إسرائيل توافق على آلية لتوصيل المساعدات القطرية لغزة

بعد انقطاع فترة طويلة، خرج أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بخطاب مصور، اليوم الثلاثاء، مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ200.

وقال أبو عبيدة، في كلمته، إن المقاومة الفلسطينية ستواصل ضرباتها ما دام عدوان الاحتلال أو وجوده مستمرًا على أي شبر من أرض فلسطين.

وأضاف أن 200 يوم مرت على بدء العدوان، ولا يزال العدو عالقًا في رمال غزة بلا هدف ولا أفق ولا تحرير لأسراه، في حين تظل المقاومة راسخة رسوخ جبال فلسطين.

وأشار إلى أن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب المقاومة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، الذي كسرت بها فرقة غزة بجيش الاحتلال، واصفا إياها بأنها «أقوى ضربة في تاريخ الكيان الصهيوني».

وأكد الناطق باسم كتائب القسام أن «جيش الاحتلال فشل أمام مقاومتنا وشعبنا بعد أن تحطمت صورته أمام العالم، ولا يزال العدو المجرم يحاول لملمة صورته، ولا يحصل إلا على المزيد من الخزي والعار».

ونوه أبو عبيدة ببعض «أكاذيب حكومة العدو، وفي مقدمتها محاولة إيهام العالم أنه قضى على كتائب القسام ولم يتبق إلا كتيبة رفح»، معلقا بأن «رجال المقاومة راسخون في أماكنهم رسوخ الجبال».

وكشف الناطق باسم كتائب القسام عن بعض جرائم الاحتلال التي قام بها على مدى 200 يوم من عدوانه على قطاع غزة، وقال إن «جيشا يركز على قتل الأطفال، واستهداف المدنيين، ونبش المقابر، هو جيش يشعر بدونية وهزيمة»، مؤكدًا أن «ما أُهدر من دماء لن يعوضه سوى انتزاع حقنا الطبيعي وتحقيق شروط المقاومة، ولن نتنازل عن حقوق شعبنا من إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار وعودة النازحين إلى ديارهم».

وأضاف: «أولى الجبهات بالمقاومة هي جبهة الضفة الغربية، الخاصرة الرخوة للعدو، ونحيي كل شبر من ضفتنا الحرة الأبية، كما نقدر كل جهد عسكري وشعبي انضم إلى طوفان الأقصى، ونخص جبهات القتال في لبنان واليمن والعراق».

ولفت أبو عبيدة إلى أن «العدو يحاول التنصل من كل وعوده في المفاوضات ويريد كسب المزيد من الوقت» مشددًا على أن «حكومة العدو تماطل في التوصل إلى صفقة للتبادل وتحاول عرقلة جهود الوسطاء في التوصل إلى وقف لإطلاق النار».

ووجه أبو عبيدة رسالة إلى سلطات الاحتلال في تل أبيب وإلى أهالي المحتجزين الإسرائيليين، قال فيها إن «شاؤول وغولدين في قبضتنا منذ 10 سنوات مع هشام السيد و(منغستو)، ونحيطكم علمًا أن سيناريو رون أراد هو السيناريو الأوفر حظًا، أن يتحقق مع أبنائكم في غزة».

غزة تواجه الإبادة

ويواصل الاحتلال قصفه لمناطق متفرقة من قطاع غزة، لليوم الـ200، مخلفا مئات الشهداء والجرحى.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى نحو 34 ألفا و200 شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأكثر من 77 ألفا و100 مصاب.

وقالت الوزارة، في بيان، إن الاحتلال ارتكب، خلال الـ24 ساعة الماضية، 3 مجازر ضد عائلات بأكملها في قطاع غزة، راح ضحيتها 32 شهيدًا، و59 مصابًا.

وأضافت الوزارة أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

وأشارت صحة غزة إلى أن 32 مستشفى، و53 مركز رعاية صحية أولية أصبحت خارج الخدمة، وتضررت 126 سيارة إسعاف وتوقفت عن العمل، كما انخفضت أسرّةُ المستشفيات بنسبةٍ وصلت لأكثرَ من 80%، وكذلك أسرَّة غسيل الكلى انخفضت بنحو 75%.

