«إس ـ 300»..صداع في رأس دولة الاحتلال

منظومة الدفاع الصاروخي إس – 300 التي تسلمتها سوريا تتفوق على صواريخ باتريوت الأمريكية وتنهي زمن العربدة الإسرائيلية

يرصد خبراء عسكريون وسياسيون، في واشنطن وتل أبيب، المتغير الإستراتيجي الذي «قلب المعادلة»، بعد استلام سوريا منظومة الدفاع الجوي «إس ـ 300 »، وأصبحت دولة الاحتلال مقيدة اليدين، وأن زمن «العربدة» الإسرائيلية في الأجواء السورية،انتهى، بعد أن شنت خلال الـ 18 شهرا الأخيرة،أكثر من 200 غارة في العمق السوري.. المتغير الإستراتيجي الحاسم، عبر عنه المحلل الإسرائيلي التقدمي، في جريدة هآرتس العبرية: بـ «أنّها للمرّة الأولى منذ سنواتٍ تُحدِد دولة أخرى لإسرائيل أنّ هناك حدودًا لقوّتها، وأنّه ليس كلّ شيء مسموحًا لها، وأنّها ليست وحدها في اللعبة، وأنّ أمريكا لا تستطيع التغطية عليها بكلّ شيء، وأنّ هناك حدودًا لما يمكنها القيام به».

 

ووفقا لتقارير مراكز الدراسات العسكرية في لندن، فإن منظومة الدفاع الصاروخي إس – 300 قادرة على اعتراض وتدمير المقاتلات والطائرات المروحية والطائرات بدون ربان والصواريخ ذات المدى القصير والمتوسط والبعيد، وهي بهذا تتفوق على صواريخ باتريوت الأمريكية.. وإذا كان السلاح لن يصنع لسوريا انتصارا، ولكنه  سيشكل قوة ردع حقيقية ضد القوة الإسرائيلية، وهذا سيدفع إسرائيل إلى وقف هجماتها بعدما أصبحت قليلة.

 

ويصف المحلل  الإسرائيلي المعروف، جدعون ليفي، تسليم روسيا منظومة إس ـ 300 لسوريا، بأنه تعنيف لدولة إسرائيل وتحجيمها، وأنه «لم يعد مقبولا عمل ما تريد، وأن أمريكا لن تظل تغطي على أعمال إسرائيل».. وقال ليفي، في توصيف الوضع الراهن «إن غطرسة إسرائيل في السنوات الماضية جعلتها تخترق المجال الجوي اللبناني وكأنه ملكها، وضرب المجال السوري وكأنه المجال الجوي في غزة، و فجأة وقف طرف وقال عليك التوقف هنا، على الأقل في سوريا، وهذه نهاية الأمر. شكرا لك أيتها الأم روسيا لأنك وضعت حدا لطفل لم يقم أي شخص بضبطه ولوقت طويل».

 

لصواريخ السورية كما وصفت «وول ستريت جورنال»(24/9/2018)، نظام إس – 300،  في افتتاحيتها، ستعقد الأمور على إسرائيل والولايات المتحدة، وتثبت  أن بوتين لا يريد التعاون معهما في سوريا كما فكر الكثيرون. فالنظام الصاروخي الجديد فتاك، ويعد تهديدا للطيران الإسرائيلي، وأن نشر إس- 300 هو محاولة من موسكو لتقوية خطوط القتال في سوريا، وأن الزمن الذي كانت فيه إسرائيل تتصرف فيه بدون خوف من العقاب قد انتهى.

 ويرى المدير السابق للدائرة الاستراتيجية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، الجنرال أوريون، أن نظام «إس ـ 300 »يشكل خطرا على كل القوات الجوية التي تعمل قريبا من المجال الجوي السوري، وأن وقوع نظام إس – 300 في أيد «عقيمة ومتهورة» سيكون مثارا للقلق.. لكن إسرائيل في ظل النظام الجديد ستجد نفسها مقيدة اليدين، أو كما كتب الصحفي الإسرائيلي، باراك رايد، فإنه سيحد من حرية الطيران الإسرائيلي للعمل في سوريا، وهي تحتاج لاتخاذ الحذر الآن، فلو أصابت سوريا طائرة إسرائيلية فإن احتمال اندلاع حرب إقليمية وتورط سوريا وإيران وروسيا والولايات المتحدة أيضا هو احتمال كبير!

 

روسيا تريد إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل حول رغبة النظام السوري السيطرة على أجوائه، بعد سبعة أعوام من الحرب الأهلية، ويعني أن الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تتصرف فيه بحرية قد انتهى ـ بحسب تحليل د. حسين مجدوبي ـ  وليس لأن نظام إس – 300  يمثل تهديدا،  ولكن لأن أي حادث جديد خاصة في إدلب حيث أقامت إيران بنية تحتية، سيتم التعامل معه بطريقة مختلفة، وهي جزء من محاولات إنهاء الحرب الأهلية، ومحاولات موسكو تأكيد دور دمشق كمتحكم في السيادة السورية. والتحدي بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل هو مواصلة ملاحقة إيران.

 تسليم النظام السوري نظام إس ـ 300 الدفاعي الجوي، هو تطور مهم في استراتيجية بوتين في سوريا، ويرى خبراء أن  امتلاك سوريا سلاحا متطورا مثل إس ـ 300 سيجعل إسرائيل، وهو الراجح، تميل بحذر إلى السلام مستقبلا.. وبات واضحا أن تزويد سوريا بأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ في آن واحد وهي إس ـ 300 ، كان كافيا لبث رعب حقيقي في الأوساط العسكرية الإسرائيلية وردود فعل متشنجة حتى من الولايات المتحدة، مما يعني شيئين، الأول وهو بدء نهاية الهيمنة العسكرية الإسرائيلية في الشرق الأوسط، والثاني يعني ضرورة الاستعداد للتفكير في مفاوضات سلام حقيقية بما فيها الجولان.. وبحسب هذه الرؤية، فإن إس ـ 300 يمكن أن تصنع السلام مستقبلا، لأن قوة السلاح غالبا ما تصنع الانتصار في الحرب وتفرض السلام عبر الردع.

ويربط المحلل السيايسي« مجدوبي»، بين تسليم روسيا نظام إس ـ 300 لسوريا، وبين  تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الغرب يريد الانفراد بالقضية الفلسطينية وموسكو لن تسمح بهذا، في إشارة إلى صفقة القرن التي سيعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامبن وأن منح موسكو أسلحة متطورة لسوريا هو تنبيه بتقويض استراتيجية واشنطن في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]