إسرائيل تهدد بشن هجوم عسكري علي غزة .. وحماس ترد: لن نتهاون مع العدوان
ارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة النظاق لإسقاط حكم حماس في قطاع غزة، بشكل لافت في الشهر الأخيرة، حيث توعد القادة العسكريون والسياسيون في إسرائيل بالدخول في مواجهة دامية مع حماس، في ظل استمرار إطلاق الصواريخ من غزة .
وتزايدت هذه التهديدات والتلويح بالمواجهة العسكرية مع الفصائل الفلسطينية،فترة الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية” الكنيست” الأخيرة ، وما رافقها من مشهد قطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكلمته في مؤتمر انتخابي في عسقلان، بعد إطلاق عدد من القذائف الصاروخية وإضراره للهروب بعد سماع صفارات الإنذار، علاوة على تزايد حجم المزايدات الحزبية المتعلقة بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، والتي باتت غزة جزء من تلك المزايدات بين السياسيين الإسرائيليين.
تهديدات وتحضيرات
ورغم أن الطرفين ” الاحتلال والفصائل الفلسطينية” يبديان إعلانا واضحاً بعدم رغبتهما الدخول في مواجهة مسلحة، لكنما يحدث على الأرض يتناقض مع ما تفعله إسرائيل من إجراء تدريبات مكثفة لوحداتها العسكرية والقتالية واستحداث وحدات أخرى وإجراء أكثر من مناورة عسكرية تحاكي اقتحام غزة والدخول إليها ، علاوة على العدوان المتواصل وعمليات القصف والاعتداءات اليومية على المواطنين ، وقصف بعض المواقع والأهداف العسكرية والمدنية، أضافة إلى العمليات الإستخباراتية والتجسسية على قطاع غزة .
وكذلك الحال بالنسبة لحماس والفصائل التي تحذر هي الأخرى من أي حماقة قد تقدم عليها اسرائيل تتعلق بشن عدوان على قطاع غزة ، مؤكداً أن الإحتلال سيدفع ثمناً باهضاً لعدوانه،وأنه لن يفلح بهذه “البروباجندا” في التأثير على معنويات سكان غزة، بل ستشكل حافزًا لمزيد من الالتفاف حول المقاومة والتمسك بها، والإنخراط في صفوفها.
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم، إن التهديدات الإسرائيلية المتواصلة لن تخيف المقاومة، ولن تثنيها عن الاستمرار في استعداداتها وتطوير قدراتها، ورص صفوفها للدفاع والتصدي لأي عدوان، ولن تتهاون لحظة واحدة في القيام بواجبها في حماية شعبنا وأرضه ومقدساته مهما بلغت التضحيات.
وأكد برهوم في تصريح صحفي، اليوم الإثنين، أن التهديدات الإسرائيلية المتواصلة للمقاومة ولقطاع غزة تعكس الأزمة الحقيقية التي يعاني منها الكيان الإسرائيلي جراء صمود المقاومة وثباتها، وتثبيتها معادلات الردع وفشله في كسر إرادتها أوالنيل من عزيمتها.
وبالمقابل، ذكرموقع “واللا” الإسرائيلي، أن حركة حماس تستغل الهدوء للدخول للتحضير للحرب في قطاع غزة، على الرغم من أن المنظمات في غزة والحكومة الإسرائيلية يؤيدون الهدوء الهش.
وقال الموقع: “المنظمات بغزة والحكومة الإسرائيلية يدركون أن الحرب في قطاع غزة ليست سوى مسألة وقت، بينما على الأرض يبدو أن بناء الجدار تحت الأرض وبناء السور الجديد على طول الحدود يتسارع بوتيرة كبيرة، كما أن حماس تعزز وتطور قدراتها برا وبحرا وجوا”.
قرارات عملياتية
وذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، الليلة الماضية، أن اجتماع “الكابينت” الإسرائيلي الذي جرى أمس ناقش التطورات على جبهة غزة واتخذ قرارات عملياتية، دون تفصيل.
وأظهرت الصحيفة أنه جرى الاستماع لموقف قائد الأركان ومسئول جهاز الشاباك حيث جرى طرح عدة خيارات من بينها العودة لسياسة الاغتيالات، وفي النهاية جرى اتخاذ قرارات وصفت بـ “العملياتية”.
في حين نقل عن عضو الكابينت ووزير الطاقة “يوفال شتاينتس” أنه قد لا يكون هنالك مناص من عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع أو عملية شاملة للقضاء على حكم حماس إذا لم تتوقف عمليات إطلاق الصواريخ.
وقال، إن اسرائيل ستضطر إلى خوض معركة عسكرية واسعة في قطاع غزة قبل التوصل إلى تسوية تجلب الأمن والهدوء” .
وتابع: ” إذا أردنا التخلص من حكم حماس في القطاع فذلك سيجبرنا على الدخول بريا إليه ، حيث أنه خلال عملية الجرف الصامد عرض رئيس الأركان آنذاك بيني غانتس خطة لاجتياح قطاع غزة”، محذرا من أن هذه العملية ستسفر عن مقتل حوالي 500 جندي إسرائيلي وقد دقم غانتس توصيته بعدم شن معركة كهذه .
وعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينت” اجتماعًا استثنائيًا، أمس الأحد، في أعقاب التصعيد الأخير على جبهة قطاع غزة.
براً وبحراً وجواً
وقال رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، : “نحن في فترة أمنية حساسة، فحماس مسؤولة عن أي هجوم يخرج من قطاع غزة”.
وتابع نتنياهو: “لن أوضح خططنا، لكننا نواصل العمل على جميع الجبهات بطرق علنية وسرية، براً وبحراً وجواً”.
وبدوره قال الوزير الإسرائيلي رافي بيريتس، أن زعماء حماس سيدفعون الثمن عن التصعيد الأمني، موضحاً انه يقطن في المنطقة المهددة ولا يعقل أن يستمر هذا الوضع فيها.
الحسم العسكري
وذكرت القناة السابعة العبرية، أن اجتماع “الكابينت” ناقش التصعيد الأخير بعد إطلاق أكثر من عشرة صواريخ باتجاه غلاف غزة الليلة الماضية، وما أعقبه من مهاجمة الاحتلال أهدافًا في القطاع، في وقت يستعد فيه جيش الاحتلال لنشر موسع لمنظومة القبة الحديدية في الجنوب خشية تجدد إطلاق الصواريخ من القطاع.
وهدد وير الخارجية الإسرائيلي،عضو “الكابينت”، “يسرائيل كاتس”، بأن إسرائيل لن تسمح بحالة استمرار عدم الهدوء بغلاف غزة.
وقال: “سياستنا واضحة تجاه حماس وقطاع غزة، ولن نسمح باستمرار عدم الهدوء بالغلاف”.
ونقلت قناة “كان” العبرية، صباح اليوم الاثنين، عن الوزير كاتس زعمه: “غزة أصبحت ميليشيا إيرانية، وهذا يقربنا من الحسم العسكري معها، وتوقيت العمل مرتبطا بحسابتنا”.
وكانت جولة من التصعيد الإسرائيلي اندلعت، مساء أمس الجمعة، حيث أعلنت قوات الإحتلال عن أن طائراتها العسكرية نفذت سلسلة غارات عنيفة على عدد من المواقع والأهداف تتبع الفصائل الفلسطينية وخاصة حركة حماس، وأدي القصف حينها إلى استشهاد شاب فلسطيني وإصابة آخرين بجراح خطيرة.
وزعم المتحدث باسم الاحتلال أن القصف جاء رداً على إطلاق عدد من القذائف الصاروخية تجاة مستوطنات غلاف غزة .