وطيلة العدوان، استشهد 490 من الطواقم العاملة في القطاع الصحي، بينما اعتقلت قوات الاحتلال 310 من الطواقم الطبية وفقا لبيان وزارة الصحة.

____________________________

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عدم صحة العثور على مقابر جماعية أو ارتكابه إعدامات ميدانية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

واعترف جيش الاحتلال أنه «استخرج بالفعل جثثا في محاولة للعثور على المحتجزين الإسرائيليين في القطاع».

وجاء في بيان الاحتلال: «الادعاء بأن الجيش الإسرائيلي دفن جثث فلسطينيين لا أساس له من الصحة»، مدعيا أن قواته أعادت الجثث إلى مكان دفنها بعد فحصها.

وأضاف زاعمًا: «جرت عملية الفحص بعناية وبشكل حصري في مواقع أشارت المخابرات إلى احتمال وجود محتجزين فيها. وتم الفحص بطريقة لائقة تحفظ كرامة الموتى».

وسحبت إسرائيل فجأة معظم قواتها البرية من جنوب قطاع غزة هذا الشهر بعد بعض من أعنف المعارك في الحرب المستمرة منذ 7 أشهر. وبدأ السكان في العودة إلى منازلهم في خان يونس، ثاني أكبر مدينة في القطاع، بأحياء لم يكن من الممكن الوصول إليها في السابق، حيث وجدوا منازل تحولت إلى أنقاض وجثثا متناثرة في الشوارع.

وقال إسماعيل الثوابتة، المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن إسرائيل نفذت عمليات إعدام في المستشفى والتغطية على الجرائم من خلال دفن الجثث بالجرافات. وتنفي إسرائيل بشدة أنها نفذت عمليات إعدام.

فتح تحقيق

ودعا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إلى إجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية المكتشفة في مجمعي الشفاء وناصر.

وقال المفوض السامي، إنه شعر بالرعب إزاء تدمير مجمعي الناصر والشفاء الطبيين، وما ورد عن اكتشاف مقابر جماعية في هذه المواقع وما حولها. ودعا إلى إجراء تحقيقات مستقلة وفعالة وشفافة في الوفيات.

وأضاف: «نظرًا لمناخ الإفلات من العقاب السائد، ينبغي أن يشمل ذلك محققين دوليين. يحق للمستشفيات الحصول على حماية خاصة جدًا بموجب القانون الدولي الإنساني. والقتل المتعمد للمدنيين والمحتجزين وغيرهم من العاجزين عن القتال يعد جريمة حرب».

وتابع أن المعاناة التي لا توصف الناجمة عن القتال، إلى جانب ما نتج عنه من البؤس والدمار والمجاعة والمرض وخطر نشوب صراع أوسع، يجب أن تنتهي بشكل قاطع.

وكرر دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن المحتجزين والمعتقلين تعسفيًّا، وتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود.

وكانت مستشفى الشفاء في مدينة غزة، إحدى مسارح العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقال إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن القوات الإسرائيلية قتلت 400 فلسطيني في منطقة مستشفى الشفاء، من بينهم طبيبة وابنها الطبيب أيضًا، وأخرجت المنشأة الطبية عن العمل.

انتشال الجثامين

وتواصل طواقم الدفاع المدني والإسعاف، انتشال جثامين الشهداء من مجمعي الشفاء وناصر.

ففي مجمع ناصر، انتشلت طواقم الإنقاذ والإسعاف، اليوم الثلاثاء، جثامين 310 شهداء من مقابر جماعية في المستشفى.

وأكدت مصادر، أن العدد الأكبر من الشهداء من ضحايا المقابر الجماعية، من النساء والأطفال، إذ تتعمد قوات الاحتلال جرف عشرات الجثامين ودفنها قبل انسحابها من أي منطقة في القطاع.

وأشارت المصادر إلى وجود مئات المفقودين في مجزرة خان يونس، واختفاء نحو 2000 مواطن بعد انسحاب قوات الاحتلال من مناطق عدة في القطاع.

