أصيب العشرات من المواطنين الفلسطينيين في المواجهات التي اندلعت منذ صباح اليوم في منطقة الخان الأحمر شرقي مدينة القدس المحتلة، والتي تحاول سلطات الاحتلال تنفيذ مخططاتها في الاستيلاء على المنطقة وتشريد سكانها لصالح بناء المزيد من المستوطنات الإسرائيلية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها تعاملت مع 35 إصابة تم نقل أربعة مصابين منهم إلى عدد من المستشفيات لتلقى العلاج اللازم، فيما تم معالجة باقي الإصابات ميدانيا.
واندلعت المواجهات بين سكان الخان الأحمر والعشرات من النشطاء والمتضامنين، بعد محاولات الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات صباح اليوم، هدم المنطقة وتشريد سكانه، حيث شرعت بعمليات هدم لعدد من المباني والمنشآت بدأت بشق طرق وإعطاء أوامر إخلاء للمنطقة، تمهيدا لهدمها والاستيلاء عليها بالقوة المسلحة.
وتصدى أهالي المنطقة ونشطاء المقاومة الشعبية، الذين يرابطون هناك منذ شهر مايو/آيار الماضي، لجرافات وآليات الاحتلال الإسرائيلي، التي تخطط لهدم التجمعات البدوية في المنطقة التي تقع جنوب شرق مدينة القدس المحتلة وتضم 46 تجمعا بدويا.
وشكل النشطاء والأهالي، سلسلة بشرية أمام الجرافات الإسرائيلية، لمنعها من هدم المساكن والمنشآت في الخان الأحمر، وتشريد سكانه، وسط تهديدات الجنود بإطلاق الرصاص بشكل مباشر على المتضامنين.
وأعلنت قوات الاحتلال عن التجمع البدوي، منطقة عسكرية مغلقة، وأغلقت جميع الطرق الداخلية في التجمع والطرق المؤدية إليه، وداهمت قوات عسكرية إسرائيلية كبيرة تجمع الخان الأحمر، وسلمت السكان قراراً مكتوباً بوضع اليد على الطرقات الداخلية المؤدية للخان الأحمر لأغراض عسكرية حتى نهاية الشهر الجاري.
وأمهلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سكان تجمع الخان الأحمر جنوب القدس المحتلة، حتى يوم الجمعة القادم 6/7 لمغادرة التجمع تمهيدا لهدمه لصالح الاستيطان وطرد سكانه.
وقد توالت ردود الأفعال الفلسطينية المنددة بالهجمة الاستيطانية التي تستهدف تجمعي (أبو نوار والخان الأحمر) شرق مدينة القدس المحتلة، لصالح بناء المزيد من المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، وذلك على حساب سكان المنطقة الأصليين من الفلسطينيين.
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات الدولية روحي فتوح، أن سياسة وإجراءات حكومة الاحتلال الإسرائيلي في قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس، مخالفة للقانون الدولي، الأمر الذي يتطلب موقفا رادعا من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، لمنع سلطة الاحتلال من تنفيذ قرار هدم قرية الخان الأحمر وتهجير سكانها قسرا.
وبين فتوح خلال اتصالات أجراها مع عدد من زعماء الأحزاب الدولية، أن الخان الأحمر يشكل مأوى لأكثر من 180 شخصا نصفهم من الأطفال، ويضم مدرسة يدرس فيها عشرات الطلاب من التجمعات المجاورة.
وأضاف أن هدم قرية الخان الأحمر يشكل انتهاكا جسيما لاتفاقية جنيف الرابعة، واخلاء قسريا للسكان بحسب القانون الدولي الإنساني الذي يحظر هدم ومصادرة الممتلكات الخاصة من قبل السلطة القائمة بالاحتلال.
وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، إن الهجمة التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد أهالي الخان الأحمر شرقي القدس؛ هي امتداد لسياسة التطهير العنصري الذي مارسته الحركة الصهيونية منذ ما قبل إقامة كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد قاسم في تصريح صحفي، على أن ممارسات الاحتلال في الخان الأحمر هي سياسة مستمرة تكشف عنصرية المحتل وإرهابه وهى مستندة للدعم الأمريكي اللامحدود للاحتلال.
ودعا قاسم، لتكاثف الجهد الوطني العام والموحد لمواجهتها ومنعها من تحقيق أهدافها بطرد الفلسطيني من أرضه. سياسة التطهير الاحتلالية ستتحطم على صخرة مقاومة شعبنا، وتمسكه بكل ذرة من تراب فلسطين.
وأدانت الحكومة الفلسطينية الهجمة الإسرائيلية التي تستهدف تجمعي أبو نوار والخان الأحمر، في محيط مدينة القدس المحتلة، داعية المجتمع الدولي ومؤسساته والمنظمات الحقوقية الدولية التدخل لمنع الاحتلال من مواصلة هذه الاعتداءات.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود إن مهاجمة قوات كبيرة من جيش الاحتلال تجمع أبو نوار شرق بلدة العيزرية في محيط مدينة القدس المحتلة، مع محاصرة الخان الأحمر، يعدُّ استمرارا لتنفيذ جرائم التهجير الرهيبة التي انتهجتها إسرائيل منذ عام النكبة الأسود.
وأضاف أن هذه الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والقانون الدولي والذي يحظر على السلطة القائمة بالاحتلال هدم ممتلكات المواطنين وتهجيرهم والاعتداء على ممتلكاتهم سواء بالمصادرة أو بالتخريب والتدمير.
وبدورها أكدت حركة فتح، أن ما يجري في الخان الأحمر بمثابة جريمة تطهير عرقي وحرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.
وطالبت الحركة في بيان صحفي اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته والتدخل الفوري لوقف التطهير العرقي الجديد، الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلية، بحق المواطنين الفلسطينيين في الخان الأحمر.
ودعت فتح، كافة أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة الفاعلة في المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى جاهدا لكسر إرادتنا وتصفية قضية وجودنا، وتحويل الصراع من سياسي وحقوق قانونية وتقرير مصير إلى مساعدات إنسانية.
