إسرائيل تشهد أكبر تظاهرات ضد حكومة نتنياهو والشرطة تدفع بتعزيزات كبيرة
تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، مساء اليوم السبت، ضد سياسة الحكومة بزعامة بنيامين نتنياهو، وخطتها لإجراء تعديلات وإصلاحات في جهاز القضاء، كان أضخمها في تل أبيب بشارع كابلان.
ورصدت كاميرا قناة الغد الإخبارية احتجاجات المعارضة الإسرائيلية ضد حكومة بنيامين نتنياهو.
وتأتي التظاهرات للأسبوع التاسع على التوالي، وبعد تولي الحكومة الإسرائيلية لزمام الحكم في البلاد، في وقت تتسع فيه التظاهرات وتأخذ منحى تصاعدي من حيث العدد والأماكن.
وتزداد في إسرائيل الفجوة السياسية والاتهامات بين الائتلاف الحكومي وبين المعارضة التي تتهم حكومة نتنياهو بالسعى لتدمير الديمقراطية والتسبب في حرب أهلية في البلاد.
وقال منظمو المظاهرات التي تقودها المعارضة الاسرائيلية ومعها عشرات المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني في اسرائيل: “سنخرج في مواجهة التحريض والأكاذيب من عائلة نتنياهو، وسيقف شعب بأكمله في كفاح حازم من أجل الأساس المشترك لنا جميعًا، قيم إعلان الاستقلال والديمقراطية الإسرائيلية”.
عشرات الألاف وسط تل ابيب
ورفع المتظاهرون في شارع “كابلان” بوسط تل أبيب لافتات من ضمنها: “أين كانت الشرطة عندما أحرقوا حوارة؟”، في إشارة إلى العدوان الذي شنه المستوطنون على بلدة حوارة جنوب نابلس، ليلة الأحد الماضي، والذي أسفر عن استشهاد الشاب سامح الأقطش، وإصابة نحو 390 آخرين، بالإضافة إلى إحراق عشرات المنازل والمركبات والممتلكات.
وحمل المتظاهرون لافتة تحمل صورة الوزيرين المتطرفين “بن غفير وسموتريتش” وخلفها صورة لحرق بلدة حوارة على أيدي المستوطنين، وكتب على اليافطة بالعبرية: “بالأمس في حوارة.. غدا في إسرائيل”.
واتهم المتظاهرون حكومة نتنياهو اليمينة المتطرفة بأنها ستحرق إسرائيل بسياساتها الداخلية والعداونبة تجاه الفلسطينيين.
كما اتهم المتظاهرون، وبينهم ضباط كبار في جيش الاحتلال، كلا من بن غفير وسمويتريش بالفوضوية والفاسد والكذب ويجب محاكمتهما.
اتساع التظاهرات
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن التظاهرات جرت في نحو 100 موقع ومدينة وبلدة في مختلف أنحاء إسرائيل، موضحة أن مناطق وبلدات إضافية انضمت هذا الأسبوع للتظاهرات، بالإضافة إلى مدن هامة منها: ( تل ابيب، القدس، حيفا، كفار سابا، بئر السبع، نتانيا، هرتسيليا، بيت شيمش رمات هشارون، رعنانا، حولون، كريات طيعون ) وغيرها من المناطق.
وذكرت، أنه ولأول مرة منذ بدء الاحتجاجات، خرجت تظاهرة في مدينة بات يام، التي تعتبر معقلا لحزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو.
وأضاف الإعلام العبري، أن خريجي وحدة الإنقاذ 669 التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ينضمون للمظاهرات الليلة ويحضرون معهم أدوات إسعاف أولي، تحسبا لوقوع إصابات بين المتظاهرين.
تعزيزات عسكرية
وفي السياق، عززت الشرطة الإسرائيلية من تواجدها في الشوارع والمفترقات التي تشهد تظاهرات واسعة، وشرعت بإغلاق العديد من الطرقات في أمام حركة السيارات والمركبات تحسبا لأى طارئ.
