إعادة انتخابات رئيس اتحاد طلاب مصر

قرر الدكتور أمين السيد لطفي رئيس جامعة بني سويف، جنوب العاصمة المصرية، إحالة أستاذ بالجامعة لمجلس التأديببسبب الإساءة لرئيس الجهورية وتكفيره وسب الذات الإلهية.
وأعلن رئيس الجامعة في بيان إعلامي، حصل «الغد» على نسخة منه، أنه أمر بالتحقيق مع الدكتور “رجب.ع” الأستاذ المساعد بقسم طب الحيوان بكلية الطب البيطري لقيامه بإهانة وسب رئيس الجمهورية والإساءة إليه، وسب الدين وتكفيره على نحو يستحق العقاب أمام مجموعة من أعضاء هيئة التدريس الذين شهدوا الواقعة.
وقال رئيس الجامعة، إنه تلقى مذكرة من الدكتور مجدي القاضي عميد كلية الطب البيطري، تؤكد أنه أثناء أعمال الكنترول الخاصة بالفرقة الثالثة بالكلية حدثت مناقشة ساخنة بين الأعضاء والتي قام على إثرها الدكتور “رجب .ع” بالتلفظ ببعض ألفاظ السب التي لا يجب أن تخرج من أستاذ جامعي وتمس وتسيء إلى رمز الدولة رئيس الجمهورية وبعض القيادات الدينية، ما يعد خروجًا على القيم والأعراف والتقاليد الجامعية، حسب نص البيان.

وشدد رئيس الجامعة، على أن حرية الرأي مكفولة للجميع بشرط أن تكون في إطار التعبير الراقي الذي ليس فيه إهانة أو تجريح أو سخرية لأي شخص ولا تسيء للوطن ولا رموزه، وأهاب رئيس الجامعة كافة أطراف المنظومة التعليمية سواء كانوا اعضاء هيئة التدريس أو الطلاب او العاملين بضرورة الالتزام باللوائح والقوانين والقيم والمبادئ والتقاليد والأعراف الجامعية والالتزام بآداب وأخلاقيات العمل، مؤكدا على الاختصاصات الممنوحة له والمقررة في قانون تنظيم الجامعات في المادة رقم 110، بفرض عقوبة التنبية واللوم فقط وأقصى عقوبة له الإحالة لمجلس التأديب والمشكل طبقاً للمادة 109 من القانون من أحد نواب رئيس الجامعة وأستاذ من كلية الحقوق ومستشار من مجلس الدولة، والتي لديها السلطة في فرض العقوبة على أعضاء هيئة التدريس وبدون تدخل من رئيس الجامعة، ولرئيس الجامعة الحق في الطعن على قرارتها أمام الإدارية العليا وفي حالة إصدارها أحكاما بالبراءة أو اللوم والتي كان يمكن أن يصدرها رئيس الجامعة، وفي هذا السياق فإن رئيس الجامعة عند إحالته أي عضو هيئة تدريس للتحقيق يتم بناءً على مذاكرات من جهات مختصة «عميد الكلية» ويقوم بالتحقيق فيها أستاذ بكلية الحقوق.

قال أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي المصري، إن الوزارة لا تملك وصاية على قرارات اللجنة المشرفة على انتخابات اتحاد طلاب مصر، وإنه لا يدعم طالبا على حساب آخر، مؤكدًا في الوقت نفسه، أن الوزارة تقف على الحياد.

وأشار الوزير، اليوم السبت، أنه “لا بد من احترام القواعد المنظمة للعملية الانتخابية، والتي تنص على أنه في حالة قبول الطعن المقدم، يتم الالتزام بالقرارات التي تتخذها اللجنة”.

وتأتى تصريحات الوزير على خلفية إلغاء انتخاب كل من عبد الله أنور، رئيس اتحاد طلاب مصر، ونائبه عمرو الحلو، بسبب وجود خطأ إجرائي، ومن ثم إعادة الانتخابات، وفق تصريحات صبحي حسنين، رئيس اللجنة المكلفة بتنظيم العملية الانتخابية، أمس الأول الخميس.

