تعهدات من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يقابلها رفض مستمر من الكونجرس حول إغلاق معتقل جوانتانامو الواقع في إقليم بجنوب شرقي كوبا، استأجرته الولايات المتحدة منذ 1903 بمقابل 2000 دولار أمريكي وذلك امتنانا من الرئيس الكوبي لمساعدة أمريكا برئاسة ثيودور روزفلت، في تحرير بلاده.
جاءت فكرة المعتقل بعد إعلان الرئيس الأسبق جورج بوش عام 2001 عن تشكيل محاكمات عسكرية لمن وصفهم بالمقاتلين الأعداء وهو المتورطون في أحداث 11 سبتمب/أيلولر، وفي 11 يناير/كانون ثان عام 2002 ، وصل أول سجين إلي معتقل جوانتانامو حيث أصدر بوش مذكرة رسمية تنص علي أن المعتقلين من المقاتلين الأعداء لا يخضعون لاتفاقيات جنيف، ولكن ينبغي معاملتهم بطريقة إنسانية، إلا أن إدانات دولية قد وجهت بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان في جوانتانامو حيث اشتهر السجن باعتقال مئات المشتبهين بالإرهاب من مختلف الجنسيات وتعذيبهم دون محاكمة.
وفي عام 2003، قررت محكمة الاستئناف في كالفورنيا منح المعتقلين الحق في توكيل قانوني كما صدر حكم يسمح لمعتقلي جوانتانامو بالطعن في اعتقالهم أمام محكمة اتحادية أمريكية.
أوباما يتعهد والكونجرس يرفض
تكررت تعهدات من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بدأت منذ ترشحه للرئاسة، بإغلاق السجن المعروف بأنه “سيء السمعه”، علي أثر الإدانات الدولية للمعتقل قائلا إنه “يلطخ صورة الولايات المتحدة في شتى أنحاء العالم”.
وفي خطوات تنفيذ هذا التعهد، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، أنها يعكف علي دراسة خطة لاستبدال جوانتانامو باثنين عسكريين، أحدهما بولاية كنساس والآخر في كارولينا الجنوبية.
ورفض الكونجرس الأمريكي، أمس الثلاثاء، نقل معتقلي جوانتانامو إلي سجون بأمريكا، حيث صوت 91 سيناتورا مقابل 3 من أصل 100 أثناء التصويت على قانون الدفاع لعام 2016 الذي أدرجت فيه مجددا القيود لمنع استخدام الأموال لنقل معتقلين بتهم الإرهاب من سجن جوانتنامو في كوبا إلى الأراضي الأمريكية.
ويعتبر مراقبون أن معتقل جوانتانامو تنمحي فيه جميع القيم الإنسانية وتنعدم فيه الأخلاق ويتم معاملة المعتقلين بقساوة شديدة مما أدى إلى احتجاج بعض المنظمات الحقوقية الدولية إلى استنكارها والمطالبة لوقف حد لهذه المعاناة وإغلاق المعتقل بشكل تام.
مطالبات كوبا باسترداد الإقليم
طالب الرئيس الكوبي راؤل كاسترو، باسترداد القاعدة البحرية في جوانتانامو التي تسيطر الولايات المتحدة عليها، مؤكدا أن “مساعي تطبيع العلاقات بين كوبا وأمريكا لم تفضِ إلى أية نتائج إيجابية إلا بعد إلغاء الحصار المفروض باسترداد أراضي القاعدة البحرية الكوبية (المحتلة) في جوانتانامو، وتعويض الشعب الكوبي لخسائره الاقتصادية”.
وحسب وكالة “أ ف ب”، فإنه لا يزال 116 معتقلا يقبعون في مركز الاعتقال العسكري الذي افتتح قبل أكثر من 14 عاما لسجن المشتبه فيهم بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، غادر 28 منهم المعتقل في 2014 إلى كازاخستان وأورغواي وجورجيا وسلوفاكيا.