وقبل أيام، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، سلامة معروف، إنه بعد عدة أيام من عمل الطواقم الحكومية المختصة بحثا عن جثامين الشهداء التي أخفاها جيش الاحتلال، استطاعت الطواقم انتشال 30 شهيدا مدفونين بمقبرتين إحداهما أمام قسم الطوارئ والأخرى أمام قسم الكلى في مجمع الشفاء.

وأضاف: «جرى التعرف وتحديد جثمان 12 شهيدا، فيما لم يجرِ التعرف على البقية، علما أن جيش الاحتلال تعمد إخفاءها ودفنها عميقا بالرمال وإلقاء النفايات عليها، وقد وجدت بعض الجثامين لنساء ومسنين وأيضا لجرحى، فيما جرى تكبيل أيدي بعضها وتجريدهم من ملابسهم، ما يشير إلى إعدامها بدم بارد».

ولفت إلى أن مصير نحو ألف شخص من المواطنين والكوادر الطبية والصحفيين الذين كانوا بالمجمع لحظة اقتحامه من جيش الاحتلال لا يزال مجهولا، ولا يعرف مصيرهم إذا ما جرى اعتقالهم أو قتلهم وإخفاء جثامينهم في أماكن أخرى.

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 34183، والإصابات إلى 77143 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

دمار كامل

وكان ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، دومينيك آلان، قد وصف الوضع في القطاع بأنه جحيم إنساني بعد 6 أشهر ونصف من الهجمات على الرعاية الصحية بالمستشفيات المنهكة شمال ووسط وجنوب غزة، وذلك بعد عودته من مهمة إلى غزة استغرقت 10 أيام في القطاع.

وقال عبر الفيديو من القدس للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في جنيف، يوم الجمعة الماضي، إن مستشفى الشفاء الذي كان أكبر مستشفيات غزة عمَّه الخراب.

وتابع آلان: «عند زيارتنا لمستشفى ناصر، كان علينا أن نتوخى الحذر- مع خدمة إزالة الألغام- ونحن نسير عبر مدخل المستشفى بسبب الذخائر غير المنفجرة».

وأضاف، أنه لم يكد يتعرف على المكان الذي زاره قبل شهرين بسبب حجم الدمار.

ــــــــــــــــــ

شاهد| البث المباشر لقناة الغد

 

200 يوم مرت على اندلاع الحرب في غزة، منذ أن بدأ العدوان الإسرائيلي على القطاع بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

طوال هذه الفترة، لم يترفع الاحتلال عن كل ما من شأنه أن يحقق هدفه في إبادة الشعب الفلسطيني، نساءً ورجالًا، شيوخًا وأطفالًا، ومن أجل الإمعان في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد الفلسطينيين، قام الاحتلال – ولم يزل – باستهداف القطاع الصحي، من خلال تدمير المستشفيات، وتوجيه أسلحته صوب المرافق الصحية، واستهداف الأطباء والمسعفين، والمرضى أيضا، حتى إنه نفذ عمليات اغتيال لبعض هؤلاء المرضى في أثناء تلقيهم العلاج داخل المستشفيات، لعل أبرزها العملية الجبانة التي كانت مستشفى ابن سينا شاهدة على أحداثها.. فكيف دمر الاحتلال القطاع الصحي بقطاع غزة؟

إحصاءات مهمة

كثف الاحتلال ضرباته واستهدافاته المتتالية والمتكررة، للقطاع الصحي بغزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تحت مزاعم واهية، يبرر من خلالها قصف المستشفيات، فتارة يدعي أنها تأوي عناصر حماس، وتارة أخرى يدعي وجود أنفاق للمقاومة وأنها تتخذ من المستشفيات ومن المرضى دروعا بشرية للتخفي، وما هذه إلا محض محاولات فاشلة يحاول من خلالها الاحتلال التنصل من مسؤوليته عن ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين العزل.

ولعل أحدث إحصاء نشره المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، خير دليل على جرائم الاحتلال، وتدميره بشكل متعمد القطاع الصحي بغزة، وفيما يلي أبرزها:

32 مستشفى أخرجها الاحتلال من الخدمة.

53 مركزا صحيا أخرجه الاحتلال من الخدمة.

159 مؤسسة صحية استهدفها الاحتلال.

126 سيارة إسعاف استهدفها جيش الاحتلال.

485 شهيدا من الطواقم الطبية.

310 حالات اعتقال من الكوادر الصحية.

11 ألف جريح بحاجة للسفر للعلاج تحت مسمى «إنقاذ حياة وخطيرة».

10 آلاف مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة إلى العلاج.

مليون و900 ألف مصاب بالأمراض المعدية نتيجة النزوح، من بين مليوني نازح في قطاع غزة.

8 آلاف حالة عدوى بالتهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح.

60 ألف سيدة حامل مُعرَّضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية.

350 ألف مريض مزمن معرضون للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية.

مجزرة مستشفى المعمداني

كثيرة هي المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين على مدى 200 يوم من العدوان، لعل أبرزها مجزرة مستشفى المعمداني، الذي يقع في حي الزيتون، جنوبي قطاع غزة، والتي حدثت يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

المجزرة المروعة التي وقعت نتيجة القصف الوحشي والهمجي للمستشفى، أدت إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، الذين اتخذوا من المستشفى ملجأ آمنا من غارات الاحتلال.

وقال أحد المسعفين: «عندما وصلنا إلى مستشفى المعمداني، وجدنا مجزرة، أشلاء بلا عدد، بلا رؤوس، أطفال، نساء، كانوا ينامون تحت الأشجار، لا حول لهم ولا قوة، استشهدوا بدم بارد، ارتكبت مجزرة بحقهم، بل هي إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، حيث تُباد عائلات عن بكرة أبيها».

وفي مقابلة مع «الغد»، وجه المسعف نداء للعالم وللأمة العربية وهيئات الصليب الأحمر، طالبهم فيها بوقف هذه المجزرة، وتسائل: «هل تنتظر الشعوب العربية حتى تنتهي فلسطين لكي تتحرك؟، هذه مستشفى، لا سلاح، لا مقاومة، لا رجالات، لا صواريخ، فقط أطفال ونساء ينامون في العراء، وجدناهم تحت الأشجار، تعمدوا قتلهم لينالوا من عزيمتنا».

مجزرة مستشفى كمال عدوان

من بين الاستهدافات الواضحة للقطاع الصحي في قطاع غزة، المجزرة المروعة التي كانت مستشفى كمال عدوان، الواقعة في بيت لاهيا، شاهدة عليها، حين قصفها الاحتلال، مرات عدة.

المستشفى كان موقع صراع خلال الحرب الوحشية، بالرغم من أنه كان الملاذ الاستشفائي الحكومي الأخير في شمالي القطاع، والذي كان يخدم سكان جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، البالغ عددهم نحو 350 ألف نسمة.

وقالت وزارة الصحة في غزة، إن الاحتلال كان يستهدف كل من يتحرك في مستشفى كمال عدوان، ويقمع الطواقم الطبية ويذلهم داخل المستشفى، حتى إن 12 طفلا لم يسلموا من بطش الاحتلال، الذي احتجزهم داخل الحضانات في المستشفى دون ماء ولا غذاء.

وبعد أيام من الحصار، بدأت قوات الاحتلال إجلاء الجرحى والطواقم الطبية، لكنها منعت الطواقم الطبية من معالجة الجرحى والمرضى في المستشفى قبل إجلائهم، كما منعت دفن جثامين الشهداء المحتجزة داخل المستشفى.

وكان من أبشع ما شهده مستشفى كمال عدوان المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال، يوم 16 ديسمبر/ كانون الأول، حين قام بدفن بعض الجرحى والنازحين وهم أحياء في ساحة المستشفى، وفق ما ورد في شهادات الطواقم الطبية.

مجزرة مجمع الشفاء الطبي

مجزرة أخرى، واصل الاحتلال من خلالها استهداف القطاع الصحي في غزة، وهي مجزرة مجمع الشفاء الطبي، التي خلفت عددا كبيرا من الضحايا.

