من ساعة إلى أخرى، يقع الجيش التركي في إدلب السورية، في فخ جديد، حيث بات تواجد القوات التركية ومواجهاته “حلاوة روح” ومحاولة لحفظ ماء الوجه، بعد أن أصبحت العناصر والآليات التركية، هدفا سهلا للجيش السوري على محاور إدلب.
وتجسدت محاولات الجيش التركي، في حفظ ماء الوجه أمام الشعب التركي الرافض لتدخل نظامه السياسي في الشأن السوري، بعملية إسقاط مروحية تابعة للجيش السوري في ريف إدلب شمال غربي البلاد، اليوم الثلاثاء، لتعلن فصائل سورية مسلحة موالية لتركيا، أنها أسقطت الطائرة.
ويأتي الحادث بعد يوم من مقتل 5 جنود أتراك في هجوم متكرر للجيش السوري في شمال غرب البلاد، مما دفع القوات التركية إلى الرد بأي طريقة.
وكان محللون ومراقبون، قد توقعوا في الساعات الأخيرة، قيام تركيا ومليشياتها في الداخل السوري بالقيام بأي رد حتى لو كان بسيط وغير مؤثر في المعركة، لحفظ ما يسمى عند الأتراك بـ”هيبة الجيش التركي”، التي استباحها الجيش السوري في الأيام الأخيرة بإدلب.
سقوط ما يسمى بـ”هيبة الجيش التركي”
وقال المحلل السياسي، الدكتور ناصر اليوسف، إن تركيا باتت في موقف لا تحسد عليه في إدلب بعد مقتل جنودها على يد الجيش السوري.
وقد توقع “اليوسف” في تصريحات لـ”الغد”، في وقت سابق، لجوء أنقرة إلى أي عمل عسكري ما، لحفظ ماء الوجه أمام الشعب التركي وداخل الجيش، بعد الضربات التي تلقاها الأتراك من الجيش السوري في إدلب، مشيرا إلى أن الأتراك أصبحوا هدفا للجيش السوري، ومع مقتل جنودهم، باتت القيادة التركية في مأزق أمام شعبها بعد المساس بما يسمى “هيبة الجيش التركي”، وأيضا أمام السوريين، بعد جولات أستانا، وما تمخض عن لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وفد روسي يغادر تركيا فيما يبدو دون اتفاق بشأن إدلب
وفي هذا الإطار، غادر وفد روسي تركيا، وسط توقعات بعدم وجود اتفاق بين الجانبين بشأن إدلب، وقال مصدر دبلوماسي تركي، اليوم الثلاثاء، إن فريقا روسيا زار أنقرة لبحث هجوم القوات السورية على منطقة إدلب بشمال غرب البلاد ،غادر تركيا دون اتفاق فيما يبدو على سبل وقف اشتباكات أودت بحياة 13 جنديا تركيا خلال أسبوع.
وكان الروس قد وصلوا إلى أنقرة يوم السبت بعد أيام من هجوم شنته القوات السورية في إدلب وأسفر عن مقتل ثمانية جنود أتراك. وقصفت تركيا أهدافا سورية فيما بعد في أحد أخطر الاشتباكات بين الجانبين منذ اندلاع الحرب السورية قبل قرابة تسع سنوات.
وبينما كان المسؤولون الأتراك والروس يواصلون محادثاتهم أمس الاثنين، وقع هجوم ثان على القوات التركية في منطقة تفتناز في إدلب مما أسفر عن مقتل خمسة جنود أتراك بعد أن أرسلت أنقرة آلاف الجنود للتصدي للهجوم السوري.
ودفع التقدم السريع للقوات السورية في إدلب، آخر معقل كبير لمقاتلي المليشيات المسلحة الموالية لتركيا، قرابة 700 ألف شخص إلى النزوح عن بيوتهم والاتجاه صوب الحدود التركية المغلقة.
الجيش السوري يسيطر على طريق حلب-دمشق للمرة الأولى منذ 2012
وعلى جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات السورية سيطرت بالكامل على الطريق السريع بين حلب ودمشق لأول مرة منذ عام 2012، اليوم الثلاثاء، بعد أن طردت المعارضين من آخر موطئ قدم لهم على الطريق، ويمتد الطريق السريع إم5 من حلب إلى درعا في جنوب سوريا.
وقال المرصد إن القوات السورية انتزعت السيطرة على الطريق السريع بالكامل بعد أن سيطرت على ضاحية في غرب حلب من المعارضين.