«إف.بي.آي» يتولى التحقيق في تفجير مسجد «دار الفاروق» في مينيسوتا

قالت الشرطة الأمريكية إن رجلين تعرضا للطعن حتى الموت في مدينة بورتلاند أمس الجمعة عندما حاولا منع المهاجم من مضايقة امرأتين تبدوان مسلمتين.

ووقعت الحادثة على متن قطار قبل ساعات من بدء شهر رمضان.

وذكرت إدارة شرطة بورتلاند في بيان أن الهجوم وقع قبل الساعة الرابعة والنصف عصرا بقليل عندما بدأ رجل يصرخ بإهانات عرقية ودينية موجهة لامرأتين تبدوان مسلمتين على متن قطار في محطة هوليوود ترانزيت.

وتعرض ثلاثة رجال تدخلوا في الأمر للطعن وفارق اثنان منهم الحياة. وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على المهاجم بعدما نزل من القطار وإن الشابتين غادرتا المكان قبل أن تتمكن الشرطة من استجوابهما.

وقال بيت سيمبسون المتحدث باسم شرطة بورتلاند في مؤتمر صحفي نقلته منافذ إخبارية محلية “وسط الهذيان والإهانات اقترب منه البعض وحاولوا فيما يبدو تعديل سلوكه.

“تعرضوا لهجوم شرس من المشتبه به”.

وأصدر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) بيانا عقب الهجوم قال فيه إن الحوادث المناهضة للمسلمين زادت أكثر من 50 بالمئة في الولايات المتحدة من 2015 إلى 2016 لأسباب من بينها تركيز الرئيس دونالد ترامب على الجماعات الإسلامية المتشددة وخطابه المناهض للهجرة.

وقال المدير التنفيذي للمجلس نهاد عوض “يجب أن يعلن الرئيس ترامب شخصيا أنه ضد المد المتصاعد للخوف من الإسلام وغيره من أشكال التعصب والعنصرية في بلادنا والتي أثارها عبر تصريحاته وسياساته وتعييناته مما أثر سلبا على مجتمعات الأقليات”.

وقال شهود للشرطة إن الشابتين مسلمتان على الأرجح وإحداهما كانت ترتدي الحجاب.

ولم تحدد شرطة بورتلاند هوية المشتبه به أو الضحايا.

أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من واحد من بين كل ثلاثة مسلمين أمريكيين يخشون من أن يكونوا عرضة للاستهداف من جانب جماعات عنصرية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وأن 42% يقولون إن أطفالهم تعرضوا للترهيب في المدارس بسبب ديانتهم.

وقال الاستطلاع، الذي أجراه معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم ونشرت نتائجه يوم الإثنين، إن هذه المخاوف تساهم في تراجع معدل تصويت الناخبين البالغين المسلمين إلى أقل من المعدل المتوسط.

ويشكل التصدي لمن يصفهم ترامب بالإرهابيين الإسلاميين المتطرفين وفرض قيود على سفر رعايا دول شرق أوسطية معينة إلى الولايات المتحدة عنصرين أساسيين لرئاسته.

وكشف الاستطلاع عن أن 38% من المسلمين الأمريكيين يخشون أن يتعرضوا للاستهداف من جماعات عنصرية وهي نسبة أعلى من أي أصحاب ديانة أخرى. وأشار إلى أن واحدا تقريبا من بين كل خمسة مسلمين لديهم خطط لمغادرة الولايات المتحدة “إذ بات ذلك ضروريا”.

وبالمقارنة، فقد أبدى 27% من اليهود و11% من البروتستانت و 8% من الكاثوليك الرومان و16% ممن لا ينتمون لديانة مثل هذا المخاوف.

وقال 42% من المسلمين إن أطفالهم تعرضوا للترهيب داخل المدارس بسبب ديانتهم، بما يزيد على أربعة أضعاف المعدل بين الأمريكيين عموما.

وبحسب الاستطلاع، الذي شارك فيه 2389 شخصا وأجري خلال الفترة من الرابع إلى الثالث والعشرين من يناير/ كانون الثاني، فقد أدلى 61% فقط من المسلمين بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بما يقل عن أصحاب أي ديانة أخرى أو الناخبين عموما.

وقال واحد من بين ثلاثة مسلمين إنهم لم يدلوا بأصواتهم في الانتخابات لأنهم لم يفضلوا أيا من المرشحين.

نقل دين عبيدالله، مؤشرات القلق التي يراها المسلمون الأمريكيون تلوح في الأفق السياسي والاجتماعي داخل الدولة الأمريكية، بعد 15 عاماً على هجمات 11 سبتمبر/أيلول، لكنّه على الرغم من ذلك، أعرب عن مشاعر متفائلة تجاه مستقبل المسلمين في الولايات المتحدة، فكيف وفّق بين المؤشّرات الواقعية وأحاسيس التفاؤل لديه؟

يكتب عبيدالله في موقع دايلي بيست الأمريكي عن حقيقة “شيطنة دونالد ترامب واليمين” للمسلمين، بالإضافة إلى جرائم الكراهية تجاههم. وينتقل بالذاكرة إلى ما قبل الحادي عشر من سبتمبر 2001 ليشير إلى أنّ علاقته بالمجتمع الإسلامي أو بجذوره العربية لم تكن قوية: “كي أضعها بطريقة مبسّطة، في 10 سبتمبر(أيلول) 2001، خلدت للنوم كأمريكي أبيض، وفي 11 سبتمبر أصبحت أقلية مكروهة”.

