إسقاط نتنياهو وتغييب الملف الفلسطيني في صدارة انتخابات الكنيست
ذكر مراقبون ومختصون بالشأن الإسرائيلي أن تركيز الانتخابات في تل أبيب ينصب على إسقاط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فيما خلت من الحديث عن الوضع الفلسطيني بشكل عام.
ومن المقرر أن يتوجه الناخبون في إسرائيل غدا الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الكنيست الـ 24، وهي الرابعة خلال أقل من عامين.
وأشار المراقبون خلال حديثهم لقناة” الغد”، إلى أن تركيز الانتخابات الإسرائيلية على القضايا الداخلية بما فيها فشل نتنياهو في إدارة ملف كورونا، كما أن عدم الحديث عن الملف الفلسطيني يعد امرا لافتا للنظر.
وذكروا أن ذلك يأتي في وضع تعد فيه إسرائيل غير قادرة على تشكيل حكومة قابلة للاستقرار والاستمرار، وأن الانقسام السياسي شديد ومستمر، ليس فقط بين يمين ويسار ووسط، بل بات داخل مكونات المعسكر اليميني المهيمن منذ عقود.
الملف الفلسطيني
وحول توجه الناخب الإسرائيلي للوضع الداخلي قال الكاتب و المحلل السياسي هاني حبيب: “كانت هناك جهود من قبل حزب الليكود والأحزاب اليمينية ونجحت هذه الجهود بكل أسف في شق الصف الوطني والقومي العربي في الداخل المحتل، وأصبح الصوت العربي هو جزء لا يتجزأ من الحملة الانتخابية وليست القضية العربية”.
وأوضح حبيب أن إحدى مفارقات هذه الانتخابات أن برامج قوائمها لم تتطرق لا من بعيد ولا من قريب إلى الملف الفلسطيني، مع ذلك وهنا تكمن المفارقة، فإن الصوت العربي بات أحد أهم معالمها.
ولفت إلى أن توجه الأحزاب الإسرائيلية بشكلٍ عام للمجتمع العربي للحصول على أصوات منه ليس مجرد أرقام حسابية لها تأثيراتها على الخارطة السياسية والحزبية فحسب، بل محاولة جدية لترويض المجتمع العربي وانخراطه في هذه الخارطة لتجاوز المسائل المتعلقة بالأبعاد القومية والوطنية.
بدوره أكد المختص بالشأن الإسرائيلي مصطفي إبراهم خلو البرامج الإسرائيلية من كل ما يتعلق بكلمه احتلال، وكذلك خلوها بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وكل الحديث هو عن حسم الصراع وحسم المشروع الاستعماري الاستيطاني والخلافات الداخلية.
وحول الأسباب التي دفعت البرامج الانتخابية إلى التطرق للوضع الداخلي قال المختص بالشأن الإسرائيلي حسن لافي: “كل الأحزاب الإسرائيلية في برامجها ودعايتها ركزت على القضايا الداخلية الخاصة، لأن هناك إجماعا على تغييب القضية الفلسطينية من قبل اليمين”.
وتابع حديثه: “كذلك غياب الجنرالات عن المنافسة بقوة لا سيما بعد هزيمة بني جانتس زعيم حزب كحول لفان أزرق – أبيض، وفشله في تشكيل الحكومة السابقة وتحالفه مع نتنياهو”.
يقودنا للهاوية
وكانت صحيفة إسرائيلية، قد حذرت من تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بعد انتخابات الكنيست الـ24 المزمع إجراؤها يوم الثلاثاء المقبل.
وأكدت صحيفة “هآرتس” في مقال لـ”نيفا لانير”، أن “تواصل نتنياهو تولي رئاسة الحكومة في إسرائيل بعد الانتخابات القادمة، هو لكمة في وجه إسرائيليين كثيرين، يعرفون أن استمرار ولايته يمكن أن يقودنا إلى الهاوية، و نتنياهو الذي فشل في إدارة أزمة كورونا، لأن بكاء عائلات الستة آلاف ميت بـ “كورونا” في إسرائيل، يمكن سماعه في جميع أرجاء البلاد”.
وأعدت لجنة الانتخابات الإسرائيلية أكثر من 15 ألف مركز اقتراع مقابل 11 ألفا كانت تجرى من خلالها عملية الاقتراع في السنوات الماضية، وتوقعت لجنة الانتخابات المركزية وفق ما ذكرته قناة كان العبرية نشر النتائج غير الرسمية للانتخابات مساء الخميس المقبل وليس بعد ظهر يوم الجمعة المقبل كما أشيع.
ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع من الإسرائيليين حاليا 6578084 ناخبا، منهم يقيم خارج البلاد نحو 600 ألف من أصحاب حق الاقتراع الذين لا يمارسون هذا الحق في مكان اقامتهم، أي يبقى نحو ستة ملايين إسرائيلي سيتوجهون الثلاثاء الى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” البالغ عدد مقاعده 120 مقعدا.