فبعد 15 يوما من الحصار والقصف والاستهداف المباشر لمجمع الشفاء ومحيطه، انسحبت قوات الاحتلال، يوم 1 أبريل/ نيسان الحالي منه، لتتكشف ملامح الجريمة التي ارتكبتها قواته بحق المدنيين الفلسطينيين.

وأظهرت مقاطع مصورة حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في المنطقة، سواء المجمع الطبي أو المباني السكنية المحيطة به، حيث جرى إحراق مباني المستشفى وأيضا البنايات المحيطة به.

وأكد شهود عيان العثور على عشرات الجثامين المتحللة لشهداء، كما تم العثور على أدلة تظهر عمليات دهس لجثامين شهداء هذه المجزرة المروعة.

كذلك أكد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، الرائد محمود بصل، أن الاحتلال أعدم مواطنين مكبلي الأيدي في مجمع الشفاء الطبي.

وقال بصل إن الجريمة البشعة للاحتلال في مستشفى الشفاء لا يتخيلها عقل، مضيفا: «ما زالت الجريمة البشعة التي لا يتخيلها عقل بشري تتكشف داخل مباني وباحة وأزقة مجمع مستشفى الشفاء الطبي بعد أن انسحبت قوات الاحتلال منه».

وأضاف أن «مشاهد الجرائم البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المواطنين النازحين على مدار 15 يوما داخل مستشفى الشفاء ومحيطها لا يمكن تمريرها كبقية الجرائم ويجب أن يبقى مسرح هذه الجريمة شاهدا للتاريخ».

ومع انتهاء العملية العسكرية وانسحاب قوات الاحتلال من المستشفى أعلن جيش الاحتلال أنه قتل 200 فلسطينيا واعتقل 500 آخرين، فيما أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن حجم المجزرة الفعلي وأبعادها لم تٌكشف بعد بالكامل، لافتا إلى أن تقديراته الأولية تفيد بأن أكثر من 1500 فلسطيني ما بين قتيل وجريح ومفقود، نصفهم من النساء والأطفال، بفعل المذبحة الإسرائيلية في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، وذلك بناء على الإفادات الواردة إليه ومشاهداته، إذ إن هنالك مئات من الجثامين داخل المجمع وفي المنطقة المحيطة به، منها جثامين محترقة وأخرى مقطعة الرؤوس والأوصال.

مجمع ناصر الطبي

ظل مجمع ناصر الطبي هدفا للاحتلال، منذ بدء عملياته العسكرية، ومنذ أن شن حربه الوحشية والهمجية في الابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وبعد مجازر عديدة، واستهدافات كثيرة طالت المجمع، وقضت على آخر آمال المرضى في العلاج، وتحديدا في يوم 18 فبراير/ شباط الماضي، أعلنت وزارة الصحة في غزة، خروج مجمع ناصر الطبي، ثاني أكبر مستشفى في القطاع، من الخدمة بشكل كامل.

وقال الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن «خروج مستشفى ناصر من الخدمة هو حكم بالإعدام على مئات الآلاف من المواطنين والنازحين بمنطقة خان يونس ورفح، وذلك لأن مجمع ناصر الطبي يعتبر العمود الفقري للخدمات الصحية جنوب غزة».

وأضاف أن «الاحتلال وضع الكوادر الطبية لساعات طويلة في مبنى الولادة وهم مقيدي الأيدي واعتدى عليهم بالضرب وجردهم من ثيابهم، كما اعتقلت قوات الاحتلال 70 من الكوادر الصحية في المجمع، بالإضافة إلى اعتقال عشرات المرضى الذين لا يستطيعون الحركة وهم على أسرة العلاج، وتم وضعهم على أسرة للجيش ووضعهم في شاحنات واقتيادهم إلى جهة غير معلومة».

وقبل بضعة أيام، وتحديدا يوم السبت الماضي، أعلن الدفاع المدني في غزة انتشال جثامين عدد كبير من الشهداء دفنهم الاحتلال بشكل جماعي داخل مجمع ناصر الطبي بخان يونس، ثم بعد يومين، أعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، أن الطواقم الحكومية تواصل عملها في انتشال الشهداء من المقبرة الجماعية بالمجمع، إذ جرى، أمس الإثنين، انتشال جثامين 73 شهيدا ليصل العدد الإجمالي للجثامين التي تم انتشالها منذ الجمعة الماضي 283 شهيدا.

وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، إنه جرى التعرف وتحديد جثامين 42 شهيدا، فيما لم يجرِ التعرف على البقية، علما أن جيش الاحتلال تعمد إخفاءها ودفنها عميقا بالرمال وإلقاء النفايات عليها، مشيرا إلى أن بعض الجثامين لنساء ومسنين وجدت أيضًا، فيما جرى تكبيل أيدي بعضها وتجريدهم من ملابسهم، ما يشير إلى إعدامها بدم بارد.

وأشار رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، إلى أنه ما زال مصير نحو 2000 شخص من المواطنين الذين كانوا بالمجمع عند اقتحامه من جيش الاحتلال مجهولًا، ولا يعرف مصيرهم إذا ما تم اعتقالهم أو قتلهم وإخفاء جثامينهم.

وأكد معروف على أن الجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال باستباحة مجمع ناصر الطبي واقتحامه مرتين وتدمير بعض أجزائه، توضح مدى همجية هذا الاحتلال الذي يدمر كل مقومات الحياة وسبل النجاة داخل قطاع غزة.

مستشفى العودة

في الحادي والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حاصر جيش الاحتلال مستشفى العودة ومارس انتهاكات عديدة بحق النازحين والطواقم الطبية.

وأشارت وزارة الصحة في غزة، في بيان، إلى أن المحاصرين داخل مستشفى العودة في حالة رعب وقنص واعتقال وتعذيب وبلا ماء وبلا طعام وبلا دواء.

ثم في الثامن والعشرين من شهر فبراير/ شباط الماضي، أعلن مستشفى العودة، توقف خدماته، جراء نفاد الوقود والمستلزمات الطبية.

وقبل ساعات قلائل، استهدف الاحتلال، مقر إدارة المستشفى ما أدى إلى تعطيل منظومة الطاقة الشمسية التي تزود المستشفى بالكهرباء، بالإضافة إلى تلف كبير في خزانات المياه والوقود والمصعد الكهربائي.

وأدان مستشفى العودة الاستهداف واعتبره استهدافًا مباشرًا، خصوصًا أن إحداثيات موقع المستشفى معلومة ومعروفة لكل الأطراف.

مستشفى الأمل تحت الحصار

كان مستشفى الأمل هو الآخر هدفا رئيسا للاحتلال، خلال خطته لتدمير القطاع الصحي، فعلى مدى أشهر الحرب، ظل المستشفى تحت الحصار الإسرائيلي، الذي حال دون استمرار الخدمة الطبية.

ففي 18 فبراير/ شباط الماضي، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن الاحتلال فرض حصارا شديدا على مستشفى الأمل، ومنع إدخال المواد الغذائية والوقود إليه.

وفي يوم 20 فبراير/ شباط، وبالرغم من مرور 29 يوما على حصار المستشفى، واصل الاحتلال انتهاكاته وحصاره الذي فرضه على المستشفى، حتى إن الأوضاع بداخله باتت كارثية، ومما زاد الأوضاع سوءًا، قيام الاحتلال بتنفيذ استهدافات عدة، طالت الطابق الثالث بالقصف المدفعي، كما استهدفت خطوط المياه الخاصة بالمستشفى، ناهيك عن المعاناة التي ألمَّت بالمستشفى من محدودية مخزون الوقود والشح الشديد في المستلزمات الطبية والأدوية بعد أن نفد الكثير منها، فضلا عن شح الطعام والمياه الصالحة للشرب، والتي ازدادت سوءًا بعد أن عطل الاحتلال محطة تحلية المياة الخاصة بالمستشفى.

كذلك، فتحت الدبابات الإسرائيلية النار على مستشفى الأمل، مما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين.

واستمر الاحتلال هكذا في فرص حصاره على المستشفى، واستهداف الجرحى والطواقم الطبية أمامه، حتى جاء يوم 24 مارس/ آذار، وفيه أجبرت قوات الاحتلال الطواقم الطبية والجرحى على مغادرة المستشفى.

