تشير المؤشرات الأولية لانتخابات المحليات في تركيا إلى فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول وهزيمة ممثل حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدريم.
يأتى ذلك وسط تضارب في مواقف الأخير حول موقف فرص فوز مرشحه من رئاسة بلدية إسطنبول.
تناقض حزب أردوغان
فور ظهور المؤشرات الأولية لانتخابات المحليات قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، إن “حزب العدالة والتنمية خسر فيما يبدو انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، وإن أغلبية الأحياء في المدينة كانت لنا أو تنافسية، ماذا يعني هذا؟ حتى إذا تخلى أناسنا عن رئاسة البلدية، فقد أعطوا الإحياء لحزب العدالة والتنمية”.
وعزز رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا سعدي غوفن مؤشرات خسارة الحزب الحاكم في إسطنبول، قائلا إن “عمليات فرز الأصوات تشير إلى تقدم مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض في إسطنبول، أكبر المدن التركية، على مرشح حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، العدالة والتنمية.
وأضاف أن أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري حصل على 4159650 صوتا مقابل 4131761 حصل عليها بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية.
ولم يسر حزب العدالة والتنمية الحاكم على درب رئيسه، وأنكر الهزيمة، وقال بيرم شان أوجاق رئيس الحزب في منطقة إسطنبول، إن حزبه لديه الكثير من الأدلة التي تظهر أن هناك مخالفات في الأصوات ومن الواضح أن هذه المخالفات كان لها تأثير على النتيجة.
ورغم إنكار حزب العدالة والتنمية الهزيمة في إسطنبول فإن مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو قال إنه يتقدم بفارق 25158 صوتًا على خصمه من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وذلك وفقًا لقاعدة بيانات المعارضة الرئيسية.
وأضاف أوغلو أن اللجنة العليا للانتخابات أدخلت 99.95 بالمئة من الأصوات في إسطنبول على النظام الانتخابي، ما أظهر تقدمًا بفارق أكبر بعض الشيء يصل إلى 25755 صوتًا.
وفي لقاء له مع الإعلامي، إسماعيل كوتشوك كايا في قناة فوكس تي في، قال مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، “سيد إسماعيل، رئيس بلدية إسطنبول يقف أمامك حاليًا” وذلك لتأكيد فوزه برئاسة البلدية.
إسطنبول وأردوغان
يوجه الرئيس التركي رجب أردوغان اهتمامًا كبيرًا لبلدية إسطنبول، كون الأخيرة تعد المدينة الأكبر من حيث عدد السكان بواقع 15 مليون نسمة.
وشهدت المدينة بدايات أردوغان السياسية، فتولى رئاستها حتى 1998، وسيطر حزب العدالة والتنمية على إسطنبول ما يقرب من 25 عامًا.
اختار أردوغان رئيس وزرائه الأسبق؛ ورئيس البرلمان التركي؛ بن علي يلدريم، مرشحًا للعدالة والتنمية عن البلدية، وقاد الرئيس التركي الحملات الانتخابية له بنفسه خوفًا من خسارة المدينة>
واعتبر مراقبون خسارة الحزب الحاكم مدينة إسطنبول أكبر علامة على تراجع شعبيته كونها المعقل الطبيعي له على مدار نحو ربع قرن.
رفيق أردوغان
ولد يلدريم في مدينة إرزينجان في ديسمبر 1955، وتولى منصب وزير النقل بين عامي 2002 و2013، وترشح لرئاسة بلدية إزمير عام 2014 وأخفق وتولى بعدها منصب مستشار لأردوغان في مجال الاستثمار بين 2014 و2015، قبل أن يعود إلى منصب وزير النقل مرة أخرى عام 2015.
كما عمل بعدها مستشارا لأردوغان في مجال الاستثمار ثم تولى منصب رئيس وزراء تركيا من 22 مايو 2016 حتى يوليو 2018، ويعده المراقبون رفيق أردوغان الحميم، إذ كان ملازمًا له منذ تولي الرئيس التركي رئاسة بلدية إسطنبول.
المعارض الذي هزم أردوغان
ذاع صيت أكرم إمام أوغلو عام 2009 بعد توليه منصب رئيس مقاطعة تابعة لحزب الشعب الجمهوري، وفي 2014 ترشح لمنصب عمدة بلدية بيليك دوزو، وحقق إنجازات عديدة، أبرزها اهتمامه بالتوسع الحضاري ونجاحه في جذب الشركات للاستثمار.
نجاح أوغلو في إدارة بلدية بيليك دوزو دفعه للترشح أمام رفيق أردوغان في أهم المدن التركية، واستعد أوغلو لهذه الانتخابات، فوضع مخطط تطوير إسطنبول وطلب لقاء الرئيس التركي ولم يستجب أردوغان له ليعلن بعدها الترشح على منصب عمدة إسطنبول.