وتم نشر نحو 1000 من عناصر الشرطة وسط تل أبيب، خلال التظاهرة المركزية في “شارع كابلان”، ومفترق “هشالوم”، وحذرت المتظاهرين من إغلاق الطرق الرئيسية وتعطيل حركة السير.
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال وصلت إلى تل أبيب برفقة مضخات المياه العادمة خشية اندلاع مواجهات مع المتظاهرين ضد حكومة نتنياهو والتعديلات القانونية التي تنوي إقرارها.
بن غفير يهدد
ووجه وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أمس الجمعة، مفوض الشرطة كوبي شبتاي باستدعاء قائد لواء تل أبيب للتحدث معه من أجل إبلاغه بسياسته تجاه المتظاهرين في مظاهرة اليوم احتجاجا على الإصلاح القانوني.
وذكرت صحيفة معاريف العبرية، ان رسالة بن غفير إلى شبتاي، جاء فيها: “أود أن أشكرك على تعاملك الشخصي مع محاولات الفوضى هذا الأسبوع، ليس لدي شك في أنك توليت قيادة ما حدث في طريق أيالون، وكنا سنشهد إخلالًا خطيرًا بالنظام العام”.
وأضاف: “لا جدال في أهمية حرية التعبير وحرية التظاهر، لكن حرية التعبير ليست بابا مفتوحا للفوضى والإيذاء وتعطيل حياة مواطني البلاد”.
وأوضح بن غفير أن سياسته هي عدم السماح بإغلاق طرق النقل المركزية وعدم تعطيل نسيج الحياة بسبب المظاهرات والاحتجاجات، مشيرا إلى أن لكل قائد ميداني سلطة تقديرية في كيفية تنفيذ السياسة، قائلا: “لكن يجب أن نتذكر أن الوزير هو الذي يضع السياسة وليس القائد في الميدان”.
وأوضحت معاريف العبرية، أن قائد لواء تل أبيب بالشرطة الإسرائيلة تعرّض لانتقادات علنية بشأن استخدام القنابل الصوتية ضد المتظاهرين، وادعت الشرطة أنها استُخدمت ذلك بعد استخدام المتظاهرين العنف ضد ضباط الشرطة، ونتيجة الاشتباكات أصيب 11 متظاهرا كانوا بحاجة للعلاج في المستشفى، واعتقل العشرات.
وحذرت هيئة البث الإسرائيلية” مكان” من أنه من المتوقع أن تتكرر مشاهد العنف والقمع في التظاهرات ضد حكومة نتنياهو، خاصة أنها ستنظم التظاهرات في عشرات المواقع والمدن في الداخل. أكبرها ستكون في شارع كابلان في قلب تل أبيب.
مهاجمة نتنياهو
ويحسب القناة 12 الاسرائيلية، فإن رئيس الأركان السابق اللواء احتياط” دان حالوتس” شن هجوماً حاداً على الحكومة وشبهه نتنياهو بهتلر.
وقال حالوتس: “نتنياهو لم يعد إسرائيليًا مخلصا لوطنه، إنه يضحي بالبلاد من أجل مصالحه.. منذ حرب يوم الغفران لم أشعر بالقلق الشديد على البلاد، مثلما أشعر اليوم، أنا لا أنام في الليل”.
واعتبر حزب الليكود، هذه التصريحات بمثابة تحريض على القتل، متسائلا، أين القانون من حالوتس ؟!
بدوره، وجهه رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد نداءً للشرطة الإسرائيلية قال فيه: “تذكروا أن المتظاهرين ليسوا إرهابيين وليسوا فوضويين، إنهم إسرائيليون ويريدون الحفاظ على إسرائيل قوية وديمقراطية وصالحة لجميع شعبها”.
وأضاف لابيد: “دعوهم يتظاهرون، هذا حق أساسي وعرفتم في الماضي احتواء المظاهرات وعدم إلحاق الأذى بأحد، ويجب حماية سلامتهم وحقوقهم، ومنع التصعيد، والقيام بكل شيء لتجنب العنف”.