وحتى الآن لاتزال تبعات القرار مستمرة، فقد وقع اليوم السبت، 400 شخصية مصرية من تيارات فكرية وسياسية مختلفة، على بيان رفض وإدانة لقرار اللجنة السابق.
وطالب الموقعون على البيان، رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، التدخل لوقف ما أسموه بالمهزلة التي تعبث بإرادة الطلاب وتصويتهم.

وأكد الموقعون على البيان، أهمية الانتباه لتزايد فجوة الثقة بين الشباب والنظام السياسي القائم، ما يعمِّق واقع هجرة الشباب للمشاركة الفاعلة في الحياة العامة والاستحقاقات الانتخابية.

وكان من أبرز الموقعين؛ نواب مجلس الشعب هيثم الحريري، وخالد عبد العزيز، وخالد يوسف، والسياسيون حمدين صباحي، وخالد علي، ومحمد أبو الغار، وعبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان.

وقال عضو البرلمان المصرى المستقل هيثم الحريري، إن “قرار الحل ضربة للديمقراطية، وإقصاء للشباب الذين يتحدث الرئيس السيسي عن احتوائهم”.

ووصف حمدين صباحى القرار بالـ”غاشم وغشيم من سلطة تعاني تضخم العضلات الأمنية، وضمور العقل السياسي”، وأضاف في تدوينة له على موقع “تويتر”، “سينتصر الطلاب ضمير الوطن”.

وفى الوقت نفسه، طالبت وزارة التعليم العالي في بيان لها صباح اليوم السبت، اتحادات الطلاب المنتخبة، بتفعيل أنشطتها للشعور بوجودها وتأثيرها الإيجابي، مؤكدة أن الانتخابات تمت بصورة حضارية، وإجراءات نزيهة وشفافة.

جرت انتخابات اتحاد طلاب مصر على مستوى الجامعات، فى نوفمبر الماضى، بعد غياب عامين متتاليين. وهى الانتخابات التى صدر اليوم الخميس قرار من اللجنة المشرفة عليها بإعادة التصويت على منصب رئيس ونائب رئيس الاتحاد لوجود خطأ إجرائى.
وكان معهد إعداد القادة بالقاهرة شهد قبل أسبوعين من الآن عملية التصويت داخل المجمع الانتخابى حيث فاز كل من عبدالله أنور، رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة بمنصب رئيس اتحاد طلاب مصر، ونظيره فى جامعة طنطا عمرو الحلو بمنصب نائب رئيس الاتحاد. وكلاهما تم بطلان انتخابه بموجب قرار اليوم.
وإعتراض عدد من المشاركين فى الانتخابات، على تعديلات اللائحة الطلابية التى أقرتها وزارة التعليم العالى، إلا أن الوزارة أعلنت استمرارها فى إجراء الانتخابات دون الالتفات إلى ما سمتهم بـ”معرقلى العملية الانتخابية” بحسب قولها.
وشهدت مصر آخر انتخابات طلابية مارس/آزار 2013، بينما تم إلغاء الانتخابات فى 2014 بعد تصاعد العنف داخل أسوار الجامعة، بين قوات الأمن وعناصر جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
وفى عهد وزير التعليم السابق السيد عبدالخالق، أصدر المجلس الأعلى للجامعات قرارا بإلغاء انتخابات اتحاد الطلبة في الجامعات للعام الثاني على التوالي، نظرًا لانقضاء المدة القانونية التي نصت عليها اللائحة الطلابية. ونصت اللائحة التى وافق عليها المجلس الأعلى للجامعات، على إجراء الانتخابات خلال 6 أسابيع من بداية العام الدراسى كحد أقصى.
ومن جانبه قال صبحى حسنين رئيس اللجنة المكلفة بتنظيم العملية الإنتخابىة، أن اللجنة تأكدت اليوم الخميس من وجود خطأ قانونى فى تصويت ممثل جامعة الزقازيق.
وفى اتصال هاتفى قال محمد ناجي، مسئول الملف الطلابى بمؤسسة حرية الفكر والتعبير من القاهرة، تعليقًا على قرار اللجنة “إن جامعة الزقازيق أرسلت ثلاث فاكسات للجنة المشرفة على إجراء الانتخابات فى نفس يوم التصويت لتخبرهم باستقالة النائب السابق، وفاكسا بتصعيد نائب جديد، وآخر بتشكيل اتحاد طلاب جامعة الزقازيق الجديد.
واستنكر ناجى أن اللجنة المشرفة على الانتخابات بعد أن أطمأنت لسلامة الإجراءات الانتخابية وبالتالى سمحت لنائب جامعة الزقازيق الإدلاء بصوته، عادت وأبطلت الانتخابات بسبب إدلاء ممثل طلاب الزقازيق بصوته.
ويشير ناجى إلى أن قرار اللجنة ليس بطلان انتخاب رئيس ونائب اتحاد مصر، ولكن بطلان عملية تصعيد نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة الزقازيق، وبالتالى ما ترتب على انتخابه من آثار.
وردا على قرار اللجنة مساء اليوم، أعلن “عمرو الحلو” نائب رئيس اتحاد طلاب مصر المنحل، عقد اجتماع طارئ للاتحاد العام للطلاب للرد على قرار اللجنة.
واستنكر الحلو إعادة الانتخابات معتبرًا أن قرار اللجنة إهدار للموارد المالية. مشيرا فى تصريحات صحفية اليوم الخميس إلى تدخل مستشار الوزير حسام الدين مصطفى في الانتخابات من أجل إنجاح القائمة الأخرى المحسوبة علي الوزارة. حسب قوله فى إشارة لعدم فوز قائمة “صوت طلاب مصر” بأغلبية الأصوات.

من جانبه، تواصل “الغد العربي” مع مستشار الوزير حسام الدين مصطفي ولم يرد على الهاتف.
وكان عمرو الحلو، نائب رئيس اتحاد مصر، المطعون فى انتخابه، سبق وأن صرح عقب فوزه بالانتخابات مؤكدا على حق الطالب في التظاهر السلمي داخل جامعته. وإن حقوق الطلاب المعتقلين من أولويات الاتحاد القادم،
وهو ما أثار حفيظة وزير التعليم العالى أشرف الشيحى، وقال إن “أحد أعضاء اتحاد طلاب مصر ذكر أن التظاهر داخل الحرم الجامعي حق، فليفعل ذلك ليفصل من الجامعة فورا”.
ونجح رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة عبدالله أنور بفارق عشرة أصوات عن منافسه ونظيره عمرو الحلو من جامعة طنطا بفارق ثلاثة أصوات.
ويضم اتحاد طلاب مصر قيادات طلابية منتخبة من كل اتحادات الطلبة بالجامعات الحكومية على مستوى الجمهورية، بالإضافة لممثلي جامعة الأزهر، والجامعات الخاصة، والمعاهد العليا، كما يضم المكتب التنفيذي للاتحاد، كلا من رئيس ونائب رئيس الاتحاد لإضافة إلى أمناء اللجان العليا في الاتحاد.
وبحسب المرصد الطلابى، جهة حقوقية، فإن قرار اللجنة لا يعنى إلغاء نتيجة انتخابات باقي أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر من أمناء اللجان العليا . وإنما إعادة الانتخابات على منصبي الرئيس والنائب، وقبلها إعادة الانتخابات على منصب نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة الزقازيق، ومن المفترض أن يصدر وزير التعليم العالي أشرف الشيحى. قرارًا جديدًا بمواعيد إعادة الانتخابات المرتقبة.