يشي توالي زيارات الوفود إلى ليبيا بأن الساحة الليبية باتت تحقق تعافيا سياسيا وبلوماسيا وعادت لتكون وجهة الباحثين عن المصالح الحيوية من دون أزيز الأسلحة الثقيلة.
وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي حل بالعاصمة الليبية لإعادة فتح سفارة بلاده في طرابلس وإطلاق المنتدى الاقتصادي الليبي الإسباني وبرفقته وزيرا الخارجية والتجارة إلى جانب ممثلين عن ثماني شركات إسبانية بحثا عن فرص استثمارية، آخر الملتحقين بقافلة الزوار الأوروبيين
بلغة المصالح.. جاءت مدريد لتبحث عن نصيبيها في كعكة الاقتصاد الليبي المتطلع إلى التعافي بعد المرحلة الانتقالية والتي تحتاج إلى إجراء الانتخابات في موعدها المقرر 24 من ديسمبر المقبل وخروج المسلحين الأجانب ولذلك عرضت إسبانيا المساعدة.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن ليبيا تمر بلحظات تاريخية وإسبانيا تريد أن تكون بجانبها، مشيرا إلى أنه حان وقت السلام وأن الشعب الليبي يستحق العيش في أمان.
ويدعم المجتمع الدولي إجراء الانتخابات الليبية في ديسمبر المقبل، وإسبانيا كذلك تريد دعم هذه العملية، وقد قامت بمساعدة برنامج الأمم المتحدة المخصص لهذا الشأن، كما أن إسبانيا ستساهم في مراقبة وقف إطلاق النار من أجل ضمان الأمن والحفاظ على السلام، يضيف سانشيز.
ورحب سانشيز ونظيره الليبي عبد الحميد الدبيبة بعودة التمثيل الدبلوماسي الكامل لإسبانيا على الأراضي الليبية، ودعا الدبيبة مدريد إلى المساعدة لتجاوز المرحلة الانتقالية في ظل التحديات التي تعيشها البلاد.
في هذا السياق قال من بنغازي محمد إدريس العمروني الكاتب والمحلل السياسي أن الزيارة الإسبانية مثلها مثل أي دولة أوروبية، اقتصادية أكثر منها سياسية، إلا أنها تعد مهمة في الوقت نفسه، وأنها ستساهم في الاقتصاد بين البلدين.
وقال العمروني لحصة مغاربية، إن الزيارة التي يجب أن توصف بالتاريخية هي الزيارة المصرية التي أتت بتمثيل دبلوماسي كبير، وجل همها التائم الليبيين، وتوحيد المؤسسات والعمل على استقرار الاوضاع السياسية في البلاد.
ومن مدريد يرى دكتور عطية حامد أستاذ العلاقات الدولية والمختص بالشؤون الاسبانية، أن هناك أهمية للطرفين من الزيارة، لافتا إلى أن الانكماش الاقتصادي في العالم يخيم على الجميع، وأن إسبانيا واحدة من أكثر المتضررين.
وذكر حامد أن الزيارة يمكن ترجمتها كذلك على أنها تعد نجاحا للحكومة الليبية التي بعد مرور أكثر من 100 يوم على تمثيلها لم يُر بصيص أمل تنفيذ مهامها، ويجب الترحيب بالزيارة، وأن سوف يكون لها ردة فعل كبيرة.