إسرائيل تواصل سياسة هدم بيوت الفلسطينيين
عائلة عناقوة المكونة من 6 أفراد، وجدت نفسها بلا مأوى وذلك بعد أن هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي منزلها المكون من 250 متر مربع، و القابع في حي سكني بقرية بيت سيرا غربي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
بدعوى البناء دون ترخيص، تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي سياسة هدم بيوت الفلسطينيين في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، بهدف الضغط على أصحاب تلك المنازل من أجل تهجيرهم وترحيلهم عن أراضيهم.
ويقول محمد عناقوة صاحب المنزل الذى تعرض للهدم الخميس الماضي من قبل الجرافات الإسرائيلية في حديث لقناة “الغد” : “حاصرت قوات الاحتلال المنطقة بأكملها، وكذلك المنزل وتم منعنا من أن نقوم بإخراج أي شيء من الأثاث أو ما نحتاجه من البيت، وهدموا البيت كاملا على ما فيه”.
هدم بيت العمر
وواصل حديثه، “أنا لم أمثل أي خطر على إسرائيل، نحن تفاجأنا بحصار البيت الساعة الثانية والنصف ليلا، جاءت الجرافات وقوات كبيرة جدا من الجيش الإسرائيلي وأخرجونا من المنزل، وبدأوا بهدم المنزل، ورفضوا كل مطالبنا بإخراج أثاثنا أو احتياجاتنا الشخصية منعونا أن نخرج شيء”.
وأوضح عناقوة أن هذه منطقة سكنية لا تطل على شيء لا جدار أو شارع التفافي، يوم 15/6 الماضي أخطرونا بقرار الهدم، وحينما لجأنا إلى محاكمهم الظالمة رفضوا الاستئناف، ما ذنب أطفالي، أنا وزوجتي و 4 أطفال أكبرهم 12 عامًا وأصغرهم 3 سنوات، ونحن في هذه الحالة أصبحنا مشردين بلا مأوى، و منذ أن تخرجت في الجامعة في عام 2004 وحتى عام 2020 ، وأنا أقوم بجمع المال وتحويشه، من أجل بناء هذا البيت”.
ولعل معظم بيوت قرية بيت سيرا لا تمتلك تراخيص بناء حسب المنظور الإسرائيلي، وذلك بسبب القيود والصعوبات التي تصل لحد الرفض والمنع من قبل الاحتلال الإسرائيلي بمنح هذه التراخيص من أجل محاربة الوجود الفلسطيني، هذا الأمر إلى أحدث حالة من التخوف لدى أصحاب المنازل من أن تتعرض للهدم.
ويقول عادل عناقوة أحد سكان حي بيت سيرا: “كل أولادي متزوجين لدي في البيت، عملت لهم طوابق فوق بعضها البعض مثل أبراج الحمام، يوجد لدي أرض بالجوار، و الاحتلال يمنعني من البناء فيها، هم يريدون إحباطنا و الضغط علينا، ويريدون إيصالنا لنقطة اليأس”.
التخوف من الانفجار
هذا الضغط وحالة اليأس يراه مراقبون أنه بات واضحا في الشارع الفلسطيني جراء الأوضاع الاقتصادية المتردية والأفعال الإسرائيلية على الأرض من هجمات واعتقالات، وكل ذلك ما تخشاه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتنظر بخطورة لانفجار مرتقب في الضفة.
في هذا الصدد قال الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب “إن إسرائيل تتخذ مجموعة كبيرة من الإجراءات للحد من إمكانية الصدام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سواء فيما يتعلق بالحواجز العديدة التي تفصل المدن الفلسطينية عن بعضها البعض وكذلك الاعتقالات”.
وتقدر إحصائيات أممية أن إسرائيل هدمت 390 منزلا فلسطينيا بين شهري مارس وأغسطس من العام الجاري، وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن حكومة الاحتلال تجبر أصحاب المنازل على هدمها تحت ذريعة بالافتقار إلى رخص البناء، التي يعد حصول الفلسطينيين عليها أمرًا من ضرب المستحيل بسبب نظام التخطيط التقييدي والتمييزي، ما يترك هؤلاء دون خيار سوى البناء دون ترخيص.