مقاومة ضدّ خسارة “امتيازه الأبيض“
تابع عبيدالله التطرّق إلى تلك الحقبة الماضية كاتباً: “في البداية، لقد قاومت بقوّة خسارة امتيازي الأبيض. كرجل أبيض لم تتمّ دعوتي مطلقاً للرد على الأفعال السيئة لبعض الأشخاص البيض. الآن، أصبحت بطريقة ما، مسؤولاً عن أيّ فعل سيّئ يُرتكب من قبل أي مسلم في أي مكان من العالم. لكن مع مرور السنوات، إعتنقت ببطء وضعي الأقلوي. لقد أصبحت أكثر ارتباطاً بالإسلام”. (ويشير الكاتب إلى أنّ والده كان مسلماً ووالدته كانت إيطالية وكاثوليكية، لذلك تربّى على الإيمانين معاً).

كيف تغيّر عبيدالله اليوم؟
أمّا عن حياة الكاتب حالياً، فيكتب أنّه فخور بكونه مسلماً أمريكياً، وهي “هوية متوافقة بشكل جميل” بغض النظر عمّا يقوله اليمين. لكنّ النظرة السلبية للعديد من الأمريكيين إلى المسلمين هي مسألة مقلقة له. وأشار عبيدالله إلى أنّ استطلاع رأي لقناة أي بي سي الأمريكية نشر في أكتوبر (تشرين الأول) 2001 وجد أنّ 47% من الأمريكيين كانت لديهم نظرة إيجابية عن المسلمين مقابل 39%. أمّا في ديسمبر (كانون الأول) 2015 فقد انخفض الرقم من 47 إلى 33% في مقابل 61% من ذوي النظرة السلبية تجاههم.

الكراهية إلى مستويات غير مسبوقة
عبيدالله أرجع أسباب تنامي تلك النظرة العدائية إلى دور واضح للقاعدة وداعش. لكنْ لجمهوريين متعصّبين كترامب دور مكمّل في هذا المجال حيث أوضح الكاتب أنّ هذا الأخير أوصل الكراهية ضد المسلمين إلى مستويات غير مسبوقة. وعدّد جرائم الكراهية التي طالت أفراداً من مجتمعه أو طالت مساجدهم، حيث قتل 15 مسلماً أمريكياً على الأقل “في ظروف ينظر إليها مجتمعنا على أنها جرائم حرب كراهية، بمن فيهم 3 في مدينة نيويورك خلال الأسابيع القليلة الماضية”.

ما هي الأسباب الداعية إلى التفاؤل؟
وانتقل عبيدالله ليعدّد الأسباب التي تدفعه ليكون متفائلاً. فمنذ هجمات 11 سبتمبر، “إنخرط مجتمعنا ببعض النجاح، في الإعلام والسياسة”. كذلك، يلفت إلى أنّه قبل سنة 2001، لم يُنتخب مسلم مطلقاً في الكونغرس الأمريكي، أمّا اليوم فهنالك النائبان الديموقراطيان كيث إليسون وأندريه كارسون. وكتب عن مسلمين وصلوا إلى مناصب عليا محلية ووطنية مثل المواطنة الأمريكية الصومالية الأصل إيلهان عمر التي كانت أول امرأة مسلمة تفوز في الانتخابات النيابية التمهيدية. وكتب عبيدالله عن توقّعات فوزها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. كما كتب عن تعيين الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبيد قريشي كأولّ قاض فيديرالي مسلم. أمّا في الإعلام فذكر الكاتب وجود تقدّم في انخراط المسلمين أكان في الإعلام السياسي أو الترفيهي، مثل فريد زكريا وحسن منهاج وغيرهما.

ماذا يقول الأمريكيون الذين يعرفون مسلماً؟
وذكر عبيدالله أنّ الأمريكيين الشبّان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاماً لديهم نظرة أكثر إيجابية بكثير من المواطنين الآخرين إلى المسلمين، بحيث تصل هذه النسبة إلى 65%. وتصبح النظرة إيجابية لدى 78% من الأمريكيين الذين يعرفون مسلماً بشكل “جيّد جدّاً”. وحتى في حال الجمهوريين الذين ينظرون إلى الإسلام نظرة إيجابية (25% فقط) إنّ 59% من هؤلاء يعرفون مسلماً على الأقل بطريقة جيّدة جداً أيضاً.

قبل المسلمين.. اليهود والكاثوليك
وأبدى عبيدالله تأكّده من أنّ السنوات القادمة ستحمل تحديات كبيرة أمام مسلمي الولايات المتحدة، لكنّ الكراهية تجاههم ستخبو بحسب رأيه المستند إلى التاريخ الأمريكي. فاليهود والكاثوليك عانوا من الإنتقادات والإفتراءات والمخاوف لكنّهم تخطّوها بحسب الكاتب الذي أضاف: “في أعماق قلبي، أنا متأكّد من أنّنا نحن أيضاً سنتخطّاها”.