في إسرائيل، اتخاذ سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك التحفظ على جثمان الشهيد فادي القنبر، منفذ العملية وهدم منزله، وكذلك وضع المتعاطفين مع تنظيم داعش قيد الاحتجاز الإداري، بحسب موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري.

فلسطينياً، غاب الموقف الفلسطيني الرسمي عن عملية القدس، فيما اجمعت الفصائل والقوى الوطنية، على أن العملية تأتي في سياق الرد الطبيعي على الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين، مؤكدة على أن “الهبة الشعبية” مستمرة بكل اشكالها رغم محاولات احتوائها.

وباركت حركة حماس، عملية الدهس في القدس، واعتبرتها رد طبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

ودعا عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم الحركة، في بيان وصل “الغد”، الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة لتصعيد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي ردا على الاعتداءات المتواصلة ودفاعا عن حقوقه.

وأكد القانوع، أن “عملية الدهس في القدس هي رسالة واضحة على التفاف شعبنا حول المقاومة وأن انتفاضة القدس ماضية ولن تنكسر”.

من جانبه، قال طلال أبوظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، إن عملية الدهس فى القدس، تأتي فى إطار المقاومة التي تشكل أحد روافع النضال الوطني الفلسطيني، والذي يعد حقا مشروعا ومكفولا بالقانون الدولي.

وأضاف أبوظريفة في تصريح لـ”الغد”، “كل العمل الفلسطيني المقاوم يندرج فى إطار رد الفعل الطبيعي على سياسة الإجرام والإرهاب اليوم الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على كافة أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته وأرضه”.

وتابع، أن “قوى المقاومة لا يمكن أن ترفع راية الاستسلام لهذا الاحتلال في ظل سياساته الغاشمة وسط صمت المجتمع الدولي، وعلى الاحتلال أن يستخلص الدروس والعبر من تلك العملية إذ أنه كلما استمر في سياساته وأفعاله فلا يمكن للمقاومة أن تصمت”.

بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، ان عملية القدس جزء من مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف، أن “كل الإجراءات الإسرائيلية القاسية بحق شعبنا لن تثنيه عن مقاومته، وأن ردود الفعل على العملية أصبحت أفعالا اعتيادية، وباتت في إطار المعهود والمعلوم”.