رغم تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، بأن فرنسا لم تستبعد روسيا من المشاركة في الاجتماع الدولي ،المقرر اليوم الثلاثاء، في باريس بشأن سوريا، إلا أن عدم دعوة موسكو للمشاركة في اجتماع يناقش أسس الحل السياسي في سوريا، يشير كما يرى مراقبون غربيون، إلى “غياب متعمد” للطرف الداعم للنظام السوري، واستبعاده عن لقاء أطراف “الموقف المناهض للأسد” لتنسيق مواقفهم تجاه “دور الأسد” في المرحلة المقبلة. .
وفي القاهرة، أكد مصدر دبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية، لـ”الغد العربي”، أن هناك موقفين متماسان مع الأزمة السورية، أحدهما بقيادة الولايات المتحدة، والثاني تمثله روسيا، وكان من الضروري لكل طرف أن ينسق مواقفه قبل الاجتماع المقبل الموسع الذي دعت إليه روسيا وسوف تشارك فيه مصر، وقال الدبلوماسي المصري، إن عدم دعوة روسيا لاجتماع باريس اليوم الثلاثاء، هو أمر “طبيعي” وليس استبعادا للدور الروسي.
ويرى الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ العلوم السياسية وأمين المكتب السياسي للحزب الناصري في مصر، أن الموقفين متضادان، خاصة وأن الغرب ودول خليجية لها موقف شبه حاد ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهذا الطرف يريد أن يدخل الاجتماع المقبل برعاية روسيا، بموقف موحد تجاه تفاصيل الحل السياسي للأزمة السورية، وأكد لـ”الغد العربي”، أن هذا الاجتماع لن يؤثر على الحراك السياسي الذي تقوده روسيا حاليا.
الموقف البارز في اجتماع باريس الدولي، عبر عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن برلين لا تتخيل أي سيناريو يلعب فيه الرئيس السوري بشار الأسد دورا في حكومة انتقالية بـ”سلطات تنفيذية كاملة” وهناك لاعبون كثيرون وقوى كثيرة في المنطقة، بما في ذلك تركيا والسعودية ودول خليجية أخرى لا تتخيل هذا الأمر، ونحن لا يمكننا تخيل أيضا أن يكون الأسد جزءا من حكومة انتقالية بسلطات واسعة.
ويؤكد مساعد وزير الخارجية المصري السابق للتخطيط السياسي، السفير محمد جلال، أن التوقعات القائمة بشأن نتائج اجتماع باريس الدولي بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والمملكة السعودية وتركيا، تتصل بثلاث نقاط وهي، أولا بشأن مصير الرئيس السوري في المرحلة المقبلة من الحل السياسي، وثانيا الموقف من المعارضة السورية والتي تحظى بدعم هذه القوى الإقليمية والدولية، وثالثا التنسيق العسكري المشترك مع روسيا في مواجهة الإرهاب داخل سوريا وخارجها.