إضاءات في حياة نجم السينما الصامتة باستر كيتون
باستر كيتون، من أبرز صناع السينما الصامتة ومبتكر الشخصية السينمائية الهادئة القادرة على مواجهة الأخطار، من أعظم فنانين الكوميديا في تاريخ السينما، رغم تميزه بثبات تعبيرات وجهه أثناء تقديم أدواره.
كيتون، ممثل وسيناريست ومخرج أمريكي، أحد أهم صناع السينما الصامتة، ظهرت موهبته في سن 3 سنوات نتيجة نشأته مع والدين عملا في “الفودفيل” وهو نوع مسرحي شعبي كان منتشرا في أمريكا في تلك الفترة، وكان يؤديان فن المايم والحركات البهلوانية.
اسمه الحقيقي جوزيف فرانك كيتون ولد سنة 1895 في مدينة بيكوا بولاية كنساس، اكتسب اسم “باستر” بعد حادث تعرض له ولديه 18 شهرًا، حيث سقط طائرًا من على السلم وكسر أنفه، فقام الساحر الشهير هاري هاوديني بالتقاطه، واتجه إلى والديه وقال لهما بطريقة ساخرة: “كان حقًا مغفل”.
قدم أول أفلامه الصامتة سنة 1917 وهو الـ21 من عمره، مع الممثل والمخرج والسيناريست الأمريكي روسكو آرباكل، في فيلم “صبي الجزار”، وتوالت الأعمال مع آرياكل وقدم بعدها 13 فيلمًا. وفي 1920 قام باستر بتأسيس ستوديو سينمائي خاص به، وبدأ مع سلسة أفلام ضمت “أسبوع واحد”، “البيت المسكون”، و”رجال الشرطة”. وأصبح يقوم بكتابة وإخراج وبطولة أفلامه القصيرة في هذه المرحلة.
كانت أول أفلامه الطويلة فيلم “الجيران” سنة 1923، ثم “شارلوك جونير” في 1924، وأثناء تصوير الفيلم كسر باستر عنقه أثناء مشهد برج الماء، كما صرحت زوجته إلينور، ولم يعلم بالأمر إلا بعد سنوات من الحادث. كما قدم أحد أخطر المشاهد في تاريخ السينما الصامتة من خلال فيلم “سفينة بيل جونير” سنة 1928، حيث غامر كيتون داخل المشهد بوقوفه في منتصف الشارع؛ كي ينهار فوقه الجدار الخلفي لأحد المنازل، وينجو بمروره من خلال نافذة موجودة في الحائط. وقدم المشهد بشكل حقيقي وعرض نفسه للموت في حال لم يسقط الجدار بشكل صحيح.
تزوج كيتون لأول مرة من الممثلة نتالي تالمادج وأنجب منها طفلين. وانفصلا بعد الأزمة التي مر بها عقب ظهور السينما الناطقة. تعرض كيتون لأزمة كبيرة توقف أثنائها عن إنتاج الأفلام وأصابه الاكتئاب، وأصبح مدمن على الكحول، حتى بداية فترة الأربعينيات استجمع قواه، وأعاد التفكير في حياته بطريقة مختلفة، ليعود مرة أخرى إلى السينما، وشارك في تقديم العديد من الأعمال منها “سان دييغو أنا أحبك”، “سانسيت بوليفار” وغيرها من الأفلام.
توفى باستر كيتون سنة 1966 عن عمر يناهز 77 سنة، أثر خلالها في مسار السينما، بمجموعة من أكثر الأفلام الصامتة جمالاً وخيالاً تجاوزت الـ45 فيلمًا.
