إسقاط الطائرة الأمريكية هل يدفع أمريكا لشن حملة عسكرية على إيران ؟
جاء إعلان الإدارة الأمريكية بشأن إسقاط إيران لطائرة مراقبة مسيرة عسكرية أمريكية ، ليفتح بابا حول رد الفعل الأمريكي تجاه طهران، والتي بدورها أعلنت أن طائرة مراقبة مسيرة من طراز جلوبال هوك كانت في مهمة تجسس فوق أراضيها ، غير أن أمريكا قالت إن الطائرة استُهدفت في المجال الجوي الدولي في هجوم “غير مبرر”.
وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن طائرة “تجسس” أمريكية مسيرة أُسقطت في إقليم هرمزجان المطل على الخليج بجنوب البلاد باستخدام صاروخ من منظومة (3 خرداد) الصاروخية الإيرانية محلية الصنع.
وذكر مسؤول أمريكي أن الطائرة المسيرة كانت من طراز جلوبال هوك وأُسقطت في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز الذي يمر فيه نحو ثلث النفط المنقول بحرا ليخرج من الخليج.
وتعد الواقعة هي الأحدث في سلسلة وقائع شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية والتي كان إيران عنصرا مشتركا في الكثير من الحوادث التي وقعت في الخليج بما في ذلك هجمات بمتفجرات استهدفت ست ناقلات نفط،ولم يتضح بعد كيف يمكن أن ترد الولايات المتحدة على الأمر.
وقال مصدر مطلع إن إدارة ترامب دعت قيادات الكونجرس إلى البيت الأبيض لاطلاعهم على تطورات الوضع مع إيران .
وقال بيل أوربان الكابتن في البحرية الأمريكية والمتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي إن الرواية الإيرانية التي تفيد بأن الطائرة كانت تحلق فوق إيران زائفة، مضيفا ، كان هذا هجوما غير مبرر على طائرة مراقبة أمريكية في المجال الجوي الدولي”.
بدورها دعت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي الولايات المتحدة إلى خفض التصعيد مع إيران بعد أن حضر كبار أعضاء الكونجرس إفادة في البيت الأبيض بشأن إسقاط طهران لطائرة أمريكية مسيرة.
وقالت بيلوسي وهي أكبر ديمقراطية في الكونجرس في بيان “من المهم أن نبقى على تواصل كامل مع حلفائنا وأن نقر بأننا لا نتعامل مع خصم مسؤول وأن نفعل كل ما بوسعنا لخفض التصعيد”.
وأضافت “هذا موقف خطير وشديد التوتر يتطلب نهجا قويا وذكيا واستراتيجيا وليس متهورا”.
وقالت إنه يجب الحصول على تفويض جديد من الكونجرس باستخدام القوة العسكرية إذا سعت أمريكا لصراع مع إيران، وأوضحت إنها مقتنعة بأن إسقاط إيران للطائرة المسيرة الأمريكي تم في المجال الجوي الدولي
وعبر تشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأمريكي عن قلقه من أن “ينجر” الرئيس دونالد ترامب إلى حرب مع إيران وقال إن ثمة حاجة لبدء نقاش مفتوح ولقرار من الكونجرس بشأن التمويل قبل الشروع في أي عملية عسكرية.
وقال شومر للصحفيين بعد اجتماع مع كبار مسؤولي الإدارة في البيت الأبيض “الرئيس ربما لا يعتزم الذهاب إلى حرب لكننا قلقون من أن ينجر هو والإدارة إلى حرب”.
وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي إن إدارة ترامب تقوم بردود محسوبة تجاه إيران.
وقال عدد من كبار الجمهوريين بمجلس النواب الأمريكي إن على الولايات المتحدة أن ترد “ردا محسوبا” على إيران .
وقال كيفين مكارثي زعيم الجمهوريين بمجلس النواب ومايكل مكول وماك ثورنبري وديفين نانز الأعضاء بالمجلس في بيان “هاجمت إيران ملكية أمريكية هجوما مباشرا فوق مياه دولية. وهذا الاستفزاز يجيء بعد أسبوع من مهاجمتها وتدميرها ناقلتين تجاريتين في مياه دولية”.
بينما قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من شأن إسقاط الطائرة وقال إنه يشتبه في أنها أسقطت بالخطأ مشيرا إلى أن “الأمر كان سيختلف كثيرا” بالنسبة له لو كانت الطائرة مأهولة.
وبدا من التصريحات أن ترامب لا يتطلع لتصعيد أحدث واقعة مع إيران لكنه حذر قائلا “هذه البلاد لن تقبل ذلك”.
وقال ترامب الصحفيين في البيت الأبيض “أعتقد أن إيران ارتكبت خطأ على الأرجح. أتصور أن جنرالا أو شخصا ما ارتكب خطأ بإسقاط تلك الطائرة”.
وأضاف لدى لقائه مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في المكتب البيضاوي “لم يكن هناك شخص على متن تلك الطائرة المسيرة. كان الأمر سيختلف كثيرا… كان سيختلف كثيرا جدا جدا” إذا كانت مأهولة.
وقال ترامب “من الصعب التصديق أن الأمر كان متعمدا إذا أردت معرفة الحقيقة. أعتقد أنه ربما كان شخصا منفلتا وغبيا في ذلك اليوم” في إشارة لإسقاط الطائرة المسيرة.
وأصدرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) صورة قالت إنها لمسار رحلة الطائرة المسيرة التي أسقطتها إيران دون أن تقدم شرحا مفصلا للصورة.
ويبدو أن نشر الولايات المتحدة للصورة محاولة لتعزيز روايتها بأن الطائرة أسقطت في المجال الجوي الدولي.