«إرهاب دولة» إسرائيلي في مستشفى ابن سينا

لم يقتصر استهداف القطاع الصحي على قصف المنشآت وضرب سيارات الإسعاف، والتنكيل واستهداف الطواقم الطبية فحسب، وإنما طال هذا الاستهداف المتعمد والممنهج المرضى.

ففي تطور نوعي لعمليات الاغتيال الميداني التي ينفذها الاحتلال بحق الفلسطينيين العزل، وفي عملية أقل ما توصف به أنها «إرهاب دولة»، تنكرت قوات خاصة في زي مدني وتسللت إلى مستشفى ابن سينا بمدينة جنين، في الضفة الغربية، حيث اغتالت بدم بارد 3 شبان فلسطينيين.

عملية الاغتيال، تلك التي وثقتها كاميرات المراقبة بالمستشفى، تعد بمثابة دليل دامغ، لـ«إرهاب الدولة» الذي يمارسه الاحتلال، وإن كان هذا الإرهاب جليا لا يحتاج لا إلى أدلة ولا إلى براهين.

وأثارت عملية اغتيال الشبان الثلاثة غضبا عارما، إذ شكلت نقلة نوعية وخطيرة في ممارسات الاحتلال البغيضة، التي تتنافي مع القوانين والأعراف الدولية، وتنتهك حقوق الإنسان، الذي لم يعد يجد مفرا من الموت في غزة والضفة الغربية، وقد بدا ذلك في ردود الفعل الفلسطينية، التي جاءت منددة بالعملية الغادرة.

ففي فجر يوم الثلاثاء، 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، نفذت وحدات خاصة تابعة لجيش الاحتلال عملية اغتيال جبانة بحق 3 من الشبان الفلسطينيين بمستشفى ابن سينا، حيث كان أحد الشهداء يتلقى العلاج بعد إصابته بشلل نصفي، بينما كان يقوم الاثنان الآخران، وهما شقيقه وصديقه، على رعايته بالمستشفى.

وأوضح مراسل «الغد» أنه في تمام الساعة 05:40، تسللت وحدات خاصة إسرائيلية من وحدات اليمام ودوفدوفان، إلى مستشفى ابن سينا، على الأطراف الشمالية من مخيم جنين، هذه القوات دخلت المستشفى على مجموعتين، المجموعة الأولى مكونة من 3 أشخاص يرتدون زي الطواقم الطبية، وتمكنت من الدخول عبر الممر الموجود في ساحة الطوارئ، وصولا إلى المصعد ومن ثم التوجه إلى الطابق الثالث، وتحديدا إلى الغرفة 376، وتم الاعتداء على إحدى الممرضات التي كانت تشرف على القسم الطبي بالطابق الثالث، ولاحقا تم تنفيذ عملية اغتيال لـ3 شبان باستخدام مسدسات كاتمة للصوت، قبل أن تدخل المجموعة الثانية بعد 5 دقائق من دخول نظيرتها الأولى، وكانت تضم نحو 8 أشخاص من بينهم نساء وأطفال ورجال يقومون بجر أحد المرضى على كرسي متحرك، وهي حيلة استخدمتها قوات الاحتلال للتخفي والوصول إلى ساحة الطوارئ، حيث كانت المجموعة الأولى قد أتمت عملية الاغتيال.

وأشار مراسلنا إلى أن العملية بالكامل استغرقت قرابة 9 إلى 11 دقيقة، وفق ما أكدته مصادر طبية لـ«الغد».

هذا غيض من فيض مما قامت به قوات الاحتلال التي ركزت على استهداف القطاع الصحي، وبالرغم من خروج 32 مستشفى، و53 مركزا صحيا من الخدمة، لا تزال إسرائيل تعمل جاهدة من أجل القضاء على أي فرص قد تكون متاحة أمام قلة من الفلسطينيين للعلاج، بالرغم من الإحصاءات المرعبة، التي سبق الإشارة إليها، والتي تتحدث عن آلاف المصابين والمرضى الذين يواجهون شبح الموت في كل وقت وفي كل مكان.

____________________________

شاهد | البث المباشر لقناة الغد