يعقد الكنيست الإسرائيلي، اليوم الأحد، جلسة خاصة للتصويت على منح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة زعيم حزب “يامينا” نفتالي بينيت.
وأفاد مراسلنا من القدس المحتلة بأن ساعات قليلة تفصلنا عن تنصيب الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة اليميني، بينبت، واصفاً الحكومة الجديدة بأنها غير متجانسة وتتألف من اليمين واليسار والوسط، اليهودي والعربي.
وأضاف أنه لا يتوقع أحد في إسرائيل أن تصمد تلك الحكومة كثيراً، نتيجة العقبات الكثيرة التي ستواجهها، سواء على صعيد وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإعادة الإعمار وملف تجنيد اليهود المتدينين، علماً بأنها أول حكومة علمانية في إسرائيل، حتى أن هناك من يقول أن المتدين الوحيد الذي في الحكومة هو منصور عباس، الممثل العربي في القائمة العربية الموحدة.
وتابع مراسلنا أن الحديث يدور على جلسة الكنيست ستمتد لأكثر من ساعتين، وحتى الآن لم يصرح بنيامين نتنياهو حول مشاركته في الجلسة من عدمها، والتي من المقرر أن تنهي حكمه وتجعله في صفوف المعارضة الإسرائيلية.
ولفت إلى أن عدد كبير من أنصار اليمين الإسرائيلي شنوا هجوماً ضد نتنياهو للمرة الأولى بشكل علني، وقالوا إنه لم يكن عليهم أن ينتظروا كل هذا الوقت لوضع نهاية لعصر نتنياهو.
ملفات في انتظار الحكومة
وأوضح أن الحكومة الجديدة أمامها العديد من الملفات الخطرة، من بينها الملفات الخطرة من بينها الملف النووي الإيراني، وكيفية التعامل مع الإدارة الأمريكية بخصوص هذا الملف الذي يشكل عقبة في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، كما أنه على هذه الحكومة مواجهة العالم العربي، وتحديداً العلاقة مع مصر والأردن التي شابها العديد من الإشكاليات، تحديداً مع شخصية نتنياهو التي كانت على خلاف مع قادة الدول العربية، متمثلة في الأردن ومصر.
وأشار مراسلنا إلى أن من بين الملفات التي تنتظر الحكومة الجديدة ملف التعامل مع جائحة كورونا وما بعدها والتداعيات الاقتصادية لها، كذلك تمرير الموازنة التي تم تعطيلها لعدة سنوات على أيدي نتنياهو، وهو أبرز وأخطر الملفات التي ستواجه الحكومة ومستقبلها وقدرتها على الاستمرار.
ولفت إلى أنه في حالة تخلف أحد النواب المؤيدين للحكومة الجديدة عن الحضور، أو صوّت ضدها أو طالب بالتأجيل، فإن هذا يعني عدم وجود حكومة إسرائيلية جديدة اليوم، وسيبقى نتنياهو في منصب رئيس الوزراء لتسيير الأعمال حتى الذهاب إلى جولة خامسة من الانتخابات الإسرائيلية.
ونوه أن هناك أنباء تتحدث عن محاولات للضغط على أعضاء كنيست، سواء من حزب جدعون ساعر والمنشقين من حزب الليكود، أو من حزب يمينا من المناصرين للمعسكري اليميني المتشدد، أو من حزب القائمة العربية الموحدة الذي يواجه ضغوطا شديداً.
وأكد مراسلنا أن الملف الأمني الأهم حاليا هو مسيرة الأعلام التي تم تأجيلها حتى يوم الثلاثاء، فستكون “اللغم” الأول قبالة الحكومة الجديدة للنظر كيف ستتعامل معها.
العرب لا يعولون على حكومة بينيت
فيما أفادت مراسلتنا في اللد بأن المدينة شهدت خلال الفترة الأخيرة هجمة غير اعتيادية من قبل المستوطنين الذين قدموا من الضفة الغربية على السكان العرب، كذلك شهدت هجمة من الشرطة الإسرائيلية على سكانها ونفذت حملات اعتقال موسعة.
ولفتت إلى أن سكان اللد لا يعولون كثيراً على تلك الحكومة الجديدة، خاصة أن الأحزاب التي تشكل الائتلاف الحكومي، ويرأسها بينيت الذي يحمل فكراً يمينياً استيطانياً وقد يسبق نتنياهو في فكره اليميني، موضحة أن السكان لا يعتقدون أن تلك الحكومة ستأتي بتغيرات جذرية في السياسات تجاه السكان العرب.
وأشارت إلى أن الاتفاق الائتلافي الذي وقعته القائمة العربية الموحدة لم يشتمل على أي مطالب جوهرية، مثل إلغاء قانون يهودية الدولة الذي يكرس دونية المواطنين العرب داخل إسرائيل، أو إعادة تنظيم بناء للبيوت التي هدمت أو التي سيتم هدمها.
فيما أكد عضو اللجنة الشعبية لمدينة اللد، المحامي تيسير شعبان، أن المواطنين العرب في الداخل لا يعولون على الحكومات الإسرائيلية، وأن المواطنين يعانون من التمييز العنصري، معرباً عن اعتقاده بأن الوضع سيكون أصعب في ظل الحكومة الجديدة برئاسة بينيت.
وقال الكاتب الصحفي، وائل عواد، إن فلسطينيو الداخل غير متفائلين من تلك الحكومة ولا يتوقعون وجود أي اختلاف، خاصة أن رئيسها بينيت كان يرأس مجلس المستوطنات، ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيجدور ليبرمان، اليميني الذي يؤيد “الترانسفير” التهجير الجماعي للعرب، وبها إيليت شاكيد التي تعد من أكبر مؤيدي تمرير قانون القومية اليهودية لتحويل المواطنون العرب لموطنين درجة ثانية.
هدية مجانية للاستيطان
وأكد عواد، خلال لقاء على شاشة الغد، أنه تم الانتقال من “يمين نتنياهو” إلى “يمين متطرف آخر”، لافتا إلى أن مشاركة العرب – منصور عباس – لن تغير شيء، بل هي هدية مجانية لليمين الاستيطاني.
وأوضح أن الاختلافات بين الأحزاب الموجودة في الحكومة الجديدة هي جوهرية وكبيرة، إذ تجمع بين أقصى اليسار وأقصى اليمين، ورأى أن تلك الحكومة لن تصمد طويلاً، إلا أنهم تحالفوا جميعاً لإسقاط نتنياهو، معرباً عن اعتقاده بأن تلك الحكومة ستؤخر الانتخابات في لشهر مايو القادم ، وتريد الذهاب بنتنياهو للمحكمة وهو ليس على رأس السلطة.
ولفت إلى أن حزب “هناك مستقبل”، برئاسة يائير لابيد، وقع اتفاقيات متناقضة مع الأحزاب، مثل قضية المثيلية الجنسية.
