إسرائيل تستغل العمال الفلسطينيين وتتسبب في تفاقم أزمة كورونا
تستغل إسرائيل الحالة الإنسانية لعمال فلسطين، لإحداث ثغرة في خاصرة الجهود الفلسطينية لمحاربة فيروس كورونا في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، خاصة بعد أن تفشى المرض بين عدد من العمال الفلسطينيين.
وترفض إسرائيل الكشف عن المصابين والسماح للحكومة الفلسطينية باتخاذ الإجراءات الطبية لمواجهة هذا الوباء، خاصة بعد ما ذكرته الحكومة حول منبع انتشار فيروس كورونا بين العمال في أحد مصانع مستوطنة “عطروت” المقامة على أراضي شمال القدس.
وفي ظل اقتراب عيد الفصح الإسرائيلي، يتوقع عودة 50 ألف عامل فلسطيني إلى مدنهم وقراهم، ما دفع الحكومة الفلسطينية لإطلاق نداءات تطالب به العمال الالتزام بالحجر المنزلي، والتعليمات الطبية.
ولا تزال تحذيرات الحكومة الفلسطينية تتجدد خوفا من تفاقم أزمة كورونا في الأراضي الفلسطينية، وقال رئيس الوزراء محمد اشتية، “إن الثغرة الحقيقية في معركة الفلسطينيين ضد تفشي فيروس كورونا هي الاحتلال ومستوطناته وحواجزه وكل إجراءاته التي تحاول إفشال جهودنا لحماية الفلسطينين ووقف تفشي الوباء”.
وأضاف اشتيه، أن “استمرار تنقل العمّال، بتسهيلات إسرائيلية، بين مدنهم وقراهم وأماكن عملهم سواء داخل الخط الأخضر أو في المستوطنات يشكّل ضربة لكل جهودنا التي اتخذناها بشكل مبكر لوقف انتشار المرض”.
ومن جهته، قال محمد بليدي، الأمين العام للاتحاد النقابات العمالية الجديدة في فلسطين، “إن العمال يمثلون ثلثي الشعب الفلسطيني، ومن الطبيعي أن يكون هناك مشكلة أساسية، والاحتلال الإسرائيلي يستغل الظروف الحياتية للعمال، ولكن نحن ندعو عمالنا إلى الالتزام بما يصدر عن جهات الاختصاص لمواجهة فيروس كورونا”.
وأوضح بليدي في حديث لقناة “الغد”، أن العمال قطاعين من يعمل داخل إسرائيل و هم 180 ألف عامل و يحمل 90 ألف منهم تصاريح عمل، كذلك من يحمل تصاريح تجارية فوق 55 عاما، و هناك من يدخل تهريب بالإضافة إلى 30 ألف يعملون في المستوطنات، خاصة أن المعطيات تشير لعودة 50 ألف عامل مع حلول عيد الفصح لليهود.
كما حذر مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الفلسطينية برام الله، كمال الشخرة، وقال: “إننا مقبلون على كارثة حقيقية في حال عدم التزام العاملين وذويهم بالحجر المنزلي، خاصة أن هناك 60 ألف عامل سيعودون خلال الفترة المقبلة”.
ودعا الشخرة في حديث لموقع قناة “الغد”، العمال الفلسطينيين إلى أن يعزلوا أنفسهم بشكل ذاتي، مشيراً إلى أن وزارة الصحة لديها سيارات طبية متنقلة ستتجه نحو الحواجز الإسرائيلية لأخذ عينات من العمال لمن يحتاج، والطلب منهم حجر أنفسهم و اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة على أن يلتزموا بالحجر المنزلي لـ 14 يوما.
وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة إبراهيم ملحم قال اليوم الجمعة :”إنه تم تسجيل 10 إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) لمخالطين”.
وأضاف ملحم، في الإيجاز الصحفي الصباحي حول تطورات فيروس كورونا في فلسطين، أن الإصابات الجديدة نتيجة المخالطة لمصابين، وهم 5 من ضواحي القدس، و4 من محافظة رام الله والبيرة، وإصابة واحدة في طولكرم.
وأشار ملحم إلى أن حالة جميع المصابين مستقرة ولم تطرأ أي مضاعفات على أية حالة.
وتابع: “ستصدر خلال الساعات المقبلة نتائج فحوصات العمال الـ250 ممن يعملون في مسلخ الدواجن بمستوطنة “عطروت”، والذين تم حجرهم احترازيا في عدة فنادق بمدينة رام الله الليلة الماضية.
وناشد ملحم المواطنين الفلسطينيين باتباع التدابير الحكومية التي تصدر تباعا، وذلك لمنع توسع تفشي وانتشار فيروس كورونا، محذرا من خطورة بدء عد عشرات الإصابات.
